عرض مشاركة واحدة

قديم 07-04-09, 11:21 AM

  رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الثامنة) ـ وزير الدفاع الإسرائيلي ديان يحاول إلقاء مسؤولية الفشل على رئيس الأركان

«الشرق الأوسط» تواصل نشر وثائق الحروب الإسرائيلية



تل أبيب : نظير مجلي
في هذه الحلقة من وثيقة تقرير لجنة أغرنات، التي حققت في الفشل الاسرائيلي في حرب أكتوبر 1973، ننشر نصا من بروتوكول التحقيق مع كل من وزير الدفاع، موشيه ديان، ورئيس أركان الجيش، دافيد العزار، ويظهر منها كيف كان ديان يحاول الالقاء بمسؤولية الفشل في تأخير تجنيد قوات الاحتياط على العزار، فيما يحاول العزار رد التهمة والقاء المسؤولية على ديان.
هذا التراشق بينهما سيتطور لاحقا ليتحول الى معركة بينهما، ساحتها لجنة التحقيق وفيما بعد الصحافة الاسرائيلية، لينتهي في آخر المطاف الى ادانة رئيس الأركان في اللجنة وتبرئة ديان وتوجيه المدائح الى رئيسة الوزراء، غولدا مئير. ويدفع تقرير اللجنة برئيس الأركان الى الاستقالة من منصبه ومن الجيش. ويتسبب هذا الموقف في استئناف الهبة الشعبية ضد الحكومة، رغم انها كانت قد انتخبت قبل بضعة اسابيع فحسب. وتكون بدايتها من داخل المؤسسة العسكرية، حيث قادها ضابط في جيش الاحتياط يدعى موطي (مردخاي) اشكنازي، وأخذت تتسع لتشمل عشرات ألوف المتظاهرين. وعندها فقط استقالت غولدا مئير واستقال معها ديان واعتزلا الحياة السياسية. وكما أشرنا آنفا، فإن كل أبحاث لجنة التحقيق انطلقت من منطلق واحد هو: الاستخفاف بالمصريين والسوريين. فالقاضي الذي ترأس اللجنة مثله مثل بقية الأعضاء، ورغم انهم تعاملوا بشجاعة مع كل من مثل أمامهم ولم يترددوا في توجيه الأسئلة الصعبة والمحرجة وحشر كبار المسؤولين في الزاوية في معظم ساعات التحقيق، إلا أنهم عندما يتعلق الأمر بالعرب التزموا بنفس عقلية القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية التي تستخف بالمقاتل العربي وبالقائد العربي. فبالنسبة اليهم، فشل اسرائيل في الحرب لم ينجم عن نجاح عسكري عربي ولا من مبدأ أن الحرب فيها عادة كرّ وفرّ ، بل عن القناعة بأن اسرائيل قادرة على هزم العرب كأمر مفروغ منه. وأن ما منع ذلك هو ليس قدرات العرب، انما الخطأ الانساني لدى اليهود.

ويلاحظ بأن هذه النظرة أدت بأحد كبار قادة الحركة الصهيونية الحديثة، ابرهام بورغ، لأن يكفر بالصهيونية تماما ويفكر في «طلاق» أبدي مع اسرائيل. وبورغ هو الرئيس الأسبق للكنيست (البرلمان الاسرائيلي) والرئيس الأسبق للوكالة اليهودية، وهو نجل أحد مؤسسي الحركة الصهيونية وقائدها بين المتدينين اليهود، يوسف بورغ. وبسبب سيطرة العسكريين والعقلية العسكرية على اسرائيل، بات يعتقد بأن الصهيونية قد انتهت وان دولة اسرائيل لم تعد الدولة التي طمح اليها اليهود ـ «هؤلاء يؤمنون بأن القوة هي الحل لكل المشاكل. وما لا ينفع بالقوة يعالج بالمزيد والمزيد من القوة. وفي حرب لبنان الأخيرة اتضح لنا بأن القوة وحدها لا تنفع، بل ان القوة التي استخدمت لم تمكننا من تحقيق الانتصار. ولكن ما هي إلا بضعة شهور تمر علينا، وإذا بنا نسمع أهل «سديروت» البلدة اليهودية في النقب التي تتعرض الى أكبر قدر من الصواريخ الفلسطينية، يتحدثون عن ضرورة تدمير تلك الحارة في بيت حانون أو ابادة تلك المدينة، والجنرالات عندنا يقصفون ويهددون بالمسح والتدمير. لم نتعلم شيئا. ولا شيء». ثم يعلن بأنه لم يعد يرى في اسرائيل وطنا. بل هي كابوس مرعب ينبغي الهرب منها. فهي تشبه ألمانيا عشية انتصار النازية فيها وهي أكثر من فاشية. ومع استمرار النشر، سننشر العديد من الوثائق والمعلومات التي تظهر مدى تمادي الجنرالات في التأثير على الحياة السياسية في اسرائيل وتوريطها في الأزمة تلو الأزمة، من دون أن يدرك الجمهور ذلك، وتؤكد أن هناك تيارا يمثل أقلية في اسرائيل لكنه واثق وواضح مثل بورغ (وقبله ناحوم غولدمن، رئيس المؤتمر الصهيوني العالمي، والبروفسور يشعياهو لايبوبتس، وهو فيلسوف يهودي متدين تنبأ بأن يكون احتلال العام 1967 مقبرة للقيم اليهودية الانسانية ومرتعا للفساد الذي سيدمر اسرائيل). واليكم في ما يلي حلقة جديدة من تقرير لجنة أغرنات:

* لماذا لم يتم التجنيد الفوري لقوات الاحتياط التي اتفق عليها وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان؟

في ضوء الفقرة المذكورة في وثيقة البينات رقم 265 حول موافقة وزير الدفاع على تجنيد 50 ـ 60 ألفا من المطلوبين للدفاع الفوري، احتاجت اللجنة (لجنة التحقيق) الى رد على السؤال ـ لماذا لم يبدأ رئيس الأركان بتجنيد ألوية الجيش المذكورة وانتظر حتى المحادثة مع رئيسة الحكومة في الساعة التاسعة (الجلسة نفسها بدأت في الثامنة)، فبسبب هذا (التأجيل) تأخر التجنيد ساعتين، ثلاثا، كانت ضرورية للغاية في الضائقة الزمنية في ذلك الصباح.

فيما يلي نقدم نص التسجيلات لاستجوابات اللجنة الى وزير الدفاع ورئيس الأركان في الموضوع:

أ ـ استجواب وزير الدفاع

* سؤال: «أنا أريد أن أسألك هنا سؤالا وسطيا، وهو السؤال الذي سألته لرئيس الأركان: أنا أفهم أنكما كنتما على اتفاق في امر واحد هو «تجنيد» لواءين. لم يكن هناك نقاش حوله. والسؤال الذي طرحت هو: إذا كان متفقا على لواءين، فلماذا لم يتصلوا برئيسة الحكومة هاتفيا فورا إن كانت هناك حاجة الى مصادقتها على ذلك، ويقولوا لها نحن متفقان على «تجنيد» لواءين ويوجد بيننا نقاش وسنأتي لطرحه أمامك. وبهذا، وعلى أساس الجدول الزمني، كان بالامكان ربح ساعتين، ثلاث، لإصدار الأمر الأول؟

جواب: أنا أيضا سألت نفسي (السؤال نفسه) الآن عندما أعددت المواد (يقصد المواد التي يحتاجها في ظهوره أمام لجنة التحقيق). أنا استطيع القول إنه لم يكن لدي انطباع بأن هناك أي مانع أمام رئيس الأركان بأن يبدأ في تجنيد الاحتياط. ليس فقط لم أجد تسجيلا يظهر فيه ان رئيس الأركان قال لي تعال نبدأ في التجنيد وأنا أجبته انتظر لحظة، دعنا نسأل رئيسة الحكومة. فهذا هو الأمر الذي كنت سأفعله من دون شك. لكن ما فهمته من رئيس الأركان، أيضا عندما قال لي انه سيتوجه أولا الى مكتبه وأيضا خلال النقاش، أن هناك جهة ما في رئاسة الأركان بدأت العمل على الاعداد للتجنيد. وأن قسما منهم تم تجنيده. وسلاح الجو. وأول 10 آلاف. وأقول لكم فقط الآن، انه إذا قال شخص ما شيئا آخر، وإذا قال رئيس الأركان شيئا آخر، فإنني لا أستطيع الإدعاء بأنه يضلل. فقد كنت في انطباع بأنه لا مانع من تجنيد 60 ألفا إذا أراد، وأن المشكلة عندنا هي في تجنيد 60 ألفا آخرين. لم أكن اعرف أنه أعطى الأوامر للتجنيد.

 

 


   

رد مع اقتباس