عرض مشاركة واحدة

قديم 03-09-10, 01:32 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ماركوني
مشرف قسم الإتصالات والحرب الإلترونية

الصورة الرمزية ماركوني

إحصائية العضو





ماركوني غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مآخذ القنابل العنقودية

كان الحافز لعقد المعاهدة هو القلق من المخاطر والدمار الشديد الذي تلحقه الأسلحة الانفجارية بالمدنيين أثناء الهجمات وبعدها، حيث غالبا ما لا تنفجر كميات متفاوتة من الذخائر الثانوية عند اصطدامها بالأرض ويمكن أن تبقى كامنة بدون انفجار لسنين إلى أن تستثار.

كما أن بعضها له لون ساطع وغير مخفي ولكنه يبدو أشبه بلعب الأطفال أو بيض أعياد الفصح، مما يجذب الأطفال للعب بها. ويزعم بعض نشطاء حقوق الإنسان أن ربع الخسائر الناجمة عن الذخائر الثانوية التي لم تنفجر من الأطفال الذين غالبا ما يلتقطون حاويات المفرقعات ويلهون بها بعد انتهاء النزاع بوقت طويل.
وقد كانت حرب يوليو/تموز 2006 في لبنان حافزا لحملة منع القنابل العنقودية لكثرة ما ألقته إسرائيل على لبنان من هذه القنابل.

المآخذ الكثيرة على القنابل العنقودية دفعت الدول إلى الدعوة لتحريم إنتاجها وتخزينها واستخدامها. ويمكن تلخيص هذه المآخذ في ما يلي:

أولا- عدم التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، بمعنى أنها تصيب أهدافا مدنية إلى جانب الأهداف العسكرية وأحيانا تصيب أهدافا مدنية فقط، خاصة أن مفعولها غالبا ما يتجاوز فترة الصراع المسلح بين الأطراف، وقد تشكل صعوبة أمام الأطراف لتنفيذ تسوية سياسية للصراع الذي استخدمت فيه.

ثانيا- الانشطار إلى عدد كبير من القنابل الصغيرة التي تصل إلى 300 قنبلة صغيرة في الحاوية الواحدة، وهي التي تصبح كل منها مصدرا جديدا للانفجار الذي يؤدي إلى إصابة أهداف جديدة. وهي تشبه شظايا دانات المدفعية وقنابل الطائرات من حيث انشطارها إلى شظايا، ولكن الشظايا إما أن تصيب أو لا وتنتهي، بينما القنابل التي لا تنفجر تصبح مصدر خطر جديد محتمل. والمشكلة أنه لا يمكن القطع بأن منطقة ما تم تطهيرها من القنابل العنقودية، لأنه لا يمكن حصر عدد القنابل التي أسقطت وتحديد ما انفجر منها وما لم ينفجر.

ثالثا- استمرار نسبة كبيرة منها دون انفجار بحيث تظل فترة طويلة تهدد أبرياء ليست لهم علاقة بالصراع. وقد تكون نسبة ما لا ينفجر مباشرة أكبر من غيرها.

رابعا- ليست هناك وسيلة لاكتشاف القنابل العنقودية إلا بالتفتيش الدقيق لكل شبر من المنطقة التي سقطت فيها، وهي منطقة يصعب تحديد حدودها بدقة، حيث لا تسقط القنابل الصغيرة المتناثرة من الحاوية وفق نظام محدد ودقيق يمكّن من العودة إلى خرائط أو تسجيلات تحدد أماكنها بحيث تسهل على وحدات إزالة وتطهير الألغام البحث عنها وإزالتها.
ملاحظات على المآخذ

في مقابل عدم التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية الذي يؤخذ على هذه القنابل، يجب التنبيه إلى أنه ليس هناك سلاح يميز العسكري والمدني. والواقع يقول إن الذي يميز هو مستخدم السلاح وليس السلاح نفسه، حتى لو اشتمل على وسيلة للتوجيه والتوجيه الذاتي.
ويلاحظ أن الأسلحة الأميركية في أفغانستان والعراق -سواء كانت عنقودية أو غيرها- لا تميز بين هذه الأهداف، رغم ما تشتمل عليه من تقنية.
أما بالنسبة للقنابل التي لا تنفجر فليست مقصورة على القنابل العنقودية، لأن هناك أيضا أنواعا من دانات المدفعية والدبابات وقنابل الطائرات التي تنفجر في الجو، وهناك منها ما لا ينفجر عن غير قصد، ويظل مصدرا للخطر.

لكن هنا يلفت النظر إلى أن القنابل العنقودية ربما لم يقصد أن لا تنفجر نسبة كبيرة منها، كما أن كثيرا من دانات المدفعية والدبابات لا تنفجر مباشرة وقد تفشل في الانفجار وتصبح مصدرا محتملا للخطر، ويصعب التأكد من اكتشاف جميع القنابل التي لم تنفجر.
لا يعني ما سبق أن القنابل العنقودية ليست خطيرة، بل إنها بالتأكيد أخطر من الألغام المضادة للأفراد التي يطلق عليها الألغام الأرضية، حيث غالبا ما يمكن معرفة مكانها وخاصة حينما يجري العثور على خرائط وتسجيلات هذه الحقول. أما القنابل العنقودية والدانات والقنابل التي لم تنفجر فتظل لفترات غير محدودة ويصعب اكتشافها.
وتعتبر القنابل العنقودية نوعا من الأسلحة التقليدية الخطرة التي يجب تحريمها قانونا وليس بمعاهدة يجوز الانضمام إليها فقط، لما تسببه من مخاطر خارج إطار الصراع المسلح، ويصعب تجنب مخاطرها على الأبرياء، كما يجب أن لا يكون ذلك مانعا لتحريم باقي الأسلحة الأخرى التي تسبب أضرارا مشابهة.

كما أنه يجب عدم الركون كثيرا إلى التحسينات التقنية التي تدخل عليها على نحو ما سمحت به المعاهدة من أسلحة معينة بشروط معينة، حيث تشكل هذه الاستثناءات مدخلا للتحايل على أهداف ونصوص المعاهدات والقوانين.
وأخيرا فإن السماح للدول المنضمة إلى المعاهدة بالتعاون مع دول غير منضمة إليها قد يؤدي إلى استخدام هذا النوع من الذخائر وفقد المعاهدة الكثير من تأثيرها.
الموقف العربي من المعاهدة

ليس هناك ما يشير إلى أن هناك موقفا عربيا موحدا من المعاهدة، حيث لم يتخذ قرار من أحد أجهزة جامعة الدول العربية بالانضمام إليها أو عدمه، وبالتالي هناك مواقف الدول العربية حيال المعاهدة وليس موقفا عربيا موحدا حيالها.
ورغم أن دولا عربية كثيرة تعرضت لاستخدام القنابل العنقودية ضدها أو على أراضيها، فإنه من الواضح أن الدول العربية تكاد تكون قد تجاهلت المعاهدة، فقليل منها وقع عليها، ولم تصدق عليها غير دولة عربية واحدة، وهي خارج إطار الصراع العربي الإسرائيلي.
ولا شك أن عدم انضمام إسرائيل إلى المعاهدة يجعل انضمام الدول العربية إليها في صالح إسرائيل دون أي التزام إسرائيلي ودولي عليها، كما أن عدم انضمام الولايات المتحدة إلى المعاهدة يفقدها أهميتها بالنسبة لدول عربية قد تتعرض لتهديد أميركي، بينما قد يشكل عائقا أمام الدول العربية التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات ذات طبيعة عسكرية.

المصدر:الجزيرة نت

 

 


   

رد مع اقتباس