عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 03:50 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

«الشرق الأوسط» في معسكر غوانتانامو (2) ـ الكولونيل كلاين قائد معسكر «اكس راي»: سجناء «القاعدة» وطالبان سينقلون نهاية الشهر إلى زنازين جديدة
دورات مياه شرعية واحواض وصنابير للوضوء في كل زنزانة بمعسكر «دلتا» الجديد
معسكر اكس راي ـ قاعدة غوانتنامو ـ (كوبا): محمد الشافعي
ما بين آثار الحرب الباردة بكوبا الشيوعية ومعسكر «اكس راي» ذي الشمس الساطعة بغوانتنامو بكوبا الذي يحتجز فيه 299 من سجناء القاعدة وطالبان اقل من كيلومتر واحد في بعض نقاط المراقبة. ففي داخل الاراضي الكوبية على الشاطيء اللازوردي الساحر ثارت ازمة الصواريخ الشهيرة عام 1962، التي هددت السلام العالمي بحرب عالمية ثالثة ابان عهد الرئيس الاميركي الراحل جون كنيدي.
واليوم داخل معسكر «اكس راي» بغوانتنامو، وهي اكبر قاعدة حربية اميركية مستأجرة من كوبا منذ بدايات القرن الماضي، ما تعتبره اميركا «الخطر الاصولي» ممثلا في معسكر «اكس راي» الذي سينقل سجناؤه الى معسكر «دلتا» الجديد على بعد اقل من عشرة امتار من مياه الكاريبي الساحرة. تضارب شديد يقع لهؤلاء المحتجزين الـ299، الذين لا يعرف معظمهم انهم فوق الاراضي الكوبية الشيوعية، او ربما حسبما يقول احد كبار ضباط المعسكر لـ«الشرق الأوسط»: «انهم على الاقل يعرفون انهم ليسوا في افغانستان».
الزنزانات الجديدة في معسكر «دلتا» الجديد تحمل بشرى لهؤلاء الغرباء على الارض اللاتينية، فكما يقول الكولونيل بيل كلاين قائد المعسكر الجديد، والذي يشرف كذلك على معسكر «اكس راي» لـ«الشرق الأوسط»: «انها اكثر راحة من الوحدات القديمة، وان كانت اصغر حجما، ومساحتها ستة اقدام عرضا و ثمانية اقدام طولا، ولكن كل زنزانة مزودة بدورة مياه شرعية، اي (تواليت بفتحة في الارض) وصنبور مياه وحوض يوفر للسجين الحصول على حاجته من المياه للشرب والوضوء». واشار الى ان تصغير حجم الوحدات يعود لاسباب امنية في المقام الاول. وقال ان مساحة الوحدات في معسكر دلتا الجديد اكبر من مساحة الزنزانات المخصصة للحبس الانفرادي في السجون الاميركية. وفي كل وحدة كما يحب ان يطلق عليها الكولونيل بيل كلاين ويظهر على وجهه الضيق، عندما يسمع كلمة «اقفاص» او زنزانات»، سرير مثبت في الارض ونافذة مساحتها اربعة اقدام طولا واربعة اقدام عرضا عليها قضبان حديدية. واسأل الكولونيل كلاين عن حجم المخاوف الامنية من وجود الزنزانات على بعد امتار من مياه البحر الكاريبي، فيقول بكل ثقة «لا اشعر باي خوف على الاطلاق فالمعسكر مزود بابراج الحراسة من الجهات الاربع وسورين من الاسلاك الشائكة يفصل بين كل منها ستة امتار وخفر السواحل بقواربهم السريعة ليسوا بعيدين عن هنا». واسأل الكولونيل كلاين الذي قابلته في التاسعة مساء على بعد اكثر من 600 متر امام بوابة معسكر اكس راي، في زيارة ليلية للمعسكر مع وفد من الاعلاميين الاميركيين والاوروبيين، لماذا كل هذه الاجراءات الامنية المشددة، فقال بعبارات قاطعة: «اننا نتعامل مع اناس خطرين للغاية، ولهذه الاسباب ترى الاجراءات المشددة من جميع الجهات، وعلى قادتهم رقابة خاصة او ممن نتوسم ان لهم تأثيرا عليهم». ويسمع المرء صوت الأذان ينطلق من مكبرات الصوت المعلقة في معسكر «اكس راي»، كما تبدو علامات تحدد اتجاه القبلة. ويخرج السجناء من وحداتهم موثوقي الايدي ليذهبوا الى المراحيض والحمامات او ليقابلوا الطبيب او المحققين من الجيش او ضباط المباحث الفيدرالية. وبداخل كل زنزانة «جردلان» احدهما صالح لمياه الشرب والآخر للفضلات الادمية. اما غرف التحقيق الخمس على بعد امتار من الزنزانات فهي الوحيدة المكيفة الهواء. وسألت الكولونيل كلاين عن الفترة التي يقضيها السجين في غرفة التحقيق فقال: «ربما من عشر دقائق الى عشر ساعات». ويقول الاعلاميون الذين رافقوني في الرحلة من قاعدة روزفلت ببورتريكو الى معسكر «اكس راي»، إن تصميم الزنزانات يكشف كل شيء، ولا خصوصية للسجناء داخلها، ولهذا فان الكولونيل كلاين كثيرا ما استوقف مراسلي الـ«سي ان ان» ومحطة «فوكس» العالمية» ومجلتي «نيوزويك» الاميركية ودير شبيغل «الالمانية، وهو يحاول ان يصحح المفاهيم، مشيرا الى انها وحدات «وليست اقفاصا». وكان معسكر «اكس راي» اعد بسرعة لاستقبال سجناء «القاعدة» و« طالبان»، وكانت آخر مرة استخدم فيها المعسكر عام 1990، عندما خصص لاحتجاز المئات من اللاجئين الكوبيين الذين فروا من جحيم الشيوعية عبر القوارب الصغيرة.
* تدريبات على نقل السجناء * يقول المسؤولون في القاعدة البحرية الاميركية ان سجناء «القاعدة» و«طالبان» الذين نقلوا في 11 يناير (كانون الثاني) الى قاعدة غوانتناموا على متن طائرات الشحن العملاقة خلال رحلة استغرقت اكثر من 25 ساعة ووضعت على آذانهم اغطية لمنع السمع، كانوا خلالها موثوقي الايدي، والارجل ومعصوبي الاعين، ووضعت على آذانهم اغطية مانعة ستطبق عليهم نفس الاجراءات المشددة عند نقلهم الى معسكر «دلتا» الجديد. ويقول الكولونيل كلاين ربما نستخدم اجراءات اكثر عند نقلهم الى المعسكر الجديد الذي اوشكنا على الانتهاء منه». وفي اليوم الاخير قبل انتهاء زيارتنا لقاعدة غوانتاناموا شاهدنا تمرينا تعبويا لعملية نقل السجناء شارك فيه جنود البحرية الاميركية في الاشراف على الاجراءات الامنية بحافلات سوداء بدون نوافذ، وبدون كراس من الداخل. واوشك العمال الهنود على الانتهاء من وضع اللمسات الاخيرة على 408 زنزانات بمعسكر «دلتا» والذي سيكون جاهزا لاستقبال اعداد جديدة من سجناء «القاعدة» و«طالبان» المحتجزين في كابل وقندهار. ويقول المسؤولون عن المعسكر ان هناك خططا لاضافة 208 زنزانات جديدة للمعسكر الجديد. ويقول البريجادير ريك باكس من قاعدة غوانتناموا البحرية ان المجموعة الجديدة من الزنزانات ستكون جاهزة قبل منتصف الشهر الجاري، الا انه لم يحدد موعد نقل السجناء. وبعد ان نظرت عبر عدسة النظارة المقربة الى الصف الاول من وحدات السجناء، رأيت بعض المحتجزين اعمارهم صغيرة للغاية، ربما في العشرينات او في الخامسة والعشرين من العمر، واحسب من ملامح احدهم الذي تلون ببشرة سوداء بفعل حرارة الشمس الساطعة التي تخطت حدود الـ90 فهرنهايت، انه نجل الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ«الجماعة الاسلامية» المصرية، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في سجن روشستر مينسوتا، لتورطه في قضية تفجيرات نيويورك عام .1993 اما في الزنزانة الثانية فقد شاهدت بعيني المجردتين مع مجموعة من الاعلاميين في رحلة بسيارة مموهة الزجاج ، اقتربت على بعد نحو تسعة امتار من الاسلاك الشائكة للمعسكر، شاباً في نهاية العشرينات من العمر، يمارس تمارين اللياقة البدنية داخل جدران الزنزانة الضيقة، وكانت التعليمات صارمة، بعدم التقاط اي صور او تسجيل اي الفاظ او عبارات يتفوه بها السجناء، الذين تعودوا على اقتراب سيارات الغرباء، الذين لا يرونهم بل يستشعرون بوجودهم. واسأل الكولونيل كلاين المسؤول الاول عن معسكر «اكس راي» وكذلك المعسكر الجديد «دلتا» الذي سينقلون اليه قبل نهاية الشهر الجاري، عن صغر اعمار بعض المعتقلين، فيقول باجابة قاطعة: «لا يغرنك صغر اعمار هؤلاء فقد تم اعتقالهم في معركة قتالية بافغانستان». ويضيف «هناك نصيحة اوجهها للضباط والجنود وهي راقب ظهرك، وكن حذرا، عند التعامل مع السجناء، واذا كانت لديك مشاكل عند المجيء الى العمل فاتركها خارج بوابة المعسكر، كن يقظا طول الوقت، فانتم تتعاملون مع اناس في غاية الخطورة، ولديهم احساس باليأس». وتشير مصادر مقربة من ادارة المعسكر الى ان معسكر «دلتا» الجديد، صمم ليبقى نحو اكثر من خمس سنوات. ويقول الكولونيل كلاين ان السجناء يتلقون طعاما جيدا، لا يختلف كثيرا عن طعام جنود وضباط الحراسة الموجودين على مقربة في معسكر «الفا» المخصص لايوائهم، وبمعسكر الفا الجديد 83 عنبرا مكيف الهواء، يسع الواحد منها لـ24 من الضباط والجنود، وهناك عنبر مخصص للترفيه عن جنود الحراسة به تلفزيون، ومطبخ يتسع لاعداد وجبات لنحو الفين من الجنود. وهناك 600 جندي وضابط يستخدمون معسكر «الفا» حاليا. ويتلقى السجناء عناية طبية فائقة في المستشفى الميداني الملحق بالقاعدة البحرية، ويحتوي على افضل المعدات الجراحية ومعمل للتحاليل وغرفة للعمليات. واجريت به عدة عمليات جراحية منها استئصال قدم، وازالة اصبع احد السجناء، وعملية لازالة عين لاحد السجناء، ويقول المسؤولون ان العمليات كانت على خلفية اصابة هؤلاء السجناء في العمليات الحربية في افغانستان. واكدوا ان العمليات لا تجرى الا بعد الحصول على موافقة كتابية من السجناء، بعد ان يقوم الفريق الطبي بشرح الحالة الطبية للسجين عبر احد المترجمين، ومخاطر عدم اجراء العملية على حياته. =

 

 


   

رد مع اقتباس