عرض مشاركة واحدة

قديم 11-04-09, 09:51 AM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

التشكيلات:
لقد هجرت القوات البحرية نهائيا التشكيلات الهندسية الثابتة منذ أن أصبحت معرضة للخطر الجوي وثبتت التشكيلات المنفتحة التي تحدد فيها الوضعيات النسبية للسفن بين بعضها البعض. إن لكل سفينة حرية المناورة بسرعات مستقلة على طرق خاصة داخل المنطقة المخصصة لها. وغالبا ما تكون في منطقة دائرية نصف قطرها بضعة كيلومترات، ومجموعة هذه المناطق تكوّن التشكيل الهندسي الثابت المتحرك بسرعة خاصة وعلى طريق معين نحو المهمة الملقاة على عاتق القوة البحرية، وبهذا الشكل تبدو مجموعة السفن بتشكيل مرن واضح بالنسبة للعدو، وكذلك تكون السفن الأكثر أهمية قريبة من مركز التشكيل.
ومن أجل تأمين الدفاع بالعمق المطلوب أي تركيز الوسائط الدفاعية فإن توزيع هذه الوسائط يكون في مناطق مركزها مركز التشكيل، وأخيرا توجد على أطراف التشكيل سفن خاصة تسمى «سفن الكشف بالرادار» مهمتها كشف العدو على أبعد مسافة ممكنة من التشكيل الأساسي، وبوجه عام إذا كانت الطبيعة الجغرافية أو المعلومات الخاصة تفرض اتجاها معينا لخطر العدو، يتم تركيز الوسائط الدفاعية باتجاه محور الخطر.

الوسائط والأسلحة:
يتعرض الأسطول عند وجوده في البحر للخطر الجوي للعدو باستمرار، وهو لذلك يتشدد بالمراقبة ويجهز سفنه بأحدث وسائل المراقبة والإنذار، فكافة السفن مزودة برادارات كشف جوي، والحديث منها يستطيع كشف طائرة على مسافة (17) ميلا بحريا (300 كم)، وبالإضافة إلى ذلك فإن سفن الكشف الجوي تزود برادارات خاصة وميزاتها أفضل، إذ تستطيع تحديد ارتفاع الطائرة بالإضافة إلى بعدها. كما أننا نلاحظ أن بعض الدول تزود أساطيلها بطائرات مزودة برادار قوي، وتستطيع هذه الطائرات إعطاء إنذار مبكر عن طيران العدو، وكذلك تستطيع كشف العدو عندما يطير على ارتفاعات منخفضة محاولا التقرب ما أمكن من الأسطول مستفيدا من عدم إمكانية رادارالسفن كشفه على مسافة بعيدة عند طيرانه المكثف فوق سطح البحر.
وإذا كان المهاجم الجوي قد استطاع زيادة مدى سلاحه بواسطة الصواريخ (جو - أرض)، فإن السفن المرافقة قد دعمت مدفعيتها المضادة للطيران بصواريخ (أرض - جو) يتراوح مداها من عشرين إلى مئة ميل بحري. وأخيراً فإن الأساطيل قد أصبحت مزودة بطائرات القنص التي تتمكن من الطيران في كل الأجواء، والمسلحة بالصواريخ (جو - جو).

تنظيم القيادة:
ينظم الأسطول البحري أو القوة البحرية لتنفيذ مهمة معينة، ويتسلم القيادة ضابط من أمراء البحر يدعى «القائد التكتيكي» وهو مسؤول عن تنفيذ المهمة المعطاة للأسطول، وندعوه أمير البحر «أميرال»، ونظرا لكبر المسؤولية الملقاة على عاتق أمير البحر فإنه يتنازل لأحد مرؤوسيه عن جزء من مسؤولياته وخاصة فيما يتعلق بالدفاع الجوي، وهو بذلك يستمر بتحمل المسؤولية كاملة تجاه القيادة الأعلى، وبما أن مسؤوليته كاملة وعليه تنفيذ المهمة مهما اختلفت ردود الفعل عند العدو، فإن أمير البحر يحتفظ لنفسه بما يلي وفي كل الحالات:
- اختيار وتشكيل الأسطول في البحر (التشكيلات وترتيب السفن).
- إصدار أوامر الصمت الإلكتروني (لاسلكي، رادار).
- إعطاء علامات التمييز للطائرات؛ بغية تمييز الطائرات الصديقة عن الطائرات المعادية، وبالتالي أوامر فتح النيران المضادة للطائرات.
- تحديد درجة الاستعداد للسفن، أي كمية الأسلحة الجاهزة للتدخل في أي لحظة.
- نسبة الطيران البحري الواجب إشراكه في المعركة دفعة واحدة.
ويحدد أمير البحر كل هذه المعطيات لمرؤوسيه وهم بدورهم يتصرفون، وفقا لها، كل ضمن اختصاصه ومسؤوليته، وأما قائد الدفاع الجوي فيكون عادة من الضباط الأمراء، كقائد حاملة طائرات مثلا أو طراد مضاد للطائرات أو مركب قاذف صواريخ، وتتوزع مسؤولياته على أربع أفرع:
- تنظيم الاستطلاع الجوي مستخدما كافة وسائط الكشف لهدف الأسطول ثم تقييم معلومات الاستطلاع.
- استخدام الوسائط المضادة للطائرات لكافة السفن، وخاصة توزيع طائرات القنص والسيطرة على فتح النيران المضادة للطائرات.
- مراقبة وتنظيم الطيران الصديق، وانتقال طائرات القنص والهجوم عند الإقلاع والعودة من مهامها، وكذلك طائرات مكافحة الغواصات، وموافقة مهامها مع الوضع العام للدفاع المضاد للطائرات.
- وأخير الحرب الإلكترونية وفقا للخطة المصدقة.
ونلاحظ أن مهام قائد الدفاع الجوي صعبة للغاية، ومن حسن الحظ أن التقدم الفني يساعد على تسهيلها وكذلك إعطاء بعض الصلاحيات لقادة السفن فيما يتعلق بتنظيم نيرانهم الدفاعية المضادة للطائرات وحسن استغلالها.


التمويه الإلكتروني:
يعد التمويه من أهم التدابير التي يجب المحافظة عليها أثناء الإبحار. وتتجه جميع الجهود نحو تحسين الأجهزة الإلكترونية، ولا يجوز قطع الصمت الإلكتروني إلا في الحالات الضرورية جدا، التي لها علاقة مباشرة بمهمة الأسطول، ويكون خرق الصمت الإلكتروني بأمر من أمير البحر فقط، وبالدرجة الأولى تمنع القوة البحرية من إجراء أي بث إلكتروني يكشف وجودها في عرض البحر أو يدل على مكانها أو تشكيلها، وبالطبع فإن مثل هذا الصمت يسبب مضايقة في مجال السيطرة على السفن وخاصة لتأمين الاتصال فيما بينها، وهي لذلك تستخدم طائرة خاصة تكون واسطة لنقل الاتصال بالموجة القصيرة جدا التي يمكن اعتبارها سرية نسبيا وذلك بسبب قصر مداها.
وبالطبع فإنه من غير الممكن المحافظة على الصمت الإلكتروني بشكل تام، إذ إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال بقاء الأسطول في حالة عمى عما يدور حوله وذلك محافظة على الصمت الإلكتروني، ولذلك فإن أمير البحر يتبع طريقة الصمت المطلق بالنسبة لمعظم سفن الأسطول، ويحدد أوقات بث متناوبة لبعض السفن، ويحتمل في ذلك تنفيذ أي فرضية كانت وخاصة استخدام الإرسال الإذاعي عن طريق سفن صغيرة مكشوفة بهوية مزورة. وأخيرا فإن كافة سفن الأسطول تستخدم وسائطها الإلكترونية السلبية (التنصت) بغية كشف العدو المنتظر والحصول على معلومات دقيقة عنه.
إن ما يعطي الفاعلية للدفاع الجوي هو تنفيذ كافة الاحتياطات في سفن الأسطول (الانتشار - الوضعيات النسبية للسفن - الصمت والتمويه الإلكتروني - استخدام الأسلحة المضادة للطائرات)، ويجب أن نتذكر أن مسائل الدفاع الجوي تضاف إلى مسائل مكافحة الغواصات وإلى المسائل التكتيكية والتموينية المعقدة بالنسبة للمهمة العملياتية المنوطة بالقوة البحرية، وإذا جمعنا كل ذلك نلاحظ أنه قد يضيق عقل الرجل عن استيعاب كل هذه الأشياء، ولهذه الغاية نجد أن جميع البحريات اتجهت نحو الحلول الآلية بواسطة الحاسبات الإلكترونية الحديثة.


عن مجلة القوات الجوية الفرنسية

 

 


   

رد مع اقتباس