عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:32 PM

  رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (28) ـ هوس عراقي اسمه طائرة الجاغوار الحربية
وزير دفاع النظام الجديد (البعثي) «فارغ وغبي ومنفر» ويتصرف «بطريقة ريفية»
حسن ساتي
احتلت زيارة وزيرالدفاع العراقي الفريق حماد شهاب الى لندن معظم ملف اوضاع العراق الداخلية فيما كشفت عن المرتكزات التي قررت بريطانيا بموجبها اقامة علاقات تعاون مع الحكم الجديد (البعثي) في بغداد، وبينها كما تكشف هذه الحلقة، والتي تليها، منافسة النفوذ السوفياتي من جهة، وتوظيف حاجة العراق لبعثات التدريب العسكري لجهة حلم يقضي بوجود موالين لبريطانيا داخل الجيش العراقي عساهم ينقلبون على البعث يوماً، او يؤثرون في سياساته على الاقل.

الوزير العراقي لم يسلم بعد وصوله لندن من انطباعات بريطانية سلبية عن شخصيته ظهر من خلالها فارغا، وغبيا ومنفراً، ومع ذلك، تعترف الوثائق بحاجة لندن الى موضع قدم في العراق في مقابل لهاث غير مفهوم من بغداد للحصول على طائرات الجاغوار في غياب علم وزير الدفاع العراقي بامكانية تسليمها.
* لغة المصالح أولاً:
* وثيقة رقم: 22
* التاريخ: 11 فبراير 1971
* الى: اجيرتون.
* الموضوع: وزير الدفاع العراقي.
1 ـ حضر بلفور بول لزيارتي بالامس. قال ان المدير العام لشركة نفط العراق (ipc) ان علينا ان لا نتجاهل الجنرال شهاب ونعتبره شخصية تافهة وغير مهمة. فللجنرال، ومن وجهة نظر الشركة، قدر معقول من التأثير في مجلس الوزراء العراقي وتم قبوله الان كناطق رسمي باسم القوات المسلحة. اضف الى كل ذلك انه لعب دوراً مساعداً في تجنيب ipc شظايا قانون العمل، كما ظل متعاونا في المفاوضات الاقتصادية الاخيرة. توجه الجنرال نحو ipc يعود جزئيا لحقيقة وجود احد اعمامه في موقع اداري عال بالشركة. ومع ذلك فالحقيقة الثابتة هو انه حليف مفيد.
2 ـ ربما ترغب في تمرير هذه الاضاءة الى المكتب الخاص للورد كارينغتون قبل غداء اليوم.
* ايه. دي. بارسونز
* حاشية: تعليق بخط اليد لاجيرتون يقرأ: تم تمرير الرسالة الى مكتب اللورد كارينغتون وادارة النفط. وتعليق اخر يقرأ: احاطني مكتب كيرشو بان حماد شهاب لم يطلب محادثات مع وزارة الخارجية.
* هوس عراقي اسمه الجاغور
* وثيقة رقم: 25/8
* التاريخ: 12 فبراير 1971 الموضوع: سري.. وقائع اجتماع وزير الدفاع والجنرال شهاب وزير الدفاع العراقي يوم 11 فبراير 1971 الحضور: الجانب البريطاني: لورد كارينغتون وزير الدولة، الكولونيل او. سي. بيرجر علاقات ما وراء البحار، الرائد آر. دين سكرتير وزير الدفاع. الجانب العراقي: الجنرال حماد شهاب وزير الدفاع العراقي، كاظم خلف السفير العراقي، الرائد محمد طه الملحق العسكري بالانابة.
1 ـ بعد تبادل التحايا، اوضح الجنرال شهاب ان زيارته الى هذه البلاد في الاصل لاسباب صحية، ولكنه رأى اغتنام الفرصة ليبادل بريطانيا الصداقة العظيمة التي بدأت تشعر بها تجاه العراق الان وفق اعتقاده، اجاب اللورد كارينغتون انها رغبة حكومته ايضا لتجديد اتصالات الصداقة بين البلدين.
2 ـ سأل اللورد كارينغتون الجنرال شهاب عما يراه تجاه ما يمكن ان تقوم به بريطانيا في مجال الدفاع لدفع هذه العملية. شهاب اجاب بان القوات المسلحة العراقية شغوفة بالحصول على فرص في دورات التدريب بالكليات البريطانية وترغب في الحصول على معدات عسكرية محددة. على مدار السنوات الماضية منح العراق عددا قليلا من الفرص في الدورات التدريبية، ولكن ذلك الان توقف. اوضح اللورد كارينغتون ان بلاده تنظر الان بتعاطف تجاه الطلبات التي قدمها العراق مؤخراً، وان النظر للطلب العراقي لا بد ان يتم على خلفية حاجاتنا التدريبية الخاصة وان ما نمنحه سيتوقف على عدد الاماكن الموجودة. الجنرال شهاب قال ان العراق معجب بالتقليد البريطاني في مجال خدمات التدريب، ولكن اذا لم تستطع بريطانيا المساعدة في هذا الشأن فسيكون العراق مجبراً على البحث عن جهات اخرى.
3 ـ على صعيد المعدات العسكرية، قال الجنرال شهاب ان الطلبات العراقية تتلخص في المدفعية بعيدة المدى، والطائرات مثل الجاغوار والمروحيات ودبابات تشيفتين، وان العامل الرئيسي سيكون شروط البيع وملحقاتها، وان «جهات اخرى» قدمت شروطاً مجزية ولكن اعتبارات سياسية قادت العراق لان يتوقع شروطاً سهلة من بريطانيا.
4 ـ اجاب اللورد كارينغتون انه يتفهم وجهة نظر الجنرال هنا، ولكن شروطاً بعينها قد تبرهن على انها غير جذابة لبريطانيا، فلا توجد صفقة من جانب واحد فقط. واضاف، ربما تكون هناك فرصة ضئيلة حول بيعنا طائرات جاغوار في المستقبل القريب المنظور بما ان الطائرات الان ليست في مرحلة الانتاج حتى بالنسبة لبريطانيا وفرنسا اللتين تصنعانها. اما بالنسبة لدبابات تشيفتين فسنكون على استعداد للتحدث فيها. (وفي الحقيقة في اي شيء آخر) ولكن ثمناً معقولا لا بد ان يدفع.
5 ـ عاد الجنرال شهاب الى نقطة توقعات العراق تجاه التفاعل الايجابي من بريطانيا تجاه الطلبات العراقية بتقديم شروط مجزية لان ذلك في صالح بريطانيا التي عليها تشجيع الدول العربية لاتخاذ سياسات صديقة تجاهها. واضاف، ان على بريطانيا، ولاسباب تاريخية، ان تظهر النوايا الحسنة لتعويض سياساتها الماضية. ففرنسا، على سبيل المثال، توصلت الى استنتاج في مجال علاقاتها بالدول العربية. في الاجابة، قال اللورد كارينغتون انه لا يقبل ان يتوقع العراقيون صفقة من جانب واحد يستفيدون منها وحدهم، واذا كان للعلاقات بين البلدين ان تستمر في التحسن، فان الامر يعود الى اي من الطرفين ان يحدد اي تنازلات يمكن ان يقدمها للاخر.
6 ـ الجنرال شهاب اشار الى توجهات شركات النفط تجاه مفاوضات الاسعار، اجاب اللورد كارينغتون بان سياسة شركات النفط قضية تجارية وليست حكومية، ومع ذلك فالمبدأ الباقي هو ان هذه الامور ذات طبيعة ثنائية.
7 ـ اخيرا، تطرق الوزيران الى العلاقات العربية ـ الاسرائيلية. ابدى اللورد كارينغتون شعوراً بانه، وعلى المدى الزمني الطويل، فالحل الدائم الوحيد لاسرائيل سيكون في اعادة الاراضي التي احتلتها منذ حرب الايام السنة في مقابل ان تضمن لها الدول العربية الاعتراف، وقال انه يخشى ان يكون لهذه التسوية طريق طويل جداً. الجنرال شهاب قال ان احد العوامل الاساسية التي تحدد سياسة حكومته هو الشأن الانساني المحيط بمحنة اللاجئين الفلسطينيين.
* سكرتير وزير الدفاع
* شهاب منفر وفارغ:
* وثيقة رقم: 20
* التاريخ: 11 فبراير 1971
* الى: لافر.. وزارة الخارجية
* الموضوع: طلب العراق الحصول على اسلحة وتدريب عسكري.
1 ـ ربما يستحق التالي التسجيل.
2 ـ ذهبت اليوم الى غداء اللورد كارينغتون الذي اقامه لوزير الدفاع العراقي ـ وهو عراقي غبي، ومنفر، وفارغ. وكان قد اجرى مسبقاً محادثات مع اللورد كارينغتون خرجت بالانطباع، سواء خلال الغدا، والمحادثات (أو وفق الحساب الذي اخذته مطولا من العقيد بيرجر) بان العراقيين قدموا طلبا قوياً للورد كارينغتون بمعدات عسكرية تشمل كل انواع الصواريخ، والمدفعية ودبابات تشيفتين وطائرات جاغوار. وضغط العراقيون كذلك لجهة اختيار واسع لفترات تدريبية بالمملكة المتحدة.
الوزير العراقي اقام فكرته بان بريطانيا مدينة للعراق بسبب سلوكها السيىء في الماضي وخلقها للمشكلة الفلسطينية، وان رجل الشارع العراقي يتوقع ان تسدد بريطانيا هذا الدين بايماءة، ولتكن هذه الايماءة تقديم سلاح ومعدات عسكرية بشروط جيدة ونسبة ارباح منخفضة.
3 ـ اللورد كارينغتون تعامل بفظاظة مع الطرح السياسي العراقي، ولكنه، وخلال الغداء، بدا متعاطفاً بعض ا لشيء في موضوع السلاح والمعدات على قاعدة تجارية بحتة.
4 ـ على العموم، لا اعتقد ان بوسع الوزير العراقي ان يشتكي من اي شيء من جراء المعاملة. ولم يسأل عن محادثات سياسية مع وزير الخارجية، وقد اتاح له اللورد كارينغتون فرصة طيبة للتعبير عن ارائه وغداء ممتازاً مصحوباً بحديث ودي، تجاوب معه الوزير العراقي بطريقة ريفية بقدر ما استطاع حشدها.
5 ـ ليس لدي شك على اية حال، باننا واذا لم نقدم تجاوباً مبكراً وايجابياً لطلبه، فسيعتبر ذلك رفضاً نهائياً. ويبدو لي ان علينا ان نبذل له ما في وسعنا في موضوع بعثات التدريب، فهذه تكلفنا قليلا، ويمكن ان تقدم لنا بعض الفائدة ليس مع النظام العراقي الحالي فحسب، وانما ايضاً، بتأثيراتها في اولئك المرشحين للاستيلاء على السلطة في البلاد عاجلا ام آجلا.
ايه. دي. بارسونز وزارة الخارجية
* عقيدة التعاون مع العراق
* وثيقة رقم: 28
* التاريخ: 9 مارس 1971
* الى: اجيرتون، مكرر بولي بادارة الدفاع.
* الموضوع: الجنرال شهاب. اجتماع المتابعة.
1 ـ قدمت برقية بغداد رقم 264 خلفية مفيدة لهذا الاجتماع الذي سنحضره انا وبولي يوم الاربعاء 10 مارس (تم تأجيله من يوم 9).
2 ـ اجندة الاجتماع بالملف 26. انوي تقديم النقاط الاتية حول البند الاول:
أ ـ قد لا تكون العلاقات مع العراق بجودة علاقاتنا مع جيرانه (ايران والكويت)، ومع ذلك فهي علاقات مهمة لسببين اساسيين: فنحن نريد مواجهة النفوذ السوفياتي في البلاد، ولشركة ipc البريطانية استثمارات مهمة هناك.
ب ـ العلاقات البريطانية ـ العراقية سيئة منذ حرب يونيو 1967 والى نهاية عام 1970، وقد اصبح العراقيون خلال تلك الفترة اكثر اعتماداً على الامدادات العسكرية السوفياتية.
ج ـ هناك مؤشرات خلال الاشهر القليلة الماضية على ان العراقيين يحاولون تحقيق تقارب مع بريطانيا، اختبار هذا التطور ملموس في المجالات الثقافية والاقتصادية والتجارية والعسكرية. د ـ يجب تشجيع هذا التوجه بقدر الامكان من وجهة نظر وزارة الخارجية من دون التسبب في اي ضرر او غضب للدول الاخرى في المنطقة. علينا ان نكون متعاونين في مجال بعثات التدريب والمعدات العسكرية.

 

 


   

رد مع اقتباس