الموضوع: الأمن القومي
عرض مشاركة واحدة

قديم 15-09-09, 01:28 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي الأمن القومي



 

يشكل الإنسان بمفهومه العام حاجةً أساسية من حاجات البشر ، وربما ترتقي على كل حاجاته الأخرى ، وقد جاءت الآية الكريمة " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا " لتعبر عن مفهوم عام للأمن ، تتفق فيه معظم وجهات النظر التي تبين بأنه التجرد من الخوف ، أو هو الشهود بغياب التهديد أو الخطر .

مدخل
الأمن القومي ، ومنذ فجر التاريخ ، وعبر كل المراحل الزمنية يشكل المحور الذي ترتكز عليه كل امة من الأمم من اجل بقائها وتحقيق مصالحها فكانت تختفي دول وتظهر أخرى على أشلائها أو تضعف تلك وتقوى هذه . وفي كل هذا وذاك كان الأمن القومي بمفهومه الواسع هو المعول عليه في رسم هذه الإحداث وفي عصرنا الحالي تلتئم الكتل الكبيرة من الشعوب مكونة وحدات هائلة تتبلور حول نواة صلبة تمثل الأمن القومي أو بعض صوره المتعددة سياسية كانت أو اقتصادية أو عسكرية فهو القوة التي تدفع الأمة بالاتجاه الذي تختار وهو المحرك الذي ينقلها إلى الموقع حيث تستقر فيه مستهدفة في ذلك كله خدمة مصالحها بالشكل الأفضل الذي يحقق أرادتها من اجل بناء حضارتها المتميزة بين الأمم .

لقد أصبح الذي قال فيه مولتكم بأنه " يتوجب على رجل السياسة أن يلتزم الصمت في حال الشروع بالنفير وان لا يستأنف مكانته المتقدمة ، حتى يقوم رجل الإستراتيجية بإخبار الملك بأنه قد أكمل واجبه بعد دحر العدو كلياً " . في ذمة التاريخ سواءً من الناحية الحقيقية أو المجازية . لقد أدى التقدم التكنولوجي خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية إلى جعل معضلة الأمن القومي معقدة جداً . فمنظومات الأسلحة للطرف المعادي لم تعد تؤثر في القوات المسلحة في الميدان فحسب ، بل تشمل السكان المدنيين ، انه عصر الحروب الوطنية الجماعية . وعليه فان مفهوم الأمن القومي الذي لا تؤلف القوات المسلحة إلا جزءاً منه يستلزم نظرة شاملة نحو المعضلات الدولية والسياسية والأمنية بالإضافة إلى المعضلات التقنية والاقتصادية .

فالأمن القومي ظاهرة ديناميكية حركية تتحقق من خلال الحركة والتغيير المستمرين وليس مجرد مرحلة تصل إليها الدولة وتستقر عندها . فإذا كان الأمن القومي يتضمن مجموعة من الثوابت فهو يحتوي أيضا على جانب كبير من المتغيرات التي تكسبه تلك الخاصية بما تجعله كحقيقة نسبية . فالدول تسعى دائماً إلى تحقيق هامش معقول من الأمن يأخذ في الاعتبار امن الدول المجاورة وامن المنطقة الإقليمية التي تنتمي إليها . لان تحقيق الأمن المطلق لدولة ما إنما يعني في الواقع التهديد المطلق لكل الدول المجاورة .
فهل للمسلمين وعي للأمن القومي ؟ السؤال واسع لان مستويات السلوك تجاهه متعددة ، ولكن بصفة عامة لا يزال المسلمون في مرحلة تشكل هذا الوعي عبر تجارب مريرة من الاحباطات والانتكاسات التي واجهتهم كالقضية الفلسطينية والابتعاد عن حكم الله في بلادهم وانعدام حرية التعبير والحوار ومسألة التجزئة والنزاعات بين الدول الإسلامية بالإضافة إلى سيطرة فكرة (المؤامرة) على الوعي الاستراتيجي الإسلامي التي تعكس عدم النضج الاستراتيجي وتبرئة الذات بإسقاط مسؤولية الإخفاقات على الآخرين .

أن الأوضاع التي كانت مفروضة على الأمة هي التي اخفت شخصيتها المتميزة حيناً وأبعدتها عن حقيقتها كأمة حية لها رسالتها بين أمم الأرض . وأمام هذه التحديات الخطيرة يبرز دور الأمن القومي مطلباً ترفعه الأمة كأداة فعالة فوق كل ما يعيقه من اجل الحفاظ على شخصيتها في شكلها الحضاري المعروف بعيداً عن مظاهر التشويه معبراً عن أرادتها محافظاً على مصالحها مستعيداً هيبتها وأمجادها

 

 


 

   

رد مع اقتباس