عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 03:52 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

«الشرق الأوسط» في معسكر غوانتانامو (4) ـ صورة كشفت ملامح معتقل سعودي أدت إلى طرد مصور أسوشييتد برس
توماس هورتيفه: المعتقل نظر في وجهي وكأنه يريد تبليغ رسالة ولم أفكر سوى في التقاط هذه الصورة الفريدة
غوانتانامو (كوبا) ـ محمد الشافعي:
طردت القيادة الاميركية العاملة في قاعدة غوانتانامو البحرية مراسل الاسوشييتد برس امس لالتقاطه صورة فوتوغرافية لاحد المعتقلين الـ299 المحتجزين في معسكر (اكس راي) بكوبا، كشفت الى حد كبير ملامح وجهه قبل ان يدخل بلحظات غرفة التحقيق المكيفة الملحقة بالمعسكر.
وطبقا لمصادر مقربة من قيادة القوة 160 البحرية المسؤولة عن امن المعسكر الموجود على الاراضي الكوبية بقاعدة غوانتانامو وهي اكبر قاعدة بحرية خارج الاراضي الاميركية ، كانت الصورة المحظورة لـ«معتقل سعودي». «الشرق الأوسط» التقت توماس فان هورتيفه (27 عاما) مصور الاسوشييتد برس في قاعة المغادرين بقاعدة غوانتانامو البحرية (كوبا) قبل ترحيله على متن طائرة مدنية الى قاعدة روزفلت البحرية الموجودة ضمن اراضي بورتوريكو وهي الاخرى محمية اميركية، وقال هورتيفه لـ«الشرق الأوسط» لقد انتظرت نحو عشر دقائق وانا اشاهد من خلال عدسة الكاميرا المقربة المعتقل ببدلته البرتقالية وهو في طريقه محمولا على سيارة صغيرة الى غرفة التحقيق المكيفة، وقبل ان يدخل احسست انه ينظر الي من على بعد نحو 600 مترا، وكأنه كان يريد ان يقول شيئا مهما لا أعرف سره، او يريد ان يكشف شيئا ما من هذا العالم الغامض المحيط به والمغلف بالاسرار العسكرية والتعليمات الامنية الصارمة التي لا تقبل النقاش او الجدل. وتابع قائلا التقطت الصورة بسرعة، ولم افكر في الممنوعات والمحظورات وارسلتها عبر الانترنت الى مقر الشبكة الرئيسي في نيويورك حيث يتم فرز الصور قبل ارسالها الى المشتركين في خدمة الاسوشييتد برس، وهي من اكبر الوكالات الصحافية في العالم. ويضيف لقد التقطت نحو 100 صورة خلال يومين لمعسكر اكس راي والمعسكر الجديد الذي سينقل اليه معتقلو «القاعدة» وطالبان الـ299، وصورا اخرى لمعسكر الفا المخصص لايواء جنود وضباط الحراسة. والمعسكران الاخيران على بعد امتار من شاطئ الكاريبي اللازوردي الساحر، ولكن المسؤولين في الوكالة بثوا 13 صورة فقط من المائة صورة التي ارسلتها الى المقر الرئيسي في نيويورك، ضمنها الصورة التي تكشف ملامح معتقل «القاعدة» والتي اعتبرها صورة تاريخية. ويضيف ان ضباط القاعدة البحرية اصطحبوني في اليوم التالي لمقابلة الكوماندر بوينتس المسؤول عن تنفيذ القواعد الخاصة بتنفيذ اتفاقية جنيف، وابلغني بقرار ترحيلي من القاعدة البحرية، لقد احسست بصدمة شديدة لبعض الوقت، ولكن زملائي في الوفد الاعلامي الذي اصطحبني من قاعدة روزفلت وهم مراسل سي ان ان ومراسلة محطة فوكس العالمية، بالاضافة الى مراسل دير شبيجل الالمانية، اكدوا لي انني وقعت في المحظور بدون قصد، ولو توفرت لاي منهم الفرصة لكسر الحواجز والخطوط الحمراء لما ترددوا في ذلك من اجل كشف الكثير من الاسرار والغموض الذي يلف احتجاز 299 من سجناء «القاعدة» و(طالبان) منذ نحو ثلاثة شهور. ويعترف انه بعد الاتصال برؤسائه في نيويورك عرف ان ضباط البنتاغون مارسوا ضغوطا على المسؤولين في وكالة الاسوشييتد برس لازالة الصورة من الخدمة لكن المسؤولين رفضوا هذه الضغوط جملة وتفصيلا. ويقول الامر الصادر من قيادة القاعدة البحرية الاميركية في كوبا، والموقع من روبرت بوهين القائد العسكري لقاعدة غوانتانامو، والذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه ان مصور الوكالة العالمية انتهك بنود اتفاقية جنيف الخاصة بمعاملة المحتجزين، طبقا للمادة الثالثة من البند 13، الخاص بمعاملة الاسرى، ولم يحدد امر الترحيل ان كان هؤلاء المحتجزون اسرى حرب او «مقاتلين غير شرعيين» كما يقول البنتاغون الاميركي. ويصر قائد القاعدة البحرية الاميركية في امر الترحيل الصادر على سحب التصريح الامني الخاص بالمصور توماس هورتيفه الصادر عن البنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية)، اي انه لن يستطيع زيارة القاعدة البحرية الاميركية مرة اخرى. وكشف المصور توماس لـ«الشرق الأوسط» انها ليست المرة الاولى التي يطرد فيها مراسل الاسوشييتد برس من القاعدة الاميركية فقد طرت من قبل رئيسته مس سباد لين كيي لانها كسرت القواعد المهنية وصورت كذلك ملامح احد السجناء. ويضيف ان هذا الشرف ناله من قبل مصوران من مشاهير وكالة الاسوشييتد برس في قندهار عندما حاولا تصوير عملية نقل سجناء القاعدة وطالبان على الطائرات العسكرية المتجهة من قندهار الى قاعدة غوانتانامو البحرية. وأسأل المصور توماس هورتيفه عن محطته المقبلة فيقول لـ«الشرق الأوسط» انه قد تحادث مع رؤسائه ومحطته المقبلة هي العاصمة الفنزويلية لتصوير ما يجري هناك من احداث ومظاهرات شعبية، ويقول انه غير حزين لطرده من القاعدة البحرية وحرمانه من الترخيص الامني الذي كان يخول له مثل باقي زملائه الذهاب مرة اخرى الى هناك لتصوير حالة المعتقلين في معسكر دلتا الجديد، القريب من البحر. ويعترف ان التعليمات الامنية الاميركية الصادرة عن قيادة القطاع الجنوبي صارمة اكثر من اللازم، ولكن احيانا امام محاولة كسر حاجز السرية وتحقيق خبطة صحافية يقع المصور او المراسل في المحظور . ويضيف كانت ثوان بعدد الانفس التي تخرج من ضلوعي وانا انظر في كادر الكاميرا، والتقط هذه الصورة الفريدة لمعتقل «القاعدة» في معسكر اكس راي. ويضيف هذا المعتقل كان ينظر الى وجهي وكأنه يحملني مسؤولية ابلاغ العالم شيئا ما. ويقول ثوان معدودة لم افكر فيها في القواعد المهنية، او التعليمات المشددة التي وقعت على نسخة منها قبل الدخول الى قاعدة روزفلت البحرية في الرابعة فجرا، قبل ان استقل الطائرة الى كوبا. ويضحك المصور وهو يقول ان الكوماندر وهو يودعني برفقة ضابطين اشداء لم ينس ان يسلمني نسخة من بيان التعليمات المشددة الذي وقعته على نفسي بعدم تخطي الخطوط الحمراء. ويقول توماس هورتيفه الذي يظهر بوضوح تعاطفه الشديد مع الانتفاضة الفلسطينية ان حلم حياته هو ان تتوفر له فرصة الذهاب الى رام الله وطولكرم وقلقيلية ومخيمات اللاجئين في غزة ليسجل بعدسته تلك الملاحم البطولية، والمآسي الانسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في الدفاع عن حقهم المشروع في الحياة، ان حلم حياته هو ان يرى ويشارك على ارض الواقع في تلك القصص التي يسمع عنها من زملائه العاملين هناك ضمن فريق الاسوشييتد برس. =

 

 


   

رد مع اقتباس