عرض مشاركة واحدة

قديم 26-02-09, 06:48 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لضرب وتدمير الهدف ، يجب أن يكون نظام السلاح دقيقا لإحداث الإصابة من الإطلاقة الأولى ، كما يجب أيضا أن تكون الذخيرة المستخدمة قادرة على اختراق الهدف وتدميره . فقبل عشرين سنة مضت كانت فنون الرمي بسيطة وبدائية للغاية ، إذ كان يستخدم مجال الرمي أو المسار المسطح للمقذوف مخترق الدروع لضبط المدى ، كذلك وضع الشعيرات المتقاطعة لمنظار الإبصار في وسط الهدف ، في مدى حوالي 1000 م كحد أقصى فعال ، وهذه كانت أصول اللعبة لمعظم المدفعيين ، حتى أصبح الرماة الذين يتمتعون بقوة إبصار جيدة وتلقوا تدريبا عالياً ، قناصين ممتازين للدبابات .
ويعرف أطقم الدبابات المتمرسين الذين قاتلوا في الظروف الصحراوية ، جيدا ظاهرة وهج موجات الحرارة ، التي تحدث عادة في منتصف النهار وتحجب الرؤية وراء 1000 متر وهذا التأثير يتضخم عندما تتم المراقبة عبر وسائل الإبصار المكبرة التقليدية ، عندما تصبح موجات الحرارة أكثر شدة .
وللحصول على تقدير دقيق للمدى ، فإنه لا يمكن الإستغناء عن محددات المدى الليزرية الحديثة LRF ، مع العلم أن معظم المناطق التى ستقع فيها مواجهات بين دبابات وأخرى ، ستكون على الأرجح ضمن مدى قتالى لا يتجاوز 3000 م ، وإذا إستخدمت الدبابات ذخائر حديثة ذات تكنولوجيا رفيعة ، كالقذائف APFSDS التى تطلق بسرع عالية ، فسوف يصل المسار المسطح للمقذوف إلى حوالي 2000 م فى معظم الأحوال الجوية . وإذا كان المدفعي متدرباً جيداً على الرماية ويعرف عمله ، فسوف يستطيع إحراز الإصابة من أول طلقة فى هذا المدى ، دون صعوبة ، بشرط أن يكون رد فعل الطاقم عند الإكتشاف الإبتدائي للهدف، سريعاً ودقيقاً ( الدقة هنا تعنى التأكد من أنه ليس هدف صديق ) . أن التحسينات الحالية فى الذخائر المتطورة ، مثل الذخيرة الأمريكية M829E3 ، جعلت السرعة الإبتدائية تتجاوز 1700 م/ث ( لا تترك لدبابة الخصم أي فرصة للإختفاء والمناورة مقارنة بالصواريخ المضادة للدروع ) . إستخدم هذا النوع من القذائف بدرجة عالية من التأثير ، ضد الدبابات العراقية فى حربي الخليج الأولى والثانية ، كما أستخدم بكفاءة ضد الدبابات السوريه فى وادي البقاع عام 1985 . ويمكن تمييز هذا النوع من القذائف عن طريق مساره الأقل تقوساً من مسار القذائف الأخرى ، الأمر الذى يجعل مهمة التسديد أكثر سهولة . ويشير بعض الخبراء إلى قدرة قذائف APFSDS على إختراق أربعة أضعاف عيار المدفع الذى تطلق منه . ولكن فى الحقيقة ، فإن القدرة التدميرية لهذا النوع من القذائف تتحدد بعدة أمور ، مثل : عيار المدفع ، مسافة الرمي التى تحدد السرعة النهائية للقذيفة ، زاوية الورود على التصفيح ، السرعة الإبتدائية للقذيفة .



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 800x531 and weights 123KB.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وتجري حالياً تحسينات أخرى لتعزيز المسار المسطح ليتجاوز 2000 م وصولاً إلى 3000 م وهي حدود القتال العملي الأقصى للدبابة ضد دبابة أخرى . لقد صممت معظم أنظمة السيطرة على النيران الحديثة ، للحصول على الإصابة من أول طلقة ، فى مدى يتراوح بين 2000 م و 3000 م ، وقد بينت التجارب والخبرات العملية ، أن زيادة هذا المدى إلى 4000 – 5000 م على سبيل المثال هو مطلب غير أساسي ، لأن تكلفة الحصول على مثل هذا الترف ، تتجاوز نطاق المتطلبات التكتيكية لميدان المعركة الحقيقي . والتوجه الأكثر تأثيراً من حيث الكلفة cost ، هو دمج مدفع الدبابة ، الذى يطلق ذخائر عالية السرعة ، مع الطائرات الهجومية والمروحية ، التى تقوم بالهجوم من فوق ، وتسدد الرؤوس الحربية ذات الطاقة الكيميائية إلى الجوانب والمؤخرة ، وخليط من قذائف المدفعية الذكية artillery ، والهجوم المعقد بالألغام mines ، فى جهد مشترك ومتكامل لتدمير دبابات الخصم .
ربما تكون مسألة تدمير دبابة دبابة المعركة الرئيسة MBT مسألة سهلة نسبياً ( فهي عرضة لضربة الحركة mobility kill ) ، ولكن الجزء الأصعب هو دحر هجوم مدرع معادي ، واسع النطاق ، عن طريق قوة مسلحة مشتركة ، أو التغلب على موضع دفاعى تحميه وحدة دبابات مستترة بنفس الطريقة . وكما هو الحال مع أشياء عديدة أخرى ، فإن الكل أكبر بكثير من مجموع أجزاءه ، وبعد هذا تبقى الدبابة المحور الذى تدور حوله الأسلحة المشتركة ، وبذلك تكون هدفاً رئيساً للجميع . إن الحرب – كما يراها الخبراء والمخططين – ليست صراعاً بين الدبابات والأسلحة المضادة لها ، بل هي مبارزة متداخلة بين كل ما يملكه طرف ، ضد كل ما يملكه الطرف الآخر ، وهذه فكرة مرعبة حقاً .
قد يكون من غير المعقول فى بعض الأوجه ، القيام بمقارنة الدبابات بالأسلحة المضادة لها ، مثلما تقارن قاذفات القنابل الإستراتيجية بمقاتلات الدفاع الجوي . وفى الوقت الحاضر لا تقوم الجيوش بالهجوم بالدبابات بمفردها ، كما إنها لا تحاول الدفاع بالأسلحة المضادة للدبابات فقط . فالدبابة لا تستطيع العمل لوحدها ، وهي غالباً ما تحتاج إلى حماية المشاة والمدفعية ، وبالتأكيد سوف تحتاج إلى إسناد إداري ضخم لكي تذهب بعيداً ، أو لكي تقاتل لمدة طويلة ، كما أنها تعتمد وبشكل دقيق على الاتصالات وعلى مرونة طائفتها .
والسلاح المضاد يحتمل أن يصبح عديم الفائدة أيضاً ، إذا لم تتم حمايته ، سواء كان ذلك من المدفعية ، أو نيران الدبابات ، أو المشاة ، أو هجمات الطائرات . وإذا ما أستخدم السلاح المضاد للدبابات بشكل خاطئ ، أو لم يكن بالإمكان تحريكه بحرية ، فإن قيمته سوف تصبح ثانوية ، وإذا ما حال الظلام والإخفاء أو الإجراءات الألكترونية المضادة دون استعماله ، فإن الدبابة المتقدمة سوف لم تتأثر به ، وباختصار فإن النزال بين الدبابة والأسلحة المضادة لها ، هو فى الحقيقة نزال بين جميع القوى المهيئة للدفاع ، وجميع القوى المهيئة للهجوم .
وعلى الرغم من ذلك فبالإمكان تشخيص النزعات ، فقد لعبت الدبابة دوراً رئيساً وغالباً ما كان حاسماً فى التسليح الهجومى للقوات الأرضية الحديثة ، ومن غير المتوقع أن يتغير هذا بسرعة ، وفى المقابل فإنها أصبحت اليوم مهددة من وسائل تدميرية حديثة وعديدة ( وقد تكون رخيصة فى ذات الوقت ) وتبذل جهود كبيرة من أجل تحديد حركيتها ، كما وجدت الوسائل التى تخترق تدريعها ، وأصبحت الدبابة تتلقى الضربات من الجو ( كما فى الأرض ) من الحوامات والطائرات والمدفعية والمشاة .. ، كبقية المقاتلين المهددين حالياً بالأسلحة الكيميائية والسموم البيلوجية . إن الوصول لرؤية أوضح يتطلب القيام بتحليل دقيق للدبابة بكل عناصرها ، ومعرفة الدور المنشود منها فى ظل الإعتبارات العسكرية .



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 800x582 and weights 57KB.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ففى الوقت الذى تعتبر فيه دبابة المعركة الرئيسة MBT سلاحاً مرعباً ، فإن أهميتها الحقيقية تكمن فى دورها كرأس حربة للقوات البرية المشتركة combined arms ، فهي تؤمن لهذه القوات قوة نارية كثيفة وعلى درجة عالية من الدقة ، وحتى مدى يزيد عن 3000 متر فى شدة وزخم المعركة . وغالباً ما تهمل هذه الحقيقة ، خاصة لدى أولئك الذين تنبؤا منذ فترة طويلة بنهايتها كسلاح ميدان . وفى الوقت الذى يبدو أنه من الصحيح أن التطورات الحديثة في صناعة الأسلحة المضادة للدبابات anti-tank weapons قد جعلت الدبابة سلاحآ معرضاً للدمار ، إلا أن هناك تطورات ملحوظة قد تحققت في مجال حماية الدبابة أيضآ ، ليس من خلال تحسين الدرع وكوابح النار والأنفجار وأنظمة الأطفاء الآلية وما شابه فحسب ، بل كذلك في مفهوم السلاح الكلي .
الكتاب العسكريون السوفييت أكدوا بدورهم على الأهمية الحاسمة للتعرض في الحرب الشاملة ، وعلى رأس قائمة تلك الأسلحة التعرضية ، التي كانت موضع ثقتهم وإيمانهم هي القوات المدرعة . ففي كتابه الأستراتيجية العسكرية يؤكد المارشال " سكولوفيسكي " على أهمية دور الوحدات المدرعة فيقول : إذا شن هجوم فيجب أن يشن بالمقام الأول باستخدام الدبابات وناقلات الجنود المدرعة ، أما الهجوم الراجل فسيصبح ظاهرة نادرة ، وستستخدم القوة النارية الآلية سوية مع مناورة القطعات في ساحة المعركة . وبينما نرى أن أسلحة مقاومة الدروع آخذة في التقدم وبسرعة أكثر فاكثر من تقنية الدبابات ، فليس هناك في الوقت ذاته مجالاً للأعتقاد بأن أهمية الدبابات أخذت تنحسر تدريجيا.
ويصاحب دبابة المعركة الرئيسة في المعركة ، مدفعية ذاتية الحركة وأنظمة مضادة للطائرات ومشاة آلي يستخدمون ناقلات الجنود المدرعة ، وبهذه الطريقة فإن الدبابة يصاحبها أنظمة حماية وإسناد تجعل القوى المدرعة صعبة الانكسار، لأكثر مما لو كانت مؤلفة من دبابات فقط .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس