عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:37 PM

  رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (38) - الرئيس أنور السادات رد على رسالة نيكسون بلغة ركيكة
«قناة» فرنسية أبلغت القاهرة أن ورقة بيرجس ليست من إعداد وزارة الخارجية الأميركية
حسن ساتي
تبدو هذه الحلقة أخف وطأة في مسألة غموض الاسباب وراء استدارة السادات نحو اميركا، لانها تكشف، وان بصورة ساخرة، ان الرئيس المصري الراحل قد انطلق من فهم خاطئ لرسالة عادية هنأه فيها نيكسون بانتخابه، اي السادات، رئيسا للجمهورية، فرد السادات برسالة كتبها بنفسه، ويقول عنها دبلوماسي أميركي انها كانت ركيكة خلافا لخطابات ناصر التي كان يصوغ الصحافي هيكل مسوداتها.

وتكشف الوثائق هنا، ان مستشاري الرئيس الاميركي نيكسون نصحوه بأن لا يشارك في تأبين عبد الناصر بوفد يرأسه وزير الخارجية روجرز، لان ذلك من وجهة نظرهم سيفسر، لدى اسرائيل بالطبع واللوبي اليهودي، بأنه انحياز للعرب، في وقت كانت فيه الملاسنة بين العرب وواشنطن في أوجها.
* رسالة السادات الركيكة لنيكسون:
* وثيقة رقم: 2
* التاريخ: 5 يناير 1971
* الى: وزارة الخارجية.. عزيزي مالكولم
* الموضوع: العلاقات الأميركية ـ المصرية 1 ـ أتوقع أن يكون سجل المحادثات بين وزير الخارجية الاميركي روجرز ووزير خارجيتنا حول الخطاب الاخير الذي بعث به الرئيس السادات للرئيس نيكسون قد اثار اهتمامك مثلي. روجرز قيم ذلك كمثال واحد للعلاقة الدافئة حاليا وبموضوعية بين القاهرة وواشنطن.
2 ـ سألت مايك ستاينر مدير ادارة الجمهورية العربية المتحدة (مصر) حول هذا الخطاب حينما قابلته يوم 4 يناير. يقول ستاينر ان السادات قد بعث بخطاب من اربع صفحات ردا على خطاب نيكسون الذي هنأه فيه بانتخابه رئيسا للجمهورية. يبدو ان السادات قد كتب الخطاب بنفسه لان لغة الخطاب ركيكة نوعا ما خلافا للغة المميزة والسهلة لخطابات ناصر التي يعدها هيكل. خطاب السادات لم يذهب لجهة التفاصيل، ولكنه اشار الى ان خطاب نيكسون قد حرك (مشاعر السادات بعمق). (علق ستاينر بالقول انه استغرب خروج السادات بهذا الانطباع لأنه شخصيا ـ أي ستاينر ـ هو الذي كتب مسودة خطاب نيكسون وقطع بأن الخطاب لا يحتوي على اي شيء يحرك اي انسان بعمق). الرسالة العامة من خلال خطاب السادات هي ان الجمهورية العربية المتحدة (مصر) تريد وبتأكيد علاقات افضل مع اميركا وانها غلطة اميركا في عدم حدوث ذلك. ستاينر يعتبر الخطاب اشارة مساعدة ومحملة بالآمال ولكن ليس ابعد من ذلك، او اكثر.
3 ـ يقول ستاينر، ردا على سؤالي حول ما اذا كانت هناك اي فرصة لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بأنه لا يعتقد بذلك. من جهتها، تبدو وزارة الخارجية الاميركية سعيدة بعودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية ولكنها ترى ان المصريين، وبوضوح، غير مستعدين لهذه الخطوة. هناك وفي القاهرة اشارة علنية اخيرة لذلك. (ويبدو انني لم أواكبها). والمصريون فضلوا وبوضوح الاستمرار على نفس قواعد الممارسة حاضرا.
4 ـ قاد ذلك الى مناقشات حول امكانية زيارة روجرز للقاهرة وبنفس القدر عواصم شرق اوسطية اخرى (تحديدا عمان وتل أبيب) في المستقبل القريب ربما تكون قد وقفت على تقارير صحافية قبل اعياد الميلاد تفيد بأن روجرز يحمل الفكرة في ذهنه للقيام بزيارة للشرق الأوسط في فرصة مواتية. حينما سئلوا في الخارجية الاميركية حول ذلك، قال متحدثها الرسمي ان الامر كذلك، ولكنه لا يعدو كونه مثل (ومضة في العيد) حاليا. ستاينر يرى ان روجرز يطمح حقيقة لزيارة المنطقة في وقت ما. وبالتأكيد فان هذه الزيارة لن تتم قريبا لأن سياسة واشنطن الشرق أوسطية وفي معالمها الواضحة تتجه الى ترك الاطراف لحالها او وحدها في المراحل الاولية للمفاوضات المتوقعة مع الوسيط يارنج. ولذلك، فزيارة من وزير الخارجية يمكن ان تحسب لدى جهات كثيرة بأنها لا تتماشى مع تلك السياسة.
5 ـ سألت ستاينر ما اذا كان غياب التمثيل الدبلوماسي الكامل سيقف عقبة في طريق زيارة روجرز للقاهرة. ستاينر لا يرى ذلك، ويقول ان الخارجية الاميركية قد نظرت لهذه النقطة تحديدا ومؤخرا وتوصلت للاستنتاج بأنه لن تكون هناك مشكلة حول فقدان التمثيل الدبلوماسي الكامل، طالما ان المصريين على استعداد لاستقبال روجرز. قلت ان ذلك يدهشني لحد ما، لأن غياب التمثيل الدبلوماسي الكامل كان وراء الاعلان الرسمي من واشنطن بأن روجرز لا يمكنه ان يقود وفدا للقاهرة ابان وفاة الرئيس عبد الناصر. لم ينكر ستاينر هذا ولكنه علق بالقول ان هناك اعتبارات اخرى اكثر اهمية. وقال ان الخارجية الاميركية في حقيقة الامر قد اوصت بقوة في مذكرة للرئيس نيكسون الذي كان موجودا في ذلك الوقت على ظهر احد قطع الاسطول الاميركي بالبحر الابيض المتوسط بأن على روجرز ان يرأس وفدا للقاهرة، وهو (اي ستاينر)، لا يعرف تحديدا لماذا رفض الرئيس نيكسون التوصية، ولكنه خمن بأن مستشاري نيكسون لشؤون الشرق الأوسط الموجودين معه ربما رأوا في الخطوة ايماءة تحمل الانحياز للعرب في لحظة كان سيل الاتهامات جاريا من هنا الى هناك وبالعكس. وفهم ستاينر كذلك ان نيكسون كان معنيا بالترتيبات والاجراءات الامنية في القاهرة اذا ما كان له ان يختار روجرز ليرأس وفدا الى هناك.
إم. آر. ميلهويش السفارة البريطانية ـ واشنطن
* طلاسم ورقة بيرجس:
* وثيقة رقم: 9
* التاريخ: 28 يوليو 1971
* الى: وزراة الخارجية
* الموضوع: العلاقات المصرية ـ الأميركية 1 ـ حينما قابلت محمد رياض مدير مكتب وزير الخارجية المصري في 26 يوليو اخبرني بأنه لم ير بيرجس (رئيس قسم المصالح الاميركية) منذ ان عاد هو ووزير خارجيته من اوروبا الشرقية. طلب مني ان اخبر بيرجس انه (أي رياض) قلق تجاه ان يضعوا خلفهم او يتجاوزوا اي مكاره سببتها واقعة ورقة بيرجس وان يعودوا الى قواعد الثقة والارادة التي سادت بينهما اخيرا.
2 ـ رأى محمد رياض مدير مكتب وزير الخارجية المصري ان يبرر الطريقة التي عالج بها المصريون ورقة بيرجس بالقول: انه وإلى الوقت الذي تحدث فيه روجرز مع الفرنسيين حول الموضوع في باريس، وان الموضوع قد وصل للخارجية المصرية بالقنوات الفرنسية، فانهم لم يصدروا اي مرجعية رسمية تثبت وجود الوثيقة (ورقة بيرجس). رياض اشار لي بمنتهى السرية بأن ورقة بيرجس ليست لا من اعداده ولا من اعداد الخارجية الاميركية، ولكنها من اعداد طرف (غير محدد) من الحكومة الاميركية. وقال ان المصريين خافوا في محطة محددة من القضية بأن بيرجس سيفقد وظيفته كنتيجة للواقعة، فيما تأكدوا (المصريون) بأن ذلك لن يكون في صالحهم. عاد رياض كذلك الى الاشارة لمخاطر اجراء المناقشات الدبلوماسية المعقدة خارج القنوات المؤسسية الرسمية، واعاد التأكيد بأن القرارات الكبرى في سياسة مصر الخارجية يتخذها الرئيس السادات. وفي المقابل، فان اي خلافات تظهر في السياسة لا تعدو كونها توزيعا اوكستراليا من الرئيس (تلك اشارة بديهية الى استخدام بيرجس لقناة هيكل). قلت لرياض ان بيرجس قد لا يكون حرا في اختيار اي قناة يستخدمها، ومع ذلك، فاني وبلا شك سأمرر غصن الزيتون هذا الى بيرجس، والذي شعرت وبكل تأكيد بأنه سيرحب به. قدمت لرياض كذلك الاقتراح الشخصي بأنه واذا كانت النوايا تتجه حقيقة الى جعل مسألة بيرجس ماضيا، فان من الافضل للطرفين ان يتجنبا نبش الماضي مرة اخرى، لأن هناك وباستمرار خطرا في ان يقود ذلك الى تجريم اعمق ومشترك بين الجانبين.
3 ـ رأيت بيرجس هذا الصباح وقال لي انه ظل يتحين فرصة يذهب بها للخارجية المصرية وانه قد وجد مبررا جيدا للقيام بذلك بعد ان تلقى توجيهات لنقاش امر يتعلق بقانون البحار. ولذلك، فانه سيرى محمود رياض في اقرب فرصة. وعلق بالقول بأن وزير الخارجية روجرز لم يكن على علم بوجود ورقة بيرجس في الوقت الذي التقى فيه بالفرنسيين. يقول بيرجس ايضا، بأنه لم يكن يملك خيارا في موضوع استخدام هيكل كقناة نحو الرئيس السادات. وعلى سبيل المثال، فقد طلب هيكل من بيرجس مقابلته يوم 15 مايو (ايار)، وعلى التو كشف له بأنهما متجهان لرؤية السادات. والرئيس السادات قالها بوضوح شديد بأنه يفضل معالجة الموضوع عبر هيكل فيما طلب هيكل من بيرجس رؤيته اخيرا خلال اليوم. القضية في حقيقتها تتعلق بالطريقة التي يريد بها المصريون فيما بينهم معالجة علاقاتهم الخارجية.
قال لي بيرجس ايضا انه تلقى التشجيع من احاديث الرئيس السادات في نهاية الاسبوع وانه قد شعر بأن المفاوضات حول الترتيبات الانتقالية لا تزال مستمرة بصورة حسنة (تبدو الاشارة للترتيبات الانتقالية هنا ذات صلة بقضية مفاوضات الانسحاب الاسرائيلي. «الشرق الأوسط»).
4 ـ اعتقد ان إقدام مدير مكتب وزير الخارجية المصري على اعادة فتح خط الخارجية المصرية للاميركيين بهذه الطريقة يعتبر في حد ذاته امرا مشجعا. 5 ـ أحاطني مدير مكتب وزير الخارجية المصري على هامش المقابلة بأن غربال (رئيس قسم المصالح المصرية بواشنطن) قد تلقى التعليمات بالبقاء في واشنطن الى حين عودة سيسكو من اسرائيل وانه سيعود بعد ذلك للقاهرة لتقديم تقريره.

 

 


   

رد مع اقتباس