عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:37 PM

  رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (37) ـ كيف استخدم السادات قناة هيكل ـ بيرجس في تدشين استدارته نحو أميركا
رياض لم يتحمس لإعادة العلاقات مع واشنطن واختلف مع رئيسه
حسن ساتي
من العجيب ان الملف رقم 979/fco39 الذي خصصته وثائق 1971 البريطانية المفرج عنها بدايات هذا العام، لم يستطع عبر وثائقه القليلة ان يقطع او يصور، كما هو حال الدبلوماسية في مثل هذه المنعطفات، اسبابا موضوعية او مرئية لسيناريو استدارة السادات من قبضة الكتلة الشرقية السابقة الى الولايات المتحدة، مثلما لم تقطع بطبيعة الخلافات التي نشأت بين السادات ووزير خارجيته محمود رياض.

ومع ذلك، فجديد هذه الحلقة يكمن في اشارات، ترقى لوصفها بالطلاسم، بان الصحافي والكاتب المصري محمد حسنين هيكل وبضوء اخضر من السادات قد دشن بدايات تلك الاستدارة من خلال قناة خاصة تعامل بها مع رئيس قسم المصالح الاميركية بالقاهرة بيرجس (العلاقات الدبلوماسية كانت مقطوعة بعد حرب 1967 ونكسة يونيو (حزيران).. الشرق الأوسط).
في المقابل، اكمل السادات بنفسه الاستدارة برسالة شخصية كتبها بنفسه، وهي موضوع الحلقة القادمة، للرئيس نيكسون ردا على رسالة الاخير، رغم ان دبلوماسيا اميركيا قد قطع بان تلك الرسالة كانت ركيكة.
* خلافات رياض والسادات:
* وثيقة رقم: 8
* التاريخ: 9 يوليو 1971
* إلى: آر. إم. ايفانز ادارة الشرق الادنى
* الموضوع: العلاقات المصرية ـ الاميركية 1 ـ قرأنا باهتمام شديد خطاب آلان ايرويك 3/3 بتاريخ 29 يونيو (حزيران) حول زيارة كرافت الاخيرة للقاهرة والايحاءات المختلفة التي صاحبتها او خرجت منها.
2 ـ لم نر اشارة لاستقالة محمود رياض المتوقعة في أي من الصحف التي نتسلمها بالسفارة. ربما تجدر الاشارة، على اية حال، الى ان هنري براندون من صحيفة «صنداي تايمز» قد هاتف منتصف الاسبوع الماضي رامساي ميلهويش ليسأل عن اية تعليقات لدى الاخير حول قصة قال براندون انه قد تلقاها من مصدر جيد مفادها بان محمود رياض سيبعد عن موقعه في القريب. ميلهويش قال، انهم، في الحقيقة، لم يروا اي اشارة اخيرة لهذا الموضوع، وكما يعرف براندون، فهناك قصص في الاونة الاخيرة حول خلافات في وجهات النظر بين رياض والسادات، وفي الحقيقة، وبما ان رياض «قد كان وقتها في موسكو بخصوص معاهدة الصداقة المصرية ـ السوفياتية والتعاون، فمن غير المرجح ان القصة صحيحة. ولكن براندون يصر ان مصدره، ما كان ليمرر هذه المعلومات من دون وجود اساس لها، ولكنه وافق على ان الزمن ربما مضى في لحظة وتجاوزها.
2 ـ ميلهويش حاول اكتشاف مؤلفي هذه القصة، اي استقالة رياض، ولكن براندون وبوضوح غير مستعد لاقحامه في هذا الشأن. من الواضح لي، وبعد قراءة خطاب ايرويك، ان جوكرافت، الذي التزم بان لا ينشر هو شخصيا اي شيء حول الاستقالة، قد قام، في المقابل، بتمرير المعلومات حولها الى بعض اصدقائه الصحافيين. وربما تكون القصة حول الاستقالة قد اتت من مصدر بالخارجية الاميركية، اذا كان ويلي ارسل لواشنطن نوع التقييم الذي احاط به ايرويك في الجملة الاولى من الفقرة السابقة في خطاب ايرويك المشار اليه. وبقدر علمنا، نقول ان براندون لم ينشر اي شيء حول هذا الموضوع.
4 ـ المعلومات الوحيدة الاضافية التي استطعنا حصادها حول قضية بيرجس اتت من محمد سالم، السكرتير الاول المصري هنا، الذي تناول غداء مع ميلهويش. وقد اعاد نفس القصة عن طلب ويلي لنسخة من الورقة بالصورة التي اوردتها مقتطفات ايرويك اللاحقة، ولكنه مضى الى القول، حينما قابل اشرف غربال سيسكو بعد فترة قصيرة لعودة الاخير من القاهرة في 6 يونيو (حزيران)، تحدث سيسكو عن ورقة بيرجس، وان ستيرنر وبراون (مسؤول الشؤون المصرية بالخارجية الاميركية) وكانا يسجلان نقاط المحضر، نظرا الى بعضهما البعض في استغراب تام. غربال على اقتناع ظاهر، بان تلك هي المرة الاولى التي سمعوا فيها بوجود ورقة. ما ازال على عدم تصديقي بان دبلوماسيا مهنيا في خبرة بيرجس يمكن ان يتخذ مبادرة شخصية او فردية من هذا النوع دون ان يحيط، على الاقل، واشنطن. ولكن، ومع ذلك، فالرواية التي سمعناها على كل المستويات (بما فيها ملاحظات بيرجس نفسه الى السير آر. بيومونت، الفقرة 2 من برقية القاهرة رقم 809) تبدو متماسكة. واخيرا فاذا كانت الخارجية الاميركية تقوم بمسرحية خفية، فان لديها طاقما من الممثلين الجديرين بالتصديق والقادرين على اداء ادوارهم بكفاءة.
جون. سي. موبرلي ـ واشنطن
* قناة هيكل وبيرجس
* وثيقة رقم: 9
* التاريخ: 28 يوليو (تموز) 1971
* الى: العيون البريطانية فقط، سري رالموضوع: العلاقات المصرية ـ الاميركية 1 ـ حينما قابلت مكتب وزير الخارجية المصري في 26 يوليو قال لي انه لم ير بيرجس (رئيس قسم المصالح الاميركية) منذ عودته هو ووزير خارجيته من اوروبا الشرقية. طلب مني ان احيط بيرجس انه (اي رياض) قلق تجاه ان يديرا ظهريهما لاي مكاره سببتها واقعة ورقة بيرجس وان يعودا الى قواعد الثقة التي نشأت بينهما مؤخرا.
2 ـ رياض فكر في تبرير الطريقة التي عالج بها المصريون ورقة بيرجس بالقول: انهم والى ان تطرق روجرز للموضوع مع الفرنسيين في باريس، وظهور الموضوع لدى وزارة الخارجية المصرية عبر القنوات الفرنسية، لم يقدما اي مرجع او اشارة رسمية لوجود الوثيقة (أي ورقة بيرجس). رياض اشار لي (في منتهى السرية) ان المصريين تلقوا توجيهات من واشنطن بان ورقة بيرجس ليست من صنع بيرجس نفسه ولا وزارة الخارجية الاميركية وانما من صنع جهة اخرى (غير محددة) في الحكومة الاميركية. قال رياض ان المصريين وفي نقطة ما خلال الازمة تخوفوا من ان يفقد بيرجس منصبه كنتيجة للحادثة وانهم استوثقوا من ان ذلك وبكل تأكيد لن يكون في صالح مصر. رياض ايضا رجع للحديث عن مخاطر اجراء المناقشات الدبلوماسية المعقدة خارج القنوات الرسمية، واعاد التأكيد بان القرارات الرئيسية للسياسة الخارجية في مصر يتم اتخاذها من قبل الرئيس السادات وان اي اختلافات ظاهرة انما تعتبر (توزيعا اوكستراليا) من الرئيس السادات (اشارة واضحة منه لاستخدام بيرجس لقناة هيكل). قلت له ان بيرجس ربما لم يكن يملك الحرية لاختيار القناة التي يستخدمها، ولكني بكل تأكيد سأوصل غصن الزيتون هذا لبيرجس والذي اشعر متأكدا انه سيرحب به. قلت لرياض كذلك اذا كانت النوايا ستتجه لسياسة عفا الله عما سلف، فسيكون من الافضل تجنب التنقيب في الماضي مرة اخرى، لان هناك خطراً، وباستمرار، تجاه ان يقوده ذلك الى تجريم مشترك واعمق بين الجانبين.
3 ـ قابلت بيرجس هذا الصباح، احاطني بانه ظل في انتظار فرصة يذهب بها لوزارة الخارجية وانه قد تسلم ما يعتبر سببا جيدا للقيام بذلك، ويقصد التعليمات التي تلقاها لمناقشة امر يتعلق بقانون البحار، ولذلك سيرى محمود رياض في اقرب فرصة ممكنة. علق بيرجس بالقول ان روجرز لم يكن يعلم بورقته في الوقت الذي التقى فيه بالفرنسيين. بيرجس قال كذلك انه لم يكن يملك اختيارا في شأن استخدام هيكل كقناة نحو الرئيس. على سبيل المثال، فقد استدعى هيكل بيرجس لمكتبه في 15 مايو (ايار) وكشف له فقط، اي هيكل، ولدى وصوله، انهما ذاهبان لمقابلة الرئيس السادات للتو. وقالها السادات صريحة انه يفضل معالجة هذا الشأن عبر هيكل. ولذلك، طلب هيكل ان يرى بيرجس مرة اخرى اليوم. والقضية اذن هي قضية الحكومة المصرية في بحثها في ما بينها عن الطريقة التي يرغبون بها معالجة علاقاتهم الخارجية. بيرجس احاطني كذلك بان احاديث الرئيس السادات آخر الاسبوع قد شجعته وجعلته يشعر بان المفاوضات حول الترتيبات الانتقالية لا تزال قائمة.
4 ـ اعتقد ان حقيقة كون محمود رياض قد تقدم لاعادة فتح خط وزارة الخارجية مع الاميركيين بهذه الطريقة، يمكن ان تعتبر هي الاخرى مشجعة.
5 ـ اخبرني رياض مؤخرا بان غربال (رئيس قسم المصالح المصرية في واشنطن) قد تلقى تعليمات بالبقاء في واشنطن الى حين عودة سيسكو من اسرائيل، وانه سيعود للقاهرة بعدها لتقديم تقاريره.
ايرويك ـ القاهرة
* مواقف لرياض
* وثيقة رقم: 11
* التاريخ: 4 اكتوبر (تشرين الاول) 1971
* الى: وزارة الخارجية
* الموضوع: العلاقات المصرية ـ الاميركية 1 ـ اوردت صحيفتا «الاهرام» و«الجمهورية» (الاولى نسبت الخبر لمراسلها في واشنطن) بأنه، ووفق مصادر بالخارجية الاميركية، فان بيرجس سيتم استبداله بمايكل ستيرنز مسؤول الشؤون المصرية بالخارجية الاميركية، وذلك بعد اسابيع من الشائعات حول تبديل وشيك لرئيس قسم المصالح الاميركية هنا، اي بيرجس. 2 ـ اوردت الصحف كذلك، نقلا عن تقارير وكالات الانباء ان روجرز طلب وخلال لقائه في 29 سبتمبر (ايلول) من محمود رياض اعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وان محمود رياض لم يقدم اجابة.

 

 


   

رد مع اقتباس