عرض مشاركة واحدة

قديم 31-03-09, 07:29 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي التسلح الهندي بين التنازلات الأمريكية والإغراءات الروسية



 

انتهت فترة الازدهار التي عاشها سوق السلاح الأمريكي في الهند بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وعادت روسيا لتنافس بقوة وتفوز بالصفقات.
في سبيل تحجيم الدب الروسي عن العسل الهندي، تنازلت الولايات المتحد عن تصدير أسلحة للهند كان تصديرها محضوراً من قبل.
مازالت روسيا تعطي الهند إغراءات إضافية، وتستولي عل معظم صفقات الأسلحة.

من المؤكد أن العودة الروسية القوية إلى سوق السلاح العالمي شكَّلت هاجساً للولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصة أن روسيا ألغت القيود التي كانت موجودة على تصدير السلاح في عهد الاتحاد السوفيتي، وحيث كان السلاح لا يصدّر إلاّ للدول الحليفة للاتحاد السوفيتي وتقارب العقيدة الشيوعية، وبالتالي صار السلاح الروسي متاحاً لكل من يدفع، ودون أية قيود مسبقة على بيع هذا السلاح.
إزاء هذه التحولات في بيع السلاح الروسي، واستعادة روسيا لقدراتها في مجال تصنيع الأسلحة وتطويرها، يمكن القول إن فترة الازدهار التي عاشها سوق السلاح الأمريكي في التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي قد انتهت، وتحوّل الأمر إلى منافسة قوية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على الفوز بصفقات الأسلحة للدول، والنموذج الأقرب هو التسليح الهندي والذي تحوّل إلى ما يشبه المزاد التنافسي بين الدولتين، وفي هذا المزاد لا تقصر الدولتان في تقديم التنازلات والإغراءات للهند، (ومن يسبق يغنم) كما يقول مثلنا العربي.


لماذا الهند؟


نعني لماذا تحولت الهند إلى ساحة مزاد تسليحي بين الدولتين العظميين، روسيا والولايات المتحدة الأمريكية؟ والسؤال بحد ذاته لا يحمل إنصافاً، لأن الهند بشكل عام نموذج لأي دولة أخرى تطلب السلاح بالنسبة للدولتين، ولكن الهند تأخذ خصوصية كونها ولعقود كانت تعتمد على الاتحاد السوفيتي في تسليحها بشكل رئيس، ودون أن تتخلى عن السلاح الأمريكي وغيره في حالات التوتر مع الهند. وجاء انهيار الاتحاد السوفيتي حافزاً للهند، كي تسعى إلى مصادر تسليح أخرى تمكنها من مواجهة التسليح الباكستاني بشكل خاص، وكانت الولايات المتحدة هي المصدر الرئيس البديل عن السلاح السوفيتي، بالإضافة إلى أن الهند دخلت بقوة إلى مصاف الدول الكبرى وتحتاج إلى داعم صناعي وتقني متقدم، وهو ما سعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية، أي أن تكون الأقرب إلى التطور الهندي المتسارع في مجال الصناعة ، والصناعة العسكرية بشكل خاص، ومما يجعل الهند سوقاً واسعة للتقنيات والصناعات العسكرية الأمريكية، ولكن ...
لكن هذه، تمثلت في أن روسيا بعد سنوات على انهيار الاتحاد السوفيتي استعادت عافيتها، وطرحت سلاحها في الأسواق العالمية، وهو ما انتهت إليه الهند، فرأت أن تطوير السلاح السوفيتي أرخص من شراء أسلحة أمريكية جديدة، وطلبت من روسيا هذا التطوير، وفعلاً تقدمت روسيا وبدأت تطوّر الأسلحة السوفيتية وبأسعار بدا من الواضح أنها تهدف إلى سدّ الأبواب أمام السلاح الأمريكي، وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة حرباً تنافسية علنية، وكانت فعلاً تلك الحرب التنافسية، وبخاصة في السنوات الأخيرة.

 

 


 

   

رد مع اقتباس