عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 03:47 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي في معسكر غوانتانامو



 

«الشرق الأوسط» في معسكر غوانتانامو (1) ـ إمام المعسكر: سؤال سجناء «القاعدة» الذي لا ينقطع «متى نعود؟»
نقيب البحرية الأميركية سيف الإسلام أبو هنان: السجناء يعرفون أنهم في قاعدة بحرية أميركية تحت حراسة أمنية مشددة وأكثرهم لا يعلم أين توجد كوبا على الخريطة؟ * زودناهم بكتب السيرة وصحيح البخاري وفقه السنة باللغات العربية والأردو والبشتو
معسكر اكس راي ـ (غوانتاناموا) كوبا: محمد الشافعي
يتميز النقيب سيف الاسلام ابو هنان الواعظ الديني لمعسكر «اكس راي» بقاعدة غونتاناموا بكوبا الذي يحتجز فيه 299 من سجناء «القاعدة» وطالبان بدبلوماسية غير عادية في اجاباته عن اسئلة الاعلاميين المتعلقة باحوال السجناء وحقوقهم الدينية، وبالاضافة الى دبلوماسيته فان الابتسامة لا تفارق وجهه وهو يرد على امور قد تتخطى حدود السرية المفروضة على معسكر «اكس راي» ذي الشمس الساطعة نهارا والاضواء المبهرة ليلا. والنقيب سيف الاسلام ابو هنان الحاصل على ماجستير في الدراسات الاسلامية من جامعة فرجينيا عام 1999، بعد ان اصبح مواطنا اميركيا وجنديا متدينا، تم اختياره كأول واعظ مسلم في اوساط البحرية الاميركية. وبعد 17 شهرا من اختياره تقرر ارساله الى القاعدة العسكرية الواقعة في شمال مدينة سان دييغو ثم تم تكليفه بمهمة اخرى لم يسبق لها مثيل في التاريخ الاميركي، وهي ان يتولى وعظ وارشاد مقاتلي «طالبان» و«القاعدة» المحتجزين في القاعدة البحرية الاميركية في خليج غوانتانامو بكوبا. وعندما قابلت سيف الاسلام ابو هنان في مقر قيادة القوة 160 بالقاعدة البحرية بكوبا الجمعة الماضي قال لي: «صحافي مسلم واخ لنا في الدين، هل تريد ان تصلي الجمعة معنا اليوم». قلت له هل سنصلي مع السجناء انشاء الله؟ قال لي: «لا انهم لا يصلون الجمعة، وغير مسموح لهم بسبب الاجراءات الامنية بان يكونوا في مكان واحد، ربما يصلونها داخل الزنزانات الملتصقة ببعضها، ولكننا هنا ثلاثة مسلمين من الجنود والضباط في القاعدة، وستكون انت رابعهم». ومن بين 14 واعظا مسلما في جيش الولايات المتحدة هناك ثلاثة في البحرية، ومعظمهم ممن تحولوا للاسلام من ديانات اخرى. وبالنسبة لسيف الاسلام البالغ من العمر 40 عاما، والذي هاجر الى الولايات المتحدة عام 1989 من بنغلاديش، فقد نشأ مسلما، وهو يتحدث اللغة الاوردية بطلاقة، كما يتحدث شيئا من العربية ويقوم المترجمون بمساعدته على التخاطب مع السجناء، إن استعصى عليه الامر او الفهم. ويقول وهو يتحدث عن مهمته كواعظ ديني انه فخور بتلك المهمة. ورغم ما تردد عن حقد المعتقلين على اميركا والاميركيين، فان سيف الاسلام لاحظ ان السجناء بشكل عام مرتبكون ويتساءلون عن المستقبل.
ولم يكن سيف الاسلام متأكدا من موعد عودته المقبلة الى مدينة سان دييغو حيث تعيش زوجته الطبيبة وابنتهما البالغة من العمر عامين واسمها طهارة. اصبح سيف الاسلام مواطنا اميركيا عام 1998، وتسنى له حينها ان يصبح ضابطا، ورغم تأقلمه مع بلده الجديد، فان اهتمامه بالدين الذي نشأ عليه تضاعف، اذ التحق بمعهد اسلامي في ولاية فيرجينيا وبمدرسة الاديان في نيويورك. لكن سيف الاسلام الذي اجابني عن رتبته باللغة العربية «نقيب في البحرية الاميركية» فجر اكثر من مفاجأة في حديثه لـ«الشرق الاوسط»، ابرزها وجود سجناء غير مسلمين في معسكر «اكس راي»، لكنه رفض باصرار ان يحدد ما اذا كانوا ضمن «القاعدة او طالبان، وعندما الححت عليه بالسؤال عن عددهم، اجاب بابتسامة قائلا «اقل من عشرة». ورفض ثانية بعد ان تبادل النظرات مع الميجور لي رونالدز الذي رافقنا اثناء الحديث الصحافي ان يحدد جنسياتهم او دياناتهم. واشار سيف الاسلام الى ان بعض السجناء غير ملتحين، واخرون منهم تركوا الصلاة، لكن اغلبهم يلتزم باقامة الصلوات الخمس في مواعيدها داخل الزنزانات او الوحدات كما يحب ان يطلق عليها. وقال «ارى دائما خوفا في العيون واسئلة كثيرة تطرح عن المستقبل وموعد التحقيقات»، واضاف «أرى اناسا يتوسلون الى الله تعالى، لكي يساعدهم»، وقال ان السجناء لم يشكوا من سوء المعاملة، فهو يلتقي بهم من ثلاث الى خمس ساعات يوميا للاستماع الى مشاكلهم الشخصية في المعسكر. واضاف: الغرض هو معاملتهم بشكل كريم، وبالطبع هناك اشياء تتعلق بالامن، لكنهم يحصلون على افضل رعاية صحية. وجاء الحوار مع نقيب البحرية الاميركية سيف الاسلام على النحو التالي:
* هل يثق بك سجناء «القاعدة» وطالبان كإمام وواعظ ديني؟
ـ كثير منهم يثق بي، ويتحدثون لي عن امور حياتهم اليومية والمشاكل التي يتعرضون لها داخل المعسكر، ويوجهون لي الكثير من الاسئلة التي لا تنقطع عن المستقبل، وكثير منهم ايضا انتقدني لانني مسلم ملتزم على حد رأيهم وفي الوقت ذاته ارتدي الملابس العسكرية الاميركية، ولكنني ارد عليهم بقولي :«لولا انني في الجيش الاميركي، لما جئت اليكم لمحاولة مساعدتكم». وكثير منهم يسأل بصفة يومية عن موعد انتهاء التحقيقات معهم، ومحاكمتهم او عودتهم الى اوطانهم وعوائلهم، وهي اسئلة صعبة جدا، وشخصيا لا استطيع الاجابة عنها بسبب الاجراءات الامنية المشددة، والاجوبة عن تلك الاسئلة عند ضباط اعلى مني رتبة، ولكنني دائما اذكرهم بآيات من القرآن الكريم مثل «ان الله مع الصابرين»، «وان مع العسر يسرا» و«واستعينوا بالصبر والصلاة»، وكثيرا ما القي عليهم احاديث دينية من كتب السنة لاشجعهم على تقبل الاوضاع التي يعيشونها.
* هل يسألونك عن معسكر دلتا الجديد؟
ـ الاسئلة لا تتوقف بخصوص ما اذا سيكون لهم مسجد او قاعة للطعام، واين موقع المعسكر الجديد، وهل سيصلون معا او يأكلون معا، ولكنني شخصيا لا استطيع ان اجيبهم عن تلك الاسئلة.
* هل يعرف السجناء انهم في كوبا؟ ـ يعرفون انهم في كوبا، ولكن الكثير منهم لا يعرف موقع كوبا على الخريطة، ولكنهم بالتأكيد بعرفون انهم في قاعدة اميركية، تحت حراسة امنية مشددة.
* هل صليت الجماعة مع احد منهم؟ ـ لم يحدث ان صليت مع احدهم، وهذا ليس مسموحا به من الجهة الامنية.
* هل تفكرون في انشاء مسجد داخل معسكر دلتا الجديد؟ ـ طرحت هذه المسألة ولكن هذا التفكير سابق لاوانه.
* هل هناك علاقات شخصية مع بعضهم، وهل يعرفونك بالاسم وتعرف بعضهم باسمائهم الشخصية؟ ـ نعم هناك علاقات طيبة مع بعضهم، واعرفهم بالاسماء وكثير منهم متفقه في امور الدين، وربما اكثر مني.
* ما الشكوى الرئيسية التي تسمعها بصفة مستمرة من السجناء؟ ـ متى تنتهي التحقيقات ويعودون الى عوائلهم، وهناك اسئلة ملحة عن اسباب اعتقالهم. هم وحدهم يعرفون الاجابة عليها. ومعظهم يقول لي خلال زياراتي اليومية لو كنت مذنبا، فدعني اتلقى عقوبتي. ولو كنت غير مذنب فلماذا تحتفظون بي في هذا المعسكر؟
* كم عدد السجناء من طالبان و«القاعدة»؟ ـ لا أستطيع ان اجيبك على هذا السؤال.
* هل توجد قيادات بين سجناء «القاعدة» او «طالبان»؟ ـ استشعر ان بعضهم اكثر اهمية من الاخرين، وهناك قليل منهم يتحدث الانجليزية بطلاقة.
* هل هناك طلبات خاصة تلقيتها من السجناء؟
ـ نعم فقد طالبوا باعادة توزيعهم في الزنزانات طبقا للتوزيع الديموغرافي، وتدخلت لدى ادارة المعسكر ولبيت لهم هذا الطلب، اي ان يكون السجناء الذين تربطهم صداقات او من جنسية واحدة او معرفة ببعضهم البعض، على مقربة حتى نوفر لهم حدا معقولا من الالفة تعينهم على استمرار الحياة اليومية.
* هل هناك ضغوط على السجناء او تعذيب في غرف التحقيقات الملحقة بالمعسكر؟
ـ لا أعتقد هذا، ولم يحدث ان تلقيت شكوى بهذا الخصوص، بل على العكس يذهبون الى غرف التحقيقات محمولين في سيارة صغيرة.
* هل يسألونك عن توفير اشياء خاصة مثل سجاجيد الصلاة او اغطية الرأس؟ ـ وفرنا لهم حسب طلباتهم كثيرا من الكتب الدينية التي راجعتها قبل تسليمها مثل صحيح البخاري، وفقه السنة وسيرة الانبياء باللغات العربية والاردو والبشتو. وعموما فانهم لا يشكون من سوء المعاملة. وأنا التقي بهم يوميا للاستماع الى مشاكلهم الشخصية.
* هل يتحدثون اليك عن الاسلام؟ ـ البعض منهم يتواصل معي، ويستنكرون احيانا الملابس العسكرية الاميركية، وهناك البعض منهم افقه مني في امور الدين. وكنت اتوقع ان يقابلني السجناء بمشاعر عدائية لكن ما ألمسه كان مفاجأة طيبة في اي حال. وكنت اشعر ببعض الخوف قبل ان اصل الى كوبا، وببعض التحفظ وتساءلت: هل سيتقبلوني باعتباري ضابطا في البحرية الاميركية. اما الآن فلا اشعر بالخوف. لا اشعر بذلك وانا اقترب منهم، فهم يدركون انه لا يوجد سبب يدفعهم للخوف مني، لكنني مع ذلك اشعر بانه من الحكمة ان يكون المرء يقظا، كما ان الحراس موجودون باستمرار ويقظون لاي طارئ. * هل تراقب الطعام الذي يقدم الى السجناء في المعسكر؟ ـ هذا جزء من اولوياتي في الذهاب الى المطبخ بصفة يومية لمراقبة الطعام الحلال الذي يقدم الى السجناء، لأتأكد ان كل شيء يقدم طبقا للشريعة الاسلامية، وفيه لحم حلال مذبوح في الولايات المتحدة طبقا للشريعة الاسلامية. =

 

 


 

   

رد مع اقتباس