عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 10:42 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أسس بناء الجيش الذكي الصغير
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


هناك أسس عديدة يعتمد عليها بناء الجيش الذكي الصغير. وتستخلص هذه الأسس من البحث في مقومات هذا الجيش، وتحديد عناصره ومفاهيمه، وتحديد الخصوم والأولويات، ومن القدرة على توفير هذه العناصر والمقومات.

وإذا ما تم بناء الجيش الذكي الصغير، فسيكون بمقدور القيادة العسكرية أن تستغني عن نشر أعداد ضخمة من الأسلحة على خط المواجهة مع الخصم. فالأسلحة الدقيقة "الذكية"، والجنود المتفوقين تدريبا، والنيران الغزيرة والكثيفة والدقيقة، المنطلقة من العمق، إلى أعماق الأراضي المعادية، والقوة البحرية المتفوقة، والذراع الجوية الضاربة الطويلة، وسلاح الصواريخ برؤوسها التقليدية، وغير التقليدية، وأسلحة الفضاء، كله يؤكد فكرة الجيش الذكي الصغير.

أولاً: أهمية القيمة النوعية للقوات والقادة

تؤكد فكرة الجيش الذكي الصغير على أهمية القيمة النوعية للقوات والقادة، التي تعتبر أحد أسس بناء هذا الجيش. فالنصر لا يتحقق إلا بمقاتلين أشداء، والأسلحة "الذكية" تتطلب أناسا أذكياء، يؤازرهم مذهب قتالي يضاعف قدراتهم.

والأسلحة المتطورة لا تشكل إلا جزءا من مقومات نجاح الجيش الذكي الصغير في ميدان القتال المستقبلي، ويتوقف الباقي على مدى التطوير الذي سيتم إدخاله في مجالات إعادة تنظيم القوات المسلحة، وتطوير أساليب القيادة والسيطرة، والتدريب، والإنذار المبكر، وطرق وأساليب القتال، بالإضافة أيضا إلى تطوير أساليب انتقاء القادة والضباط ومناهج تدريبهم وتأهيلهم.

ثانياً: دراسة اتساع مسرح العمليات جغرافياً

الجيش الذكي الصغير عليه الاستعداد للعمل في مسرح العمليات العسكرية الذي سيتسع جغرافيا، بينما يقل عدد القوات والآلات المستخدمة فيه. وهذا يمثل أحد أسس بناء هذا الجيش. فعلى مدى التاريخ، يلاحظ أن حجم القوات المستخدمة في منطقة المعارك تقل مع الوقت. وعلى سبيل المثال، في عام 1815م، كانت الفرقة العسكرية، التي تضم ما بين 15 وعشرين ألف شخص، تحتل مساحة تبلغ 25 ميلا مربعا.

ومع حلول عام 2015م قد تحتاج نفس الفرقة مساحة لا تقل عن مائة ميل مربع. حيث تتحرك القوات بسرعة على أرض المعركة، في وحدات صغيرة، ولن يكون هناك ما يعرف بـ"خط مواجهة"، كما كان في الماضي.

ثالثاً: الاهتمام بتوفير المعلومات

أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات.فتكنولوجيا المعلومات تزود المقاتل بقدرات هائلة، تساعد في خلق عوامل النجاح في كل جوانب التنظيم. وهذا الأسلوب يمكن المقاتل من المشاركة في المعلومات ومعالجتها، بما يتيح له إدارة فعالة، لاستخدامها في تذليل العقبات.

رابعاً: الاستفادة من التقدم التكنولوجي في مجال التصنيع الحربي

يمثل تقدم التصنيع الحربي أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير. فالصناعات الحربية هي صناعات دائمة التطور، تستخدم كل ما هو جديد في العلم والتكنولوجيا، وتضعه في القالب الذي يناسب المتطلبات الفنية والتكتيكية والبيئية لأفرع القوات المسلحة المختلفة، بل إن هذه المتطلبات قد تدفع المفكرين والمهندسين والعلماء لابتكار نظريات جديدة وتكنولوجيا حديثة.

فمثلا، الحاجة إلى سعة تخزين عالية في الحاسبات المستخدمة في المعدات العسكرية، أدت إلى تصغير الدوائر المتكاملة، والعدد الكبير من الأجزاء التي تتكون منها المعدات الحربية، مثل الطائرة، أو الصاروخ، دفع بالمصانع إلى استخدام الحاسبات في التصميم وفي التصنيع.ولزيادة سرعة الطائرات لزم البحث عن مواد جديدة لجسم الطائرة، تتحمل الحرارة العالية وهكذا.

وفي كل مجال من مجالات الصناعات العسكرية يكون للتكنولوجيا الحديثة أثرها المهم على تطوير هذه الصناعة. ففي الأسلحة البرية، مثل الصواريخ المضادة للدبابات، هناك مواجهة بين درع الدبابات والأسلحة المضادة. ودخول صناعة السيراميك في إنتاج الدروع، مثلا، منح الدبابة وقاية ضد هذه القذائف الخارقة للدرع، مما دفع بالشركات المصنعة للصواريخ للجوء إلى أساليب جديدة لزيادة قدرات الصواريخ.

أما في الأسلحة البحرية فالغواصات تعتبر الهدف الذي يجب تدميره سواءً بالطوربيدات أو بالقذائف، ويلزم لذلك معرفة مكان الغواصة وهذا كان له أثر كبير على التطور الذي حدث في أجهزة الاستشعار، سواء الصوتية، أو الحرارية، نظرا لأن الموجات الكهرومغناطيسية، تمتصها المياه ولا تسمح بمرورها. وقد كان لاستخدام سبائك التيتانيوم الأثر الكبير في صناعة بدن الغواصات التي يمكنها الغوص لمسافات أعمق والتحرك بسرعات أعلى، نظرا لخفة هذه السبائك وصلابتها.

أما الطائرات فقد زادت سرعتها، وذلك باستخدام محركات جديدة، ومواد جديدة، لتصنيع جسم الطائرة، وكذا زودت الطائرات بأجهزة ملاحية ومعدات إلكترونية، سواء للاتصالات أو لكشف وتتبع الأهداف.

خامساً: الاستفادة من تكنولوجيا الحرب الإلكترونية

تعتبر الحرب الإلكترونية أحد الأسلحة التي تعتمد عليها الجيوش، التي تتبنى فكرة الجيش الذكي الصغير. فكل المعدات الحربية، سواء الجوية، أو البحرية، أو البرية، ووسائل الدفاع الجوى، تحتاج إلى وسائل حرب إلكترونية. وهذا هو سبب التوسع في استخدام أكبر نطاق للترددات في أجهزة الرادار، سواء المحمولة جوا أو الأرضية، وعلى القطع البحرية.

سادساً: الاستفادة من تكنولوجيا الإخفاء

الجيش الذكي الصغير يعتمد في بنائه على التكنولوجيا الحديثة في مجال الإخفاء. إن أهمية إخفاء الأسلحة في بيئة مشبعة بمستشعرات المراقبة المختلفة لها تأثير حاسم بالنسبة إلى نجاح أي مهمة قتالية. والهدف النهائي للإخفاء يكمن في استنباط تكنولوجيا تجعل المهاجم، أو المدافع، على حد سواء، غير مرئي ضمن النطاقين الكهرومغناطيسي والكهروضوئي على السواء.

وهذا يعنى أن تصبح الوسائط المهاجمة غير مرئية على شاشات الرادار، وضمن مجال رؤية الأجهزة الكهروبصرية. ولكن يصعب بلوغ مثل هذا الهدف تماما، على الرغم من أنه يمكن تخفيف نسبة الأشعة الرادارية، المنعكسة من على سطح ما، إلى درجة كبيرة، تجعل من الصعب كشفه بواسطة المستشعرات المختلفة.

ويوضح نسبة المدى الجديد لجهاز الرادار، بعد تقليل مساحة المقطع الراداري للهدف، إلى المدى الحقيقي للجهاز، كلما قلت مساحة المقطع الراداري. ويتضح من هذا الجدول أنه عندما تقل مساحة المقطع الراداري بنسبة 93.7% فإنه ينتج عن ذلك أن يقل أقصى مدى للرادار إلى النصف.

وعملية التقاط الهدف وتمييزه، لا تعتمد على مساحة المقطع الراداري فقط، بل تعتمد على استخراج إشارة الهدف وتمييزها من الإشارات المرتدة من الأهداف الثابتة، والسحب وسطح البحر، والجبال، ومصادر الإعاقة، والتداخلات من أجهزة الرادار الأخرى.

ولقد أدى مفهوم تكنولوجيا التخفي إلى ظهور عدة برامج في الدول الصناعية أبان العقدين الأخيرين. ولأن أي تقدم، أو مجرد وجود مثل هذه البرامج يعتبر سرا قوميا، فإن القليل معروف عنها.

والتخفي لا يمكن أن يكون كاملا، ولكن ما يتم منه يؤخر لحظة اكتشاف الهدف. وعلى المقاتل الذكي أن يستفيد من هذا التأخير الثمين، حيث إن امتداد تكنولوجيا التخفي، لتشمل الصواريخ ومنصات الصواريخ الأرضية، والسفن، والدبابات والمدافع، يصيب المستشعرات بدوار بالغ، بل ويقلل من كفاءتها.

والتخفي يعطى الأهداف المهاجمة ميزة خطيرة، إذ لا يمكن كشفها على المسافات التقليدية، وبذلك يجسد الخفاء مبدأ "شراء الوقت" حيث يوفر لهذه الأهداف مسيرة طويلة في خفاء، تفقد خلالها الأسلحة المضادة زمنا بالغ الأهمية، وتفقد المستشعرات خلال تلك المسافة قوة "الإبصار" الإلكترونية، وتصاب بقصر النظر، وبالتالي، يقل زمن الإنذار المتيسر لاتخاذ الإجراءات المضادة اللازمة.

سابعاً: ضرورة امتلاك ذخائر متطورة

تعتمد أسلحة الجيش الذكي الصغير على ذخائر متطورة، فيما يمثل أحد أسس بناء هذا الجيش. ولذلك فإن أعمال التطوير مستمرة فيما يتعلق بزيادة التأثير التدميري لشحنة المتفجرات التي يحملها رأس المقذوف.

وتتميز الأجيال الجديدة من الرؤوس الحربية، التي يتم تطويرها، بفعاليتها ضد كل من الأهداف المعرضة والمحمية على السواء. وفي هذه الحال يتولى حاسب التوجيه تنبيه جهاز التفجير بنوع الهدف الذي سيصطدم به، سواء كان دبابة، أو جدار خرسانة. وهناك أنواع كثيرة من الذخائر يبرز تطورها في مستوى ذكائها، من حيث مستشعرات التوجيه التي تؤدى إلى دقة عالية في الإصابة.

1. تعريف الذخائر الذكية

يمكن تعريف "الذخائر الذكية" Smart Projectiles، والتي يطلق عليها "دقيقة التوجيه"، بأنها الأسلحة التقليدية، غير النووية، التي يمكن توجيهها بدقة نحو أهدافها بعد إطلاقها. وسوف تؤدى هذه الذخائر إلى التغيير في الخطط العسكرية، وتسيطر على ساحة المعركة مستقبلا.

ويرى بعض الخبراء أن التكنولوجيا الراهنة تتيح إمكانية مهاجمة أهداف ثابتة من أي مدى، وبدقة عالية. وفي نفس الوقت فهذه الذخائر مقاومة للأعمال الإلكترونية المضادة، بسبب وجود تكنولوجيا الحماية الذاتية، التي تعمل عقب انطلاقها.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

2. استخدام الذخائر الذكية

تعتبر الذخائر من صلب أنظمة التسليح الحديثة، حيث هي عنصر أساسي مكمل لها، ومجالها مفتوح دائما للتعديل والتحديث، الذي يغطى العديد من الاتجاهات، مثل، نوعية الذخائر، ونظم التوجيه ودقة الإصابة، ومداها، وآلية التحكم المرتبطة بها، وقدرتها الفائقة على المناورة قبل الانقضاض بأشكال مختلفة على هدف واحد، أو أكثر، في الوقت نفسه.

وسواء كانت الذخائر "الذكية" بعيدة، أو متوسطة، أو قصيرة المدى، وسواء كانت مضادة للطائرات، أو للسفن، أو للأهداف البرية، فهي تشكل أداة، لا يمكن لأي قوات مسلحة تعتنق فكرة "الجيش الذكي الصغير" أن تستغني عنها. فهي قد أخذت تحتل مكانة رائدة في تجهيز الجيوش الحديثة، التي تضطر، في العديد من الأحيان، إلى الاستغناء عن استعمال الذخائر التقليدية، مما يقلل من الأعباء اللوجيستية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

3. استخدام الذخائر ذات الرؤوس الحاملة

خضع تطوير الذخائر التقليدية لسياق منظم، يدمج في الوقت نفسه قدرات التفجير، ودقة التصويب، والمدى العملياتي. وقد تفرعت عن هذه الآلية المتماسكة، تقنية أخرى قوامها التخلي تدريجيا عن الشحنة الواحدة المغلفة بإطار فولاذي، والاستعانة عنها بقنابل حاملة لقذائف ثانوية، أو قنيبلات مغلفة بإطار من الوزن الخفيف.

ولإعطاء هذه التقنية طاقاتها التدميرية، بشكل كامل، تم تجهيزها بصواهر Fuses زمنية لتوقيت عملية التفجير. وأضحت الرؤوس الحربية الصغيرة تنصب على الهدف بفعالية ودقة غير معهودة من قبل.

4. تقنيات الذخائر "الذكية" وأسلوب عملها

تطوير الذخائر "الذكية" يعتمد أساسا على العديد من التقنيات الحديثة مثل: الدوائر الإلكترونية المتكاملة فائقة السرعة، وبرامج الحاسبات المتطورة، وأشعة الليزر، والنظم والتطبيقات الفضائية، والمواد الفائقة التوصيل Superconductors والمواد المركبة، والألياف البصرية، ونظم الملاحة الدقيقة، والوقود عالي الطاقة.

وتعتمد الذخائر "الذكية" على أجهزة كمبيوتر فائقة الأداء، ونظم ذاكرة صغيرة الحجم، لحفظ معطيات مبرمجة، ودوائر إلكترونية مدمجة، تستخدم شرائح Chips صغيرة من أرسنيد الجاليوم GaAs، بدلا من الشرائح التي كانت تصنع من السيليكون، لتحقيق معالجة أسرع للبيانات، حيث يلزم أن يؤدى الكمبيوتر العمليات الحسابية، ويوفر معطيات التوجيه، بصورة شبه لحظية، أي في الزمن الحقيقي.

ويتم تطوير البرامج Software الخاصة بالذخائر "الذكية" باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence: AI، ويتم اختبار أدائها في الظروف كافة ، مع تحديد فترة عملها دون إخفاق.

وقد يستدعى الأمر تغيير البرمجة في الميدان، نتيجة لظروف مسرح العمليات، ولذلك يلزم أن تكون برامج التوجيه قابلة للتغيير، لأن المقذوف يعمل تلقائيا بعد الإطلاق، ويكون عليه "اتخاذ بعض القرارات الذكية". ويؤكد ذلك صعوبة ودقة تطوير مثل هذه البرامج، فهي قد تعد حاسمة في نجاح أو فشل المقذوف. وهناك محاولات لتطوير برامج لتمكن الذخائر من العثور على أهدافها، وكذلك لتتوجه نحو أهداف أخرى، إذا "تأكدت" من أن الأهداف الأصلية قليلة الجدوى، مثل دبابة محترقة.

5. مستشعرات الذخائر "الذكية"

ترجع فعالية الذخائر "الذكية" أساسا إلى تطور تقنية المستشعرات، التي تحملها هذه الذخائر، حيث ينبغي أن تكون هذه المستشعرات مضغوطة، وصغيرة الحجم، لتتلاءم مع مقدمة المقذوف المخروطية الشكل.

وتستخدم المستشعرات الحرارية لتوجيه الذخائر بالأشعة تحت الحمراء. وبينما كانت المستشعرات الباحثة عن الإشعاعات الحرارية عند ظهورها تحتاج إلى مصدر حراري قوى، مثل اللهب المنطلق من الطائرة للإطباق عليها، أصبح الجيل الأحدث من هذه المستشعرات يكتفي بمصادر حرارية لا يزيد الفرق بين درجة حرارتها ودرجة حرارة البيئة المحيطة بها عن بضع درجات.

ويضيف استخدام حيزين مختلفين للتوجيه بالأشعة تحت الحمراء "ذكاء" أكثر للمقذوفات الموجهة، حيث يتم التغلب على أعمال الخداع الحراري المعروفة، وتتجه الذخائر فقط نحو الهدف الحقيقي، طبقا للبصمة الحرارية، الموجودة في ذاكرة الحاسبات.

6. تكامل المستشعرات في الذخائر الذكية

قد لا تعمل بعض المستشعرات في ظروف جوية معينة، أو قد يتأثر البعض الآخر بالإجراءات الإلكترونية المعادية. وقد أدى ذلك إلى تكامل المستشعرات. فمثلا، إذا كان مدى كشف الرادار العامل بالموجات الميليمترية غير كاف، فإن نظام التتبع المساند، العامل بالإشعاعات الحرارية، يزيد من مدى السلاح. وإذا لم يستطع نظام الأشعة تحت الحمراء وجهاز تكوين الصورة في الصاروخ تحديد هوية الهدف، يمكن الاستعانة بنظام "لادار" لتوليد صور في ثلاثة أبعاد.

ثامناً: التوسع في استخدام الروبوت في الأعمال العسكرية

أحد أسس بناء الجيش الذكي الصغير، يتمثل في الحفاظ على أرواح الأفراد، بقدر الإمكان. ولهذا يستخدم الروبوت المقاتل الذكي لتنفيذ مهام شديدة الخطورة، كزرع المتفجرات، أو إطلاق القنابل اليدوية، وهناك مشروع الروبوتات المتحركة تكتيكيا، التي تحارب في المناطق المأهولة،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

 


   

رد مع اقتباس