عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 11:11 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي تاريخ الدفاع الجوى المصرى موضوع كامل



 

المقدمة
ارتبطت نشأة الدفاع الجوي، وتطوره في العالم، بظهور أول طائرة مروحية "للأخوين رايت" في 27 ديسمبر 1903، وبداية استخدام الطائرات في العمليات العسكرية في 24 ديسمبر 1914 وما أعقب ذلك، في معارك الحرب العالمية الأولى. وقد تصدت لها، في البداية، مدفعية الميدان، والأسلحة الخفيفة، ولكنها لم تحقق الهدف المرجو منها. وبدأ التفكير في تطوير هذه الأسلحة، وتعديلها، لتتمكن من مواجهة الطائرات، وكان أول مدفع مضاد للطائرات، تم إنتاجه في روسيا عام 1914، ثم ظهرت المدفعية المضادة للطائرات، بعد ذلك، في كل من ألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا.




وفي أوائل الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد في عام 1940، بدأ ظهور الرادار، على ساحة الحرب بصفته معدة جديدة، لتحديد أماكن الطائرات، في الجو، وكانت طفرة كبيرة، في مجال الاستطلاع الجوي والإنذار، بل في شتى مجالات التسليح. وكانت معارك الحرب العالمية الثانية، في نظر المؤرخين العسكريين، أكثر المعارك ضراوة وقسوة في تاريخ البشرية، من حيث حجم القوات، والمعدات، واتساع ميادين القتال في البر، والبحر، على امتداد العالم.







ولهذا، يمكن القول إن آلة الحرب، بجميع أنواعها، قد تطورت تطوراً بالغ الأهمية، خلال هذه الحرب، واستمر هذا التطور، بعد توقف معاركها.وكانت أهم وأعظم معارك الجو والدفاع الجوي، على الإطلاق، في ذلك الوقت، ما أطلق عليها، فيما بعد، معركة بريطانيا، والتي دارت رحاها بين الألمان والإنجليز، والتي برزت، خلالها، أول منظومة دفاع جوي، في التاريخ الحديث.




ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، عام 1945، تطورت طائرات القتال بصورة متزايدة، وتطورت معها، وسائل وأسلحة الهجوم الجوي، وفي المقابل، ظهرت الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات، في بداية الخمسينيات. وقد ساهمت الحروب الإقليمية، في كل من كوريا، وفيتنام، والحرب الهندية ـ الباكستانية، في زيادة وسرعة التطور، في هذا المجال.








وساعد، على ذلك، سباق التسلح بين المعسكرين الشرقي والغربي. وجاءت حرب أكتوبر 1973، ومن قبلها حرب 1967، وحرب الاستنزاف، على الجبهة المصرية، لتثبت الأهمية الكبيرة لدور الدفاع الجوي، في الحرب الحديثة، وإمكانية أن تتمكن منظومة دفاع جوي، على درجة عالية من الكفاءة، في تحييد قوة جوية ذات شأن، وحرمانها من حرية الحركة في سماء الآخرين.








وعلى رغم ضراوة حربي الخليج الأولى والثانية، وحرب كوسوفا، ونشوب بعض المواجهات، مثل عملية سهل البقاع، وعملية خليج سرت، فإن حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر تمثلان أعظم المواجهات، التي حدثت، خلال النصف الثاني من القرن العشرين.








وقد مرت مصر، في أوائل القرن العشرين، بمرحلة حرجة من تاريخها، تدهورت فيها أحوال البلاد، وتقلص الجيش المصري، حجماً وعدداً، إلى أن وقعت مصر اتفاقية الصداقة مع بريطانيا، عام 1936، والتي أعطت مصر بعض المزايا، أهمها البدء في تطوير الجيش المصري.








وحظي سلاح المدفعية الملكي المصري، بنصيب من هذا التطوير، وشهد عام 1937 بداية ظهور المدفعية المضادة للطائرات في مصر، ودارت عجلة البناء والتسليح والتطوير، والتي قادها عدد من خيرة ضباط المدفعية. والدارس لتاريخ وتطور المدفعية المضادة للطائرات، منذ النشأة، يلمس أن هذا السلاح، دون غيره، لم تنته معاركه، وأن عمليات الصقل والتطوير تمت، تحت ظروف المعارك، ومجابهة العديد من العدائيات الجوية.








فقد شاركت المدفعية المضادة للطائرات، القوات المصرية، في الدفاع عن الوطن، وخاضت كل المعارك والحروب، التي اشتركت فيها مصر، بدءاً من الحرب العالمية الثانية، إلى حرب تحرير فلسطين عام 1948، ثم حرب 1956، وحرب 1967، التي خرجت منها بالدروس والخبرات، لتظهر دورها في حرب 1973، وغيرت الكثير من المفاهيم العسكرية والإستراتيجية.








واستمرت تؤدي دورها الكبير، في حماية سماء مصر، ولم تغب عن مسؤولياتها العربية، فقد شاركت في حرب تحرير الكويت، ضمن القوات المصرية، وظلت معاهدها العلمية مفتوحة للمصريين، والعرب، وأبناء الدول الصديقة، يتلقون فيها أحدث ما وصل إليه العلم في هذا المجال.








وتواصل منظومة الدفاع الجوى مسيرتها، على طريق النمو والتطور، واضعة نصب أعينها التطور العالمي لطائرات القتال، وأسلحة الهجوم الجوى الحديثة، وما يظهر مواكباً لهذا التطور، من أسلحة الدفاع الجوي، مركزة اهتماماتها الأولي، على ما يدور من تطوير، على المستوى الإقليمي، في ظل الطفرة العلمية والتكنولوجية.








وفي بداية القرن الواحد والعشرين، ينتظر أن يأخذ الصراع طابعاً جديداً، في ظل ما وصل إليه العلم من تقدم، حتى ليبدو للمرء أن ما يدور بين أسلحة الهجوم والدفاع، في مجال الحرب الجوية، يفوق أفلام الخيال العلمي. فطائرات الشبح مزودة بأنظمة متطورة ترى وتشعر بسابحات الفضاء، وما يدب على الأرض، وتحت سطحها، وصولاً إلى البحار، وأعماقها المظلمة، والصواريخ الباليستية، والطوافة تصل إلى أطراف الكون، سابحة في الفضاء، أو متجولة فوق سطح الأرض، تنقض على أهدافها بغتة، وسلسلة غير منتهية من المضادات الأرضية، التي تستخدم تكنولوجيا فائقة التقدم.








ويتم التحكم في كل هذا، من خلال منظومة من العقول الإلكترونية، والأقمار الصناعية، يصعب الإلمام بها أو تخيلها. وتنتهي إلى أن أخطر هذه التهديدات الجوية يتمثل فيما تحمله الصواريخ الباليستية والطوافة، من أدوات الدمار الشامل. وماذا بعد؟]لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[ (سورة الأنعام، الآية 103).

 

 


 

   

رد مع اقتباس