عرض مشاركة واحدة

قديم 27-09-09, 06:22 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

مبادئ السياسة النووية الباكستانية
ربطت باكستان دوماً سياستها النووية بالسياسة الهندية، وكان اتجاهها نحو تطوير قدراتهـا النووية مرتبطاً برغبتها في مجاراة الهند، وتحقيق التكافؤ الاستراتيجي معها في المجـال النووي. فقد بدأ البرنامج النووي الباكستاني منذ عام 1955 مع إنشاء وكالة الطاقة الذرية الباكستانية، بهدف تمكين باكستان من الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية. وكان تطور البرنامج النووي الباكستاني مرتبطاً، إلى حد كبير، بتطور البرنـامج النووي الهندي، كما كانت معظم التطورات الجارية في المجال النووي لباكستان بمثابة رد فعل للتطورات الجارية في الجانب الهندي. وفي هذا الإطار، ربطت باكستان دائماً موقفها من الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي ومعاهدة حظر التجارب النووية، بالموقف الهندي وعلى الرغم من أن جهود التطوير النووي الباكستاني ارتبطت، في الأساس، بالأوضاع الإستراتيجية في جنوب آسيا وشبه القارة الهندية، فإن الساسة الباكستانيين حاولوا في العديد من الفترات إعطاء بُعد إسلامي لمحاولة إنتاج قنبلة نووية باكستانية.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق، ذو الفقار علي بوتو، قد استخدم مرات عديدة مصطلح "القنبلة الإسلامية". وهو ما فُسِّر في العديد من الحالات بأن باكستان يمكن أن تعطي خبرتها النووية أو أسلحتها النووية لدول عربية لاستخدامها في الصراع ضد إسرائيل. وفي هذا الإطار، اعتمدت السياسة النووية الباكستانية على الدعم المالي من دول عربية تمت الإشارة إليها، ودفعت التطورات التي أعقبت التجارب النووية الهندية والباكستانية المسؤولين الباكستانيين إلى التأكيد صراحة على أن هذه التجارب ارتبطت، في الأساس، بالظـروف الأمنية والسياسية والإستراتيجية في شبه القارة الهندية، وأن باكستان لن تزود أي دولة عربية أو إسلامية بالسلاح النووي.
استقرار باكستان وبرنامجها النووي
تقع المشاريع النووية في باكستان تحت إشراف الجيش، والذي كان مشرف رئيساً لأركانه عندما استولى على السلطة في عام 1999، وما يزال محتفظاً بهذا المركز. من جهة أخرى، فقد يكون زعيم سياسي مدني في باكستان جاهلاً بأسرار الدولة، فلم يسمح أبداً لبنظير بوتو وهي رئيسة وزراء انتخبت مرتين، بزيارة مصنع تخصيب اليورانيوم في كاهوتا على الرغم من قربه من العاصمة إسلام أباد. ويذكر سيمون هندرسون، زميل مشارك في معهد واشنطن، يتخذ من لندن مقراً له، تابع التطورات في باكستان من عقد السبعينات، عندما عمل في باكستان كمراسل أجنبي، وهو مؤلف بحث المعهد السياسي: (الدعامة الجديدة: دول الخليج العربية المحافظة وإستراتيجية الولايات المتحدة، 2003). يَذكر أن التحدي أمام واشنطن يكمن في ضمان احتفاظ مشرف ـ أو أي قائد ذي ولاء غربي ـ بالسلطة، بينما تستمر عملية تصيد ابن لادن وعناصر القاعدة المتبقين في حدود باكستان الجبلية مع أفغانستان. ويظهر أن مشرف نفسه يحتفظ بقبضة ضعيفة على السلطة، باعتبار أنه نجا من محاولتي اغتيال من قبل متطرفين إسلاميين إن قوات كهذه ستزيد من غضبها قمة الحوار مع الهند والإشارات إلى تسوية ممكنة في قضية كشمير المطولة، لكن كثيراً ما تبدو تكتيكات القائد الباكستاني مزعزعة، فقد كان قائداً للجيش عندما قامت الوحدات التي كانت تقاتل إلى جانب ميليشيات إسلامية مدربة، بشن هجوم مفاجئ إلا أنه كان عنيفاً في النهاية ضد مواقع الهند الجبلية في عام 1999. في تموز/يوليو 2001، اندفع إلى قمة مع نظيره الهندي والتي فشلت في تحقيق هدنة أو تسوية مشتركة.
في وقت لاحق من هذه السنة، وبعد وقت قصير من 11/9/2001 . فقد اعتقد أن للميليشيات الإسلامية صلات بالهجمات الانتحارية التي تشنها الاستخبارات الباكستانية في البرلمان الهندي في نيودلهي، ما أنشأ أزمة تسببت في الوصول بكلا الدولتين إلى شفير التبادل النووي ولدى باكستان سيناريوهان يشكلان لها كابوساً، إما المزيد من التخفيض في الموقف العسكري ـ البيروقراطي الموالي للغرب، أو استيلاء داعمي السياسيين والعسكريين الإسلاميين على السلطة (بما في ذلك السلاح النووي) ويبدو أن الأمر الذي كان ولا زال يخيف الهند هو موضوع الترسانة النووية والصواريخ في باكستان ولكن وعلى ما يبدو أصبحت تحت حماية ورعاية الولايات المتحدة وإسرائيل، ولهذا شاع الاطمئنان في الجانب الهندي، فلقد نشرت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية وبتاريخ 30/12/2007 تأكيداً بأن البرنامج النووي قد تم تفكيكه حيث قالت "إن السلاح النووي الباكستاني جرى توزيعه في أنحاء الدولة بعد تفكيكه إلى أجزاء ويخضع لحراسة مشددة، ولقد بُدِّل نظام الشفرة الخاص به والذي يحول دون استخدامه حتى وأن كان جاهزاً للعمل "أي تحول إلى الخردة الغالية" وهذا يعني عيداً هندياً وعندما تكون الترسانة النووية الباكستانية بيد وبإشراف واشنطن فهذا يعني أنها سُلّمت إلى الولايات المتحدة وإسرائيل مثلما تم تسليم ما بحوزة ليبيا ولكن بطريقة أخرى، وبحجة الخوف من أن تقع بيد تنظيم القاعدة والخلايا الإرهابية الأخرى أو تقع بيد مجموعة انقلابية من الجيش وتدعمها الأحزاب والخلايا الإسلامية المتشددة.
ويبدو أن من عجّل بأن تكون هذه الترسانة بيد واشنطن هو تصريح رئيس هيئة الأركان المشتركة بباكستان الجنرال طارق ماجد بتاريخ 11/12/2007 والذي قال فيه وعلى شكل بيان "إن الاقتراحات التي أثيرت مؤخراً عن إمكانية مصادرة قدراتنا النووية أو نقلها إلى أماكن سرية أكثر أماناً للحيلولة دون سقوطها في أيدي جهات مشبوهة غير صادقة، هذه الاقتراحات مرفوضة شكلاً وموضوعاً"، وكان يرد بها على تقرير وخطة المؤرخ العسكري فريدريك كيجان الذي وضع خطة إستراتيجية بخصوص باكستان وأرسلها إلى الذي كتب إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش والسيناريو المُستحدث في باكستان وبعد مقتل بوتو سيجعل حلف الناتو والدول الأوربية في حيرة حقيقية وهذا ما تريده واشنطن، فلم يبق أمامها طريق إلا المضي مع الولايات المتحدة والى آخر المطاف، وهو هدف إستراتيجي مهم بالنسبة للولايات المتحدة، أي نجاحها في إجبار حلف الناتو بأن يزيد من قواته في أفغانستان منعاً للانهيار هناك، ومساعدتها في باكستان.
السيناريو الإسرائيلي
منذ العام 1972 تنظر إسرائيل دائماً إلى القدرة النووية الباكستانية كمصدر تهديد، عندما تحدّث ذو الفقار بوتو عما أسماه القنبلة الإسلامية. وقد أعلنت إسرائيل مراراً أنها لن تسمح لباكستان أو غيرها من الدول الإسلامية بامتلاك السلاح النووي، نظراً للخوف من نقل المعرفة والتكنولوجيا النووية إلى الدول العربية وقد ذكرت بعض وكالات الأنباء أن باكستان سبق أن حذّرت الولايات المتحدة من قيام إسرائيل بشن هجوم وشيك على منشآتها النووية، وأن مسؤولين باكستانيين أجروا اتصالات مع الإدارة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة وأبلغوها أن طائرات إسرائيلية قد هبطت في الهند، لكن السفير الإسرائيلي في واشنطن طمأن بأن إسرائيل لن تشن هجوماً على المنشآت النووية الباكستانية بالمقابل، تتمثل الدوافع الباكستانية لنسج علاقة مع إسرائيل في محاولة إسلام آباد تحقيق الأهداف التالية:
- تجميل صورة باكستان لدى الغرب، عقب اتهامها بأنها مصدر الإرهاب وانتشار المدارس الإسلامية المتشددة في البلاد، والتي وصلت إلى 20 - 40 ألف مدرسة خلال التسعينيات، بعد أن كانت 900 مدرسة عام 1971، واتهام مشرف بأنه لا يقوم بما يلزم لتحجيم خطر التطرف والأصولية.
- انتقادات الغرب لباكستان عقب الكشف عن مسؤولية ثلاثة من الباكستانيين عن تفجيرات لندن ـ التي حدثت في 7-7-2005 ـ ممن تلقوا تعليماً في المدارس الإسلامية في باكستان.
- تجاوز الأزمة والتقارير الإعلامية التي تحدثت عن تصدير باكستان تكنولوجيا نوويه إلى إيران.
- تحييد تل أبيب عن الصراع الدائر بين إسلام أباد ونيودلهي حول كشمير، والسباق النووي والتسليحي بين البلدين.
تعزيز مكانة باكستان الإقليمية والدولية : القنبلة النووية
حين فجرت الهند القنبلة النووية عام 1974 كتب الدكتور عبد القدير خان رسالة إلى رئيس وزراء باكستان في حينها "ذو الفقار علي بوتو" قائلاً فيها: إنه حتى يتسنى لباكستان البقاء كدولة مستقلة فإن عليها إنشاء برنامج نوويّ". لم يستغرق الرد على هذه الرسالة سوى عشرة أيام، والذي تضمن دعوة للدكتور عبد القدير خان لزيارة رئيس وزراء باكستان، والتي تمت بالفعل في ديسمبر عام 1974. قام رئيس الوزراء بعدها بالتأكد من أوراق اعتماده عن طريق السفارة الباكستانية بهولندا، وفي لقائهما الثاني عام 1975 طلب منه رئيس الوزراء عدم الرجوع إلى هولندا ليرأس برنامج باكستان النووي.
توصل الدكتور عبد القدير خان بعد فترة قصيرة من رجوعه إلى باكستان إلى أنه لن يستطيع إنجاز شيء من خلال مفوضية الطاقة الذرية الباكستانية، والتي كانت مثقلة ببيروقراطية مملة، فطلب من بوتو إعطاءه حرية كاملة للتصرف من خلال هيئة مستقلة خاصة ببرنامجه النووي. وافق بوتو على طلبه في خلال يوم واحد وتم إنشاء المعامل الهندسية للبحوث في مدينة كاهوتا القريبة من مدينة روالبندي عام 1976 ليبدأ العمل في البرنامج. وفي عام 1981 وتقديراً لجهوده في مجال الأمن القومي الباكستاني غيّر الرئيس الأسبق ضياء الحق اسم المعامل إلى معامل الدكتور عبد القدير خان للبحوث.
بدأ خان بشراء كل ما يستطيع من إمكانات من الأسواق العالمية، وفي خلال ثلاث سنوات تمكن من بناء آلات النابذة وتشغيلها بفضل صِلاته بشركات الإنتاج الغربية المختلفة وسنوات خبرته الطويلة، ومن ثم تم رفع قضية ظالمة على الدكتور عبد القدير خان في هولندا تتهمه بسرقة وثائق نووية سرية، ولكن تم تقديم وثائق من قبل ستة أساتذة عالميين أثبتوا فيها أن المعلومات التي كانت مع الدكتور عبد القدير خان من النوع العادي، وأنها منشورة في المجلات العلمية منذ سنين، ليتم بعدها إسقاط التهمة من قبل محكمة أمستردام العليا.
يقول الدكتور عبد القدير خان: إنه حصل على تلك المعلومات بشكل عادي من أحد أصدقائه، إذ لم يكن لديهم بعد مكتبة علمية مناسبة أو المادة العلمية المطلوبة. يتلخص إنجاز الدكتور عبد القدير خان العظيم في تمكنه من إنشاء مفاعل كاهوتا (والذي يستغرق عادة عقدين من الزمان في أكثر دول العالم تقدماً) في ستة أعوام، وكان ذلك بعمل ثورة إدارية على الأسلوب المتبع عادة من فكرة ثم قرار ثم دراسة جدوى ثم بحوث أساسية ثم بحوث تطبيقية ثم عمل نموذج مصغر ثم إنشاء المفاعل الأولي، والذي يليه هندسة المفاعل الحقيقي، وبناؤه وافتتاحه. لقد قام فريق الدكتور خان بعمل كل هذه الخطوات دفعة واحدة كما استخدم فريق الدكتور خان تقنية تخصيب اليورانيوم لصناعة أسلحتهم النووية، وهناك نوعان من اليورانيوم يوليهما العالم الاهتمام: يورانيوم - 235 ويورانيوم - 238. ويعتبر اليورانيوم - 235 أهمهما، حيث هو القادر على الانشطار النووي وبالتالي إنشاء الطاقة.
نال الدكتور خان 13 ميدالية ذهبية من معاهد ومؤسسات قومية مختلفة ونشر حوالي 150 بحثاً علمياً في مجلات علمية عالمية. كما مُنح وسام هلال الامتياز عام 1989 وبعده في عام 1996 نال أعلى وسام مدني تمنحه دولة باكستان تقديراً لإسهاماته الهامة في العلوم والهندسة: نيشان الامتياز. كما ولعب الدكتور خان دوراًَ رئيسياً في تطوير قدرات باكستان النووية، والتي بلغت أوجها بإجراء باكستان لتجارب نووية ناجحة في أيار/مايو 1998وفي آذار- مارس 2001، تمت ترقيته إلى الدائرة الداخلية للقيادة العسكرية في باكستان، حيث شغل منصب المستشار العلمي والتكنولوجي للرئيس برويز مشرف.

 

 


   

رد مع اقتباس