عرض مشاركة واحدة

قديم 12-07-09, 07:48 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

على ضوء الحرب الأمريكية المستمرة في العراق سنتعرض إلى المسألة التالية:



إن مسألة حسم الهزيمة أو الانتصار في الصراع العسكري لا يتعلق بحساب الخسائر البشرية أو المادية، كما لا يتعلق بالتوازن التكنولوجي. تتحقق هزيمة عسكرية ما متى أصبح أحد الطرفين غير متأكد من الانتصار. أن داخل الطرف الأمريكي هناك أوساط (عسكرية) مؤثرة مستعدة للاقتناع بحتمية الهزيمة، يأتي هذا الاستعداد في إطار صراع فكري حول الاستراتيجية العسكرية الضرورية يشق منذ مدة مختلف المؤسسات العسكرية الامريكية الأمريكية.


دروس العراق.


في مقابل النقاش فى الأوساط السياسية والبحثية والإعلامية الأمريكية قبل الإعلان عن الهجوم على العراق والذي تجاهل خلاله العديد من الخبراء و المختصين أبسط الإشارات عن مميزات الصراع العسكري القادم وهو ما جعلهم آنذاك ضمنيا موافقين على التوصيف السياسي للعمل العسكري ضد العراق كما بلوره المحافظون الجدد (سنتخلى عن المصطلح المعرب الرائج لـ المحافظين الجدد والذي نعتقد أنه يشوش المعنى الدقيق لهذا التيار وهو ما سنتعرض إليه في مناسبات قادمة والذي يصور الحملة العسكرية على أنها حملة تحريرية تماثل المعركة ضد النازية خلال الحرب العالمية الثانية، إذا في مقابل هذا النقاش السابق للحرب بدأت في السنة الأخيرة الأوساط البحثية والإعلامية ولكن الأهم من ذلك الرسمية الأمريكية الإفصاح أكثر عن رغبتها في الاستفادة مما تسميه دروس العراق .

وبالرغم من أنها غير متباينة تماما فإن هذه الدروس تعبر بالتحديد عن الصراع الفكري الجاري في أروقة وزارة الدفاع الأمريكية والذي يتصاعد بتصاعد الإخفاقات العسكرية الأمريكية. وفي خضم معركة الفلوجة نقل عدد يوم السبت 13 تشرين الثاني (نوفمبر) لصحيفة النيويورك تايمز خبرين منفصلين يعكسان التباين بين المشرفين على المجهود العسكري الأمريكي من خلال نوع الدروس العراقية التي توصلوا إليها:

من جهة أولى دروس تتلخص في ضرورة التركيز أكثر على التقنية العسكرية لمواجهة حروب لم يقع تعريفها إلا كحروب ضد الإرهاب ومن جهة أخرى دروس تركز على أهمية العوامل السياسية في حرب يقع تعريفها أكثر فأكثر على أنها حرب شعبية طويلة الأمد.

الرؤية الأولى تتصرف على أنها رؤية تجديدية واعية بوجود رؤية معاكسة تصفها بـ التقليدية والرؤية الثانية تؤمن بأن هناك مفاهيم كلاسيكية ثابتة في الاستراتيجيات العسكرية بالرغم من التطور التكنولوجي الفائق خلال القرن الفائت وهي واعية بوجود رؤية مخالفة تصفها بأنها غير واقعية .


مشروع عين الرب.


يقول خبر النيويورك تايمز الذي نُشر على الصفحة الأولى أن بيتر تيتس وستيفن كامبون اللذين يشغلان على التوالي خطتي نائب وزير الدفاع الأمريكي لسلاح الجو ولشؤون المخابرات قد عرضا على الكونغرس مشروعا سمياه عين الرب يتيح منح المقاتل الميداني صورة آنية ودقيقة عن مختلف الحقائق على الأرض بسرعة قياسية وهو ما يتيح له التغلب على المصاعب التي تفرضها خصوصية الحرب على الارهاب والتي تتطلب ردود فعل سريعة.


ويتمثل المشروع عمليا في إطلاق أقمار صناعية وصناعة طائرات (ف ـ 35) جديدة تتميز بالتناسق البرامجي ومتخصصة في جمع المعلومات لنقلها إلى ساحات المعارك وذلك عبر شبكة انترنت دولية جديدة خاصة بالبنتاغون وهو ما يذكر بالدور الخاص الذي لعبته وزارة الدفاع الأمريكية في إنشاء شبكة النت العالمية المستعملة الآن.


بالإضافة إلى ذلك سيتم تصنيع أجهزة أرضية متنوعة تتميز بقدرتها على التنزيل السريع للمعلومات المُرسلة من الانترنت وتوفيرها بشكل صوتي وذلك من خلال التطوير في قدرات تنزيل الذبذبات الصوتية. وتتمثل تكلفة المشروع حوالي 200 مليار دولار ومن المفروض أن يتم منحه للشركة العملاقة لوكهيد مارتن (Lockheed Martin) والتي تمثل أحد أهم أقطاب اللوبي الصناعي العسكري الذي يحتكر الصناعة العسكرية الأمريكية والذي يدعم بشكل عام الحزب الجمهوري وبالتالي التيار المحافظ الذي يسيطر على الادارة الامريكية.


وفي الواقع يأتي هذا المشروع في إطار برنامج كامل يهدف للاستفادة القصوى من التكنولوجيا المعلوماتية لأهداف عسكرية وتشرف على هـــــذا البرنامج مجموعة من شركات التكنولوجيا العالية الأمريكية الرئيسية مثل هيفلت باكارد (Hewle ـ Packard) وإي بي أم (IBM) ومايكروسوفت (Microsoft) ولكن أيضا شركات أخرى من الأقطاب التقليدية للوبي الصناعي العسكري الأمريكي مثل لوكهيد وبوينغ.



هيمنة المحافظين الجدد.



و مما لا شك فيه أن هذه البرامج تعكس جزئيا النزعة المعتادة في البنتاغون والتي تخدم اللوبيات الصناعية من خلال الانفاق الكبير على مشاريع عسكرية غير ضرورية في أحيان كثيرة. غير أن هذا التشابك القوي بين المؤسسة العسكرية ـ السياسية والنخبة المالية ـ الصناعية والذي يمثل خاصية ثابتة في البنية الأمريكية يلتقي هنا مع عامل آخر جديد وهو هيمنة المحافظين الجدد على الإدارة الامريكية والذين يتميزون برؤية خاصة لمسائل الإستراتيجية العسكرية، فللدفاع عن هذا المشروع المكلف يقول أحد مساعدي رامسفيلد إن ما نتحدث عنه هنا هو نظرية جديدة للحرب في حين يشير آخر إلى أن الثقافة (العسكرية السائدة) هي أكبر عقبة أمام مشاريع هذه النظرية الجديدة .


وتأتي هذه الاشارات في إطار الصراع المستعر بين خبراء وباحثين مختلفين حول الجدوى من هذه المشاريع. فحسب النيويورك تايمز فإن فينت سيرف (Vint Cerf) وهو أحد العاملين السابقين في البنتاغون وأحد الذين اخترعوا وأسسوا شبكة الانترنت اعتبر مشروع عين الرب مجرد أحلام لا تستند إلى أسس واقعية لتحقيقها. لكن جانبا آخر من المنتقدين الموصوفين بأنهم تقليديون وجه شكوكه إلى الأساس النظري الذي يقف وراء مثل هذه المشاريع حيث اعتبروا أن قتال الشوارع الدائر في مدن مثل الفلوجة يثبت أن الحرب هي أمر أكثر تعقيدا من التكنولوجيا الخلوية.



دليل عملي للحرب المضادة للمقاومة.



في صفحة داخلية من نفس عدد النيويورك تايمز يرد خبر عن مشروع آخر للبنتاغون لا يقل أهمية عن عين الرب كما أنه يرجع بدوره إلى الدروس العراقية التي توصلت إليها الأوساط العسكرية الأمريكية أو جزء منها:

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس