عرض مشاركة واحدة

قديم 10-08-09, 12:41 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الاستراتيجية العليا للدولة والاستراتيجية العسكرية



إذا كان التكتيك (التعبئة) هو تطبيق الاستراتيجية على مستوى أدنى فان الاستراتيجية العسكرية نفسها هي تطبيق الاستراتيجية العليا للدولة على مستوى أدنى وما الاستراتيجية العليا للدولة سوى السياسة التي تسير الحرب بموجبها ويمكن التفريق وينهما وبين السياسة بان السياسة تحدد الهدف والاستراتيجية العسكرية تسعى لتحقيق ذلك الهدف وان السياسة تسعى دائما في توجيه وتنسيق إمكانيات الدولة المتاحة بغية الحصول على الهدف السياسي للحرب وتتفرع من الاستراتيجية العليا الاستراتيجيات آلاتية (الاستراتيجية العسكرية - والاستراتيجية الاقتصادية والاستراتيجية الثقافية الاجتماعية والاستراتيجية السياسية الدبلوماسية).
يتوقف نجاح الاستراتيجية العسكرية قبل كل شيء على التقدير السليم للوسيلة وللغاية وتحقيق تناسقها ويجب إن تكون الغاية مناسبة مع الإمكانيات إن المطابقة الدقيقة بين الهدف والوسيلة تحقق اقتصادا كبيرا في القوى ولكن طبيعة الحرب وظروفها الحاكمة ونقص الدراسات العلمية تجعل اكبر العبقريات عاجزة عن تحقيق المطابقة المثلى ويعتمد النجاح في النهاية على الاقتراب نسبيا من الحقيقة بالحساب والتوقع (التنبؤ) والحسابات في الاستراتيجية ابسط وأهدف من حسابات التكتيك (التعبئة) لان العامل الأساسي في الحرب هو أرادة الإنسان وتظهر الإرادة هذه على حقيقتها في المعارك وليس أمام الاستراتيجية مقاومات يتغلب عليها سوى مقاومات الطبيعة والسياسة.يهدف مخططها إلى الإقلال من الإمكانيات المقاومة باستخدام عاملي الحركة المفاجئة والحركة. والحركة عمل يتعلق بحساب ظروف الزمن والمعطيات وقدرة وسائط النقل والحركة ومقدار تدخل المفاجئة في الحقل المعنوي وتتطلب حسابات أعقد من حسابات الحقل المادي وتتعلق بشروط مختلفة تؤثر على إرادة الخصم وتختلف من حاله إلى أخرى. وتستطيع الاستراتيجية العسكرية استخدام الحركة بدل المفاجئة وبالعكس ولكن كل عامل من هذين العاملين يؤثر على الأخر إذ تؤدي الحركة إلى المفاجئة كما تعطي المفاجئة للحركة قوة جديدة ويدخل ضمنها حساب تدابير العدو المضادة.أما العلاقة ما بين الاستراتيجية العسكرية والتكتيك (التعبئة) فهي متشابكة يصعب معها إيجاد الحدود الفاصلة بينهما أثناء التنفيذ وتهدف الاستراتيجية إلى إعداد الظروف الملائمة لتنفيذ المعارك بأقل الخسائر وبأفضل النتائج وهكذا يمكن الحصول على التفوق الاستراتيجي بالوصول إلى نتيجة حاسمة دون القيام بمعارك ضارية. هدف الاستراتيجية ليس البحث عن معارك بل العمل على خلق وضع استراتيجي ملائم إن لم يؤدي بنفسه إلى النصر أي خلق أوضاعا ملائمة لمعارك تنتزع هذا النصر وبالتأكيد إن تحطيم توازن العدو النفسي ثم المادي هو الكفيل لتحقيق النصر. أما التكتيك (المعارك التعبوية) الذي لا تحكمه استراتيجية واضحة سيؤدي إلى سلسلة من المجازر البشرية بنتائج محدودة النجاح على المستوى الاستراتيجي.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس