عرض مشاركة واحدة

قديم 13-06-09, 08:27 PM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي التحالف الاستراتيجى



 

مراحل تطور العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية وصولاً لصيغة التحالف الإستراتيجي.


مرّت العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية بعدة مراحل، وتأثرت بعدة عوامل، أهمها شخصية، وخلفية الرؤساء المتعاقبين على الإدارة الأمريكية, بالإضافة إلى المتغيرات التي حدثت بالمنطقة والتي أثرت على المصالح الأمريكية وأمن إسرائيل. ومع تطور الوضع الدولي، والظروف الإقليمية، فقد تعاون كل من هاري ترومان، ودوايت أيزنهاور مع كل من إسرائيل والعرب، إلا أن ترومان بفضل صداقته مع وايزمان، فقد أدت إلى إحداث تقارب بينه وبين إسرائيل.
في حين أن خبرة الدولة الإسرائيلية في التعامل مع أيزنهاور مختلفة تماماً، فرغم خلفيته العسكرية، وعلمه بفظائع النازي ضد اليهود في أوروبا، فقد كان أكثر تشدداً في تعامله معهما. ويعكس هذا موقفه من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حين اقترفت إسرائيل خطأً كبيراً، من خلال انضمامها لدول العدوان دون الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم ذلك، فإن أهمية إسرائيل في الإستراتيجية الأمريكية لاحتواء الشيوعية، تنبع من خلال دورها في موازنة النفوذ الشيوعي في أفريقيا الحساسة لأي تدخل خارجي بعد طول فترة الاستعمار، وقد ساهمت هذه الأهمية في استمرار التفاعل عبر قناة الاستخبارات بين الدولتين، رغم فشل مشاريع السلام، والخلاف حول قضية اللاجئين، ومسألة توريد السلاح، وتعليق المساعدات.
أما كيندي وجونسون، فقد تعاملا مع إسرائيل كصديق وشريك. ففي ظل إدارة كيندي تحولت العلاقات لصيغة أقرب لتعهد قومي، حيث جرى التأكيد على أهمية التعايش السلمي بين العرب وإسرائيل، التي تملك الموارد الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والقادرة على الدفاع عن نفسها حيث تحوّلت إسرائيل لمشروع أمريكي، أو قاعدة للنفوذ والقوة للولايات المتحدة داخل الشرق الأوسط. ورغم الخلاف حول مسألة اللاجئين الفلسطينيين وغيرها، فإن دور اليهود في انتخابات كيندي، ثم أزمة الصواريخ الكوبية، أدت إلى إبراز دور إسرائيل الإستراتيجي لخدمة المصالح الأمريكية، وبدأ الحديث عن فكرة الشراكة، مع تطور ملحوظ في حجم المساعدات، وصفقات التسليح.
وقد كان للتفاعل الشخصي الإيجابي، بين جونسون وأشكول، دور مهم، كما أن تطور ظروف الحرب الباردة، واهتمام جونسون بها، وإجادة إسرائيل في تقديم ورسم دورها كحليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، داخل المنطقة المنقادة ـ بزعامة مصر ـ للمعسكر الشرقي، ساهم ذلك في توطيد ودعم العلاقات الإسرائيلية ـ الأمريكية، هذا بالإضافة لتأكيد إسرائيل على نفسها كمجتمع مفتوح قريب من الثقافة الأمريكية، وواحة الديموقراطية، بحيث تحوّلت إسرائيل خلال الستينيات لمعبود الرأي العام الأمريكي. وخلال هذه الفترة قفزت المعونة الأمريكية لإسرائيل إلى 130 مليون دولار، مع إهداء إسرائيل أسلحة هجومية عام 1965، وأخيراً توقيع أول مذكرة تفاهم بخصوص التسليح والبحث العلمي عام 1967. وفي ذات الوقت، فقد ساهمت حرب 1967 في التحسن المطرد في صورة وموقف إسرائيل، حيث تلاشت المخاوف من احتمال سقوط الدولة الإسرائيلية، وبدا للعيان أن إسرائيل تقبل بالسلام في حين يرفضه العرب، من خلال اللاءات الثلاثة الشهيرة. وهنا اعتبرت إسرائيل نفسها حرة في بناء حقائق جديدة على الأراضي المحتلة بعد عام 1967، حيث ضمّت القدس الشرقية، وشرعت في بناء المستوطنات، رغم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تقدم على فعل شيء.
ومثلت مرحلة نيكسون وفورد أولى خطوات التحول الرسمي بصيغة التحالف الإستراتيجي، حيث أصبحت بالنسبة للولايات المتحدة هي الشريك المناسب, أما مقابل الشراكة، فقد تمثل في معونات، وقروض، وأسلحة، وضمانات عسكرية قدرت بـ 1.15 مليار دولار. وبرغم أن حرب أكتوبر 1973 قد أخلّت بمصداقية إسرائيل، إلا أنها لم تمنعها من التوسل وطلب المساعدات الأمريكية العسكرية، والاقتصادية العاجلة.
وكان لحرب أكتوبر 1973 أثرها في صعود اليمين بزعامة مناحم بيجن Manchem Begin، وفي المقابل فإن كارتر باهتمامه الشديد بمسألة حقوق الإنسان، ومسألة اللاجئين الفلسطينيين، ومعارضته لتجارة السلاح، وخلفيته الدينية، كل هذا جعل منه شريكاً غير مناسب، ومثيراً للقلق الإسرائيلي، بالإضافة لاستعداده الدائم للضغط على إسرائيل لإتمام الانسحاب، وتحقيق السلام مع مصر. ورغم التعويضات الأمريكية لإسرائيل، فإن فترة رئاسة جيمي كارترمثلت من وجهة نظر إسرائيل ويهود أمريكا ضرورة العمل على إسقاطه، أو على الأقل عدم منحه الأصوات اليهودية عندما تقدم لترشيح نفسه للمرة الثانية عام 1980. كما ساعد على إسقاطه الغزو السوفيتي لأفغانستان، والثورة الإيرانية، بالإضافة لأزمة الرهائن في طهران. كذلك فإن فترتي رئاسة ريجان مثلتا مرحلة ذهبية في مسار العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية، حيث جاء رونالد ريجان للسلطة بعد أن حصل على 40% من أصوات اليهود، وهي نسبة مرتفعة بالنسبة للحزب الجمهوري. ورغم المعارضة الشديدة التي قادتها إسرائيل لصفقة "الأواكس" للمملكة العربية السعودية، والغارة الإسرائيلية على المفاعل العراقي، وعدم اقتناع إسرائيل بالعائد السياسي والعسكري من توقيع مذكرة التفاهم الإستراتيجي عام 1981، إلا أن هذا لا ينفي أن التحالف أصبح رسمياً وموثقاً. ورغم تشوّه صورة إسرائيل تحت ضغط فظائع الغزو الإسرائيلي للبنان، إلا أن هذا لم يمنع الإدارة الأمريكية من مكافأة إسرائيل من خلال اتفاقية التجارة الحرة التي أنعشت الاقتصاد الإسرائيلي، ثم توقيع اتفاق 1983، وتجديد التحالف عام 1988، مع نمو قوة منظمة "الإيباك" بعد صفقة الأواكس. كل هذا جعل من ريجان الشريك المناسب لإسرائيل سياسياً، وعسكرياً، واقتصاديًا، حيث أصبح الترابط بين الاقتصاد الأمريكي والإسرائيلي في أقوى صوره، وتنامي حجم المساعدات الأمريكية لإسرائيل بشقيها العسكري، والاقتصادي، إضافة إلى الاستثمارات الأمريكية في إسرائيل، خاصة من المؤسسات اليهودية الأمريكية.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس