الموضوع: جندي أميـركي (1)
عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 03:05 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

جندي أميـركي 6 ـ فرانكس : المشكلة كانت القبول الباكستاني بطالبان وقبول مشرف ضمنيا بملاذ آمن من أفغانستان لـ«القاعدة»
قلت لتينيت : أود أن أجد سبيلا عمليا لمشرف لكي يمارس تأثيره على طالبان باتجاه الضغط على بن لادن * كان بن لادن في السابق يستخدم هاتفا عبر الأقمار الصناعية لكل شيء من تحديد مواقع قواته إلى الحديث مع والدته في السعودية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
في صباح الثلاثاء أواخر سبتمبر (ايلول) 2000 جمعت كبار مديري القياد الوسطى في مكتبي بتامبا لمراجعة موقف القيادة العملياتي تجاه القاعدة.
وكان مساعدي جنرال المارينز مايكل ديلونغ يجلس على كرسي مريح الى يميني، بينما يجلس جنرال الجيش كيث ألكساندر وجنرال سلاح الجو ساندي سانستروم على السرير الجلدي. واتخذ اخصائيون عديدون من مؤسسة المعلومات الاستخباراتية الحساسة مواقع لهم في كراسي. وكانت مجموعة من الأباريق والأكواب على منضدة الشاي.
سألت كيث ألكساندر : هل لدينا أية معلومات بشرية قيمة من أفغانستان ؟
أجاب: سيدي اتمنى لو انني استطعت ابلاغك بذلك. ولكن الحقيقة هي انه ليست لدينا مثل هذه المعلومات. وقد حصلنا على تقارير دورية من السكان المحليين ممن يعملون احيانا مع الوكالة، ولكن ما من شيء يرتبط بمعلومات حديثة.
الى ذلك كانت مجموعة عمليات ساندي ساندستروم قد حددت سلسلة من خيارات اهداف القاعدة اعتمادا على التصوير والمعلومات الالكترونية. وكان هذا يرتبط بمعسكرات تدريب معروفة أو محتملة، وما نسميه من ناحية متفائلة تسهيلات «الضيافة»، أي بعض البيوت والمكاتب التي كانت الأوساط الاستخباراتية تعتقد أن أسامة ومساعديه يقومون بعملهم فيها بين حين وآخر. ولم تعد ملاحقة القاعدة عبر التنصت على الاتصالات مهمة سهلة. ففي السابق كان أسامة بن لادن يستخدم هاتفا عبر الأقمار الصناعية لكل شيء من تحديد مواقع قواته الى الحديث مع والدته في السعودية. ولكن أسامة تخلى عن الممارسة بعد أن كشفت تسريبات الصحافة عن ان ضربات أغسطس(آب) من عام 1998 الجوية بصواريخ توماهوك، بعد تفجيرات السفارتين في شرق أفريقيا، قد استهدفت آخر موقع معروف لهاتفه. وتستخدم القاعدة في الوقت الحالي مجموعة من الهواتف السوفييتية المدنية التي تعمل على الموجات القصيرة المدى، وطائفة من هواتف موتورولا اللاسلكية، والرسائل الألكترونية التي ترسل من مقاهي الانترنت في دول العالم الثالث، اضافة الى وسائل الملاحظات القديمة.
واذا ما اخذنا بالحسبان نوعية معلوماتنا الاستخباراتية، فانني لم اكن مقتنعا بأن بوسعنا ان نقضي على القاعدة في أفغانستان باستخدام صواريخ كروز والضربات الجوية فقط. ولكنني وجهت العاملين في مجموعة عمليات ساندي الى العمل على نحو وثيق مع نائب الأدميرال ويلي مور، قائد بحريتنا لتحسين أوقات استجابة «قاذفات توماهوك» للحالات الضرورية.
واذا ما كان لنا ان نشن هجوما فعالا ضد القاعدة فقد كنت أعرف ان ذلك سيتطلب عمليات برية. وكان سيتعين علينا ان ندخل ونحصل على المعلومات ونتصرف في ضوء ذلك.
ولكن أية غارة من جانب القوات الهجومية الاستراتيجية كان ينبغي ان تكون قوية بما فيه الكفاية لالحاق الهزيمة بحلقة القوات الأمنية ذات القدرات والتسليح الثقيل المحيطة بأسامة بن لادن ومساعديه. وتتطلب مثل هذه العملية وحدات مهمات خاصة، أي تحليق طائرات على مناطق أكثر من دولة، والقيام باجراءات التنظيم والاعداد، ومعلومات دقيقة كافية تبلغنا عن الموقع الذي نستهدفه في ضرباتنا. والأكثر اهمية ان مثل هذه العملية تتطلب قرارات سياسية خطيرة. وكنت اعتقد ان بوسعنا ان نعالج موضوع الاستعداد وتحليق الطائرات، ولكن المصادقة الوطنية على شن عملية هجومية استراتيجية ذات مخاطر في أفغانستان، في ظل غياب معلومات دقيقة، لم يكن محتملا في عصر ما بعد مقديشو. وبالرغم من هذه العقبات، كنا نحل المشكلة. اعلم ان باكستان، ولاسيما هيئة الاستخبارات المشتركة، تحتفظ بعلاقات جيدة مع طالبان. وكانت خطوتي التالية هي زيارة اسلام اباد ولقاء الرئيس الباكستاني برويز مشرف. وكانت قواته المسلحة في حاجة لمساعدة، وكنا في حاجة لمساعدة منه ايضا. ربما يمكن التوصل لاتفاق.
ابلغت هيئة الاركان اننا في حاجة لاقامة علاقات اكثر قوة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية. ومهما كانت مشاكلهم، فإن هذه الوكالات لديها شخصيات جيدة، ذات فهم واضح للمنطقة، ونحن نحتاج للاستفادة من كل ما هو موجود في الترسانة الاميركية. وقلت لهم عقب انتهاء الاجتماع : «لا اعرف ما رأيكم ايها الرجال، ولكني في حاجة الى كل المساعدة التي يمكنني الحصول عليها». ان الافتقار الى معلومات استخبارية جديدة ومفيدة بخصوص القاعدة يمتد فيما وراء معلوماتنا المحدودة عن مخابئهم في افغانستان. كنا نعلم ان القاعدة تشكل خلايا، ليس فقط عبر العالم الاسلامي، ولكن في اوروبا ايضا، بل وفي اميركا الشمالية. وتشييد مثل هذا النوع من البنية الاساسية السرية يكلف اموالا. وتوجد تشريعات في الولايات المتحدة وفي الدول الحليفة في اوروبا لتجميد ودائع الارهابيين المعروفين، ووقف تدفق عمليات التحويل المصرفية بين المنظمات المعروفة بعلاقاتها بالارهاب. غير انه في اطار عدم قدرة المؤسسات المالية العالمية على وقف تدفق اموال تجارة المخدرات، لم اكن متفائلا. كان علينا ممارسة الضغط اكثر على الدول التي تسمح لملايين الدولارات في اطار التبرعات الخيرية للانتقال بسهولة الى حسابات القاعدة. ولكن هذه الدول لم تشعر حتى الان بنفس الالحاح الذي كنا نشعر به في الولايات المتحدة.
أضفت قضية التمويل الإرهابي إلى قائمة القضايا التي سأناقشها أثناء جلسات الشاي القصيرة في مواقع المسؤولية، وهي قائمة صارت طويلة وأنا أجهز لرحلتي إلى المنطقة في 12 أكتوبر(تشرين الأول) 2000 . وثمة حركة شعبية كبيرة سميت الانتفاضة الثانية، كانت تتفجر في كل أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة. وكانت قوات الدفاع الإسرائيلية تقاتل الفلسطينيين المسلحين ببنادق الكلاشنيكوف في شوارع الأراضي المحتلة، كما كان المواطنون الإسرائيليون يقتلون بفعل الهجمات الانتحارية.
يوم الأربعاء 11 أكتوبر، وهو اليوم السابق لسفري إلى المنطقة، تحدثت إلى جورج تينيت، مدير وكالة الاستخبارات المركزية على جهاز «STU-iii» وهو جهاز مشفر، ومباشر بين نقطتين، وهو الذي استخدمه في اتصالاتي بواشنطن. ونسبة لأن محطة توقفي الأولى في هذه الجولة ستكون باكستان، فقد كنت أريد أن أناقش معه الوسيلة الملائمة للتخاطب مع الرئيس مشرف.
قلت لتينيت:« جورج، من الناحية العملية، ستحاول باكستان إيجاد صيغة ما للتعايش مع طالبان، ما لم نقدم بديلا أفضل. ويقف مشرف هنا بين شقي الرحى: الهند من جانب وتعديل بريسلر من الجانب الآخر».
وكان الكونغرس قد أجاز عام 1985 تعديلا لقانون العون الخارجي، قدمه السناتور لاري بريسلر، يحظر العون المالي والعسكري على باكستان، إذا لم يقدم الرئيس الأميركي تقريرا سنويا يؤكد فيه أن باكستان لا تمتلك أسلحة نووية ولا تعمل على إنتاجها. وقد صار ذلك التعديل غير ذي موضوع في مايو «أيار» عام 1989 عندما اعلنت باكستان أنها أجرت خمس تفجيرات نووية، كنوع من الردع للهند والتي تملك مستودعا نوويا أكبر منها.
وقلت لجورج: «الرئيس مشرف رجل عسكري. كما أن أغلب الشخصيات الهامة في حكومته من العسكريين كذلك. وعليك أن تنظر على عالمهم من المنظور العسكري».
قال : أنا أصغي يا توم.
قلت : «أفغانستان توفر للباكستانيين ما نسميه (العمق الاستراتيجي). وذلك فضاء معركة للمناورة ولدعم القوات الباكستانية المقاتلة في عشية حرب أخرى مع الهند».
قال جورج : «هذا ما أبلغني به العاملون معي».
وكانت المشكلة مع القبول الباكستاني بطالبان، بالطبع هي أن حكومة مشرف كانت أيضا تقبل، ضمنيا، الملاذ الآمن الذي توفره أفغانستان للقاعدة.
قلت : «جورج، أود أن أجد سبيلا عمليا لمشرف لكي يمارس تأثيره على طالبان باتجاه الضغط على بن لادن».
قال : «نحن نعمل بجهد من أجل ذلك يا توم».
قلت : «اذا كنتم موافقين فسأنسق مع رئيس محطتكم في اسلام آباد».
قال : «أوافق على ذلك. سنقوم بذلك معا».
وفي اطار الرهان المحفز في اسلام آباد، اعتزمت الاشارة الى أن الولايات المتحدة قد تساعد باكستان على تحديث قواتها التقليدية وبالتالي تقليص اعتمادها على الأسلحة النووية.
وبما أنني ذهبت الى فراشي متأخرا تلك الليلة، فقد ملأت بطاقتي اليومية بالتحديات والفرص في انتظار للصباح التالي ومن قبل ان أخلد الى النوم. وفي مجال التحديات، وفي صيغة خواطر لاحقة تقريبا، كتبت: «تذكر اجراءات حماية القوات».
* نقرأ لوحة رقم السيارة من الفضاء ولكننا لا نعرف شيئا مفيدا عن الأشخاص الموجودين داخلها
* قال مستشاري الخاص توم ايكرت، في معرض حديث عن المعلومات المتصلة بالقاعدة ، وهو ضابط كبير في وكالة المخابرات المركزية ، وصلتي المباشرة بمدير الوكالة جورج تينيت،: «معظم مصادر الوكالة في أفغانستان هم مع تحالف الشمال»، وتوجه الى خارطة لتوضيح الوضع وقال: «هنا المنطقة القريبة من الحدود مع أوزبكستان وطاجيكستان. القاعدة عموما موجودة في الجنوب وطالبان في منطقة البشتون المحيطة بقندهار وجلال آباد».
وأكمل كيث الكساندر بالقول: «كما تعرف سيدي فان تحالف الشمال هو زواج اضطراري اكثر منه تحالفا. انهم، في الواقع، جماعة من المليشيات من قبائل البانجشيرية والطاجيكية والأوزبكية ممن جمعهم الجنرال احمد شاه مسعود معا عبر شخصيته الجذابة».
واهتزت الرؤوس في اشارة للاتفاق مع مثل هذا التقييم.
واضاف توم ايكرت قائلا: «لدى وكالة المخابرات المركزية أشخاص بين ذلك التحالف عبر توفير بعض الأموال والمواد. ومقابل ذلك يقوم التحالف بمقاتلة طالبان. ولكن كيث على حق. المشكلة هي ان نفوذنا في الشمال. ونحن أقل تأثيرا بكثير على البشتون في الجنوب. ان الكثير من قادتهم في باكستان ، وليست هناك مقاومة متماسكة في جنوب أفغانستان. ونحن نعاني بسبب مصادر المعلومات البشرية».
أجبت «فهمت ذلك».
كانت المعلومات الاستخباراتية البشرية مشكلة منذ عمليات تطهير ما بعد حرب فيتنام في مؤسساتنا الاستخباراتية. ففي أواخر السبعينات كانت وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي تركزان على المعلومات «التكنيكية» عن طريق التصوير من الطائرات والأقمار الصناعية، وعلى عمليات اعتراض سبل الاتصالات الإلكترونية. فقد كان بوسعنا أن نقر لوحة رقم السيارة من الفضاء ولكن لا نعرف شيئا مفيدا عن الأشخاص الموجودين داخل السيارة. وكان بوسعنا التنصت على محادثة عبر هاتف محمول في طهران ولكن لا فكرة لدينا عمن كان يتكلم.
ومنذ أن كنت مرشحا لمعهد الضباط في فورت ستيل أدركت أهمية الاستهداف الدقيق. وشأن جميع القيادات القتالية فان القيادة الوسطى لديها خطط طوارئ. فالضربات الجوية التي استخدمت صواريخ توماهوك والطائرات القاذفة ضد أهداف القاعدة في أفغانستان كانت من بين خططنا. وكانت مشكلتنا هي الوصول الى الأهداف في الوقت الدقيق المحدد.
* هيو حذرني من كلارك قائلا: مصاب بتضخم الذات وبقاؤه في محاربة الإرهاب لفترة طويلة جعله يعتقد بأن مكافحته ملكية شخصية له
* كان اتصالي برئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال هيو شيلتون لطيفا ومفيدا. فقد عرفت هيو منذ أيام عملي في رئاسة الجيش الأميركي عندما كان هو قائدا لشعبة العمليات الخاصة. وقد عمل هيو، الطويل القامة، والمخشوشن نوعا ما، مرتين في فيتنام كواحد من أصحاب القبعات الخضراء، وكقائد فصيلة من المظليين، وذلك قبل صعوده المستمر في السلم القيادي. وكثيرا ما فسر البعض نغمة هيو الهادئة وطريقته الجنوبية في التصرف باعتبارها دليلا على افتقاره إلى الذكاء. وهذا خطأ كبير. فقد كان هيو يستوعب الشؤون العسكرية والسياسية بنفس الدرجة التي تتوفر للخاصة من أهل واشنطن، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.
وعندما ذكرت له أن إدارة مكتبي نظمت مقابلة هاتفية مع رتشارد كلارك بعد ظهيرة ذلك اليوم، قطب هيو حاجبيه. وقال لي:
تومي، الوزير كوهين يفضل أن ينسق القادة العسكريون مقابلاتهم مع المسؤولين المدنيين من خلال مكتبه، وهذا يصح وينطبق بصورة خاصة مع ديك كلارك.
وقد استمعت إلى نصيحته، لأن واشنطن كانت تمثل أرضا جديدا وخاصة على مستوى القيادات. وأضاف هيو قائلا: مكث كلارك في موقع محاربة الإرهاب لفترة طويلة جدا، جعلته يعتقد أن مكافحة الإرهاب ملكية شخصية بالنسبة إليه، وأنه يعرف عن الموضوع أكثر مما يعرفه أي مسؤول حكومي آخر. ولكنه يحب الكلام، ويذكر لك أسماء لا حصر لها ، وله فكرة مضخمة جدا عن نفسه. ولكنه وفي كثير من الأوجه ليس عمليا. حاول أن تكون حذرا جدا عندما تتعامل معه.
شكرت هيو على هذه النصيحة.
وكان سكرتير فرانك قد قال للمسؤولين في مكتبي إنه سيقابلني بمكتبه بالبيت الأبيض. ولكن سائق البنتاغون أخذني إلى بناية المكتب التنفيذي، وهو مبنى مستقل متصل بالجناح الغربي. ونهض فرانك لمصافحتي.
قال: جنرال فرانكس، مرحبا بك.
والتفت فأدخل في الدرج ملفا مكتوبا عليه «سري للغاية». وقلت لنفسي إن الرجل له حاسة أمنية متيقظة. وهي صفة إيجابية في رجل يضطلع بمكافحة الإرهاب. كان كلارك يتحدث بسرعة وبتركيز شديد، وكأن لديه معلومات خاصة وحاسمة عن مهمتي. وعندما كنت أنظر إلى شعره الأبيض وعينيه النافذتين ومظهره الجاد، تذكرت أحد الممثلين وهو يؤدي دور مسؤول حكومي كبير يحاول حل أزمة كبيرة.
كان موضوع النقاش القاعدة وطالبان. وبدأ كلارك باستعراض المعلومات الاستخبارية المتاحة، ومع أن تلك المعلومات وصلت مؤخرا إلا أنها ربما لا تكون دقيقة. وقد وصف لي النجاح الذي حققته هجمة صواريخ توماهوك في أفغانستان، ولكنه لم يكن لديه ما يقوله عن الهجوم على مصنع للدواء في السودان. وقلت لنفسي : هذه مسألة مثيرة للانتباه. فقد تداولت الأخبار أن المعلومات التي بنيت عليها ضربة ذلك المصنع في السودان استندت الى معلومات خاطئة، وان المصنع لم تكن لديه أية صلة بالأسلحة الكيماوية. وتساءلت عما إذا كان كلارك يعتقد كذلك بأن تلك الضربة حققت قدرا من النجاح.
ثم دار النقاش بعد ذلك عن الإمارات العربية المتحدة، وهي أحدى الدول الثلاث التي تبادلت العلاقات الدبلوماسية مع طالبان وقدمت لها بعض العون المالي. «الدولتان الأخريان كانتا باكستان والمملكة العربية السعودية». وقد حدثني كلارك عن علاقاته الحميمة مع الأسرة المالكة في ابوظبي، وأكد لي وجود علاقة مباشرة بين أبو ظبي وطالبان، وقال لي إن تلك العلاقة كانت مفيدة جدا بالنسبة إليه في بحث قضية بن لادن.
استمعت إليه من دون تعليق. ثم سألته عن المعلومات الاستخبارية عن القاعدة. قلت: ديك، من أجل أن تتمكن القيادة الوسطى من رسم خطط عملية للحرب، فإننا نحتاج إلى معلومات استخبارية قابلة للاستخدام. فصواريخ توماهوك قادرة على ضرب المواقع التي تحدد لها بصورة مسبقة. ولكن التقرير الذي يقول إن أسامة بن لادن ربما يكون قد قضى ليلته في ذلك الكهف، لا تمثل أهدافا محتملة. وربما تساعدنا مثل هذا التقارير على الوصول إلى نمط محدد لتحركاته، ولكننا نحتاج إلى معلومات دقيقة ومحددة زمانا ومكانا حتى نستطيع استهدافه.
ابتسم كلارك ابتسامة العارفين وقال إنه يملك « تقنيات» يمكن أن تساعد في حل هذه المشكلة. واستنتجت مباشرة أنه يقصد طائرة الاستطلاع «بريديتور»، والتي تستطيع أن تحلق لساعات فوق أرض العدو وترسل صورا شديدة الوضوح ليلا ونهارا. وكانت «سي آي إيه» تحاول تسليح بريديتور بصواريخ هيلفاير، وقلت لنفسي إن هذا سيكون سلاحا خطيرا جدا. ولكني تذكرت في نفس الوقت الحكمة العسكرية التي تقول : «من الخطير عدم التمييز بين الرغبة والقدرة».
وتساءلت عما إذا كان ديك كلارك قد سمع بهذه الحكمة.
كنت حريصا على تدمير القاعدة. ولكن زيارتي لكلارك لم تقدمني خطوة واحدة تجاه هذا الهدف. وقد غادرت مكتبه وأنا أتمنى أن يكون حديثي عن الحلول العملية للمشاكل الحقيقية قد دفعه إلى التركيز على أهداف محددة يمكن ضربها. ولكني أحسست أن ديك ممتاز في تحديد المشكلة ولكن ليس في إيجاد الحلول العملية لها.

 

 


   

رد مع اقتباس