عرض مشاركة واحدة

قديم 06-04-09, 08:49 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي قصف مدينة حلبجة(كوردستان)بالكيمياوي



 

يوم السابع عشر من آذار (مارس) في العام 1988، تم القاء القنابل الكيمياوية على مدينة حلبجة الواقعة علي مبعدة 260 كيلومترا شمال شرقي بغداد. بعد فترة وجيزة، لاح مشهد المدينة منقطاً بالجثث. ممددون على الأرض، احتضن أفراد كل عائلة بعضهم بعضاً. حملت النساء أطفالهن الجامدين، وقد أخذن على حين غرة بالموت الرهيب. وجوه الاطفال الخالية من الريبة والشك، كانت داكنة بتأثير الغازات السامة. واذ هزت الصور الملتقطة للمدينة المنكوبة العالم، أصبنا بالذهول لما حل بأهلنا. لما حل بسكان حلبجة المدنيين. وتلت الأحاسيس الأولى الرغبة بالتعبير عن المشاعر المختلطة في أعماقنا من غضب ومرارة وعجز واستنكار وادانة وحتى اعلان البراءة من كل من ساهم في ارتكاب الجريمة المروعة.

الموقف الامريكي

في العام 1988 عقد المسؤول في الخارجية الاميركية انذاك، تشارلز ريدمان، مؤتمرا صحفيا قال فيه:ان الولايات المتحدة مقتنعة بأن العراق قد إستخدم الأسلحة الكيمياوية في حملته العسكرية ضد المتمردين الأكراد. وأضاف، نحن لا نعرف المدى الذي إستعملت فيه تلك الأسلحة، ولكن إستعمالها في هذه الحالة مستهجن وغير مبرر، لذا فنحن نعبر عن قلقنا الشديد إلى الحكومة العراقية التي تعرف جيداً موقفنا من إستعمال الأسلحة الكيمياوية بإعتباره غير مبرر وغير مقبول

جيفري غولدبيرج Jeffrey Goldberg كتب في 25 آذار 2002 قصة من 18 ألف كلمة أسماها : الرعب الأكبر نشرتها مجلة نيويوركر، ووضعت على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية، عن عمليات الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأكراد. تمتلئ قصة غولدبيرج بالأحداث المرعبة حيث ذكر على سبيل المثال، أن امرأة تدعى حميدة محمود ماتت وهى ترضع طفلتها ابنة العامين، ثم ذكر قول منظمة مراقبة حقوق الإنسان إن حملات الهجوم التي شنها الرئيس صدام حسين على مواطنيه تؤكد أن هذا هو الزمن الوحيد منذ محرقة النازيين الذي استخدم فيه الغاز السام لإفناء النساء والأطفال

تفاصيل الجريمة

لعل من أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الكردي هي جريمة ضرب مدينة حلبجة الكردية بالأسلحة الكيماوية، حيث قام النظام بجريمته هذه قبل نهاية الحرب التي شنها نظام العفالقة على إيران، وذلك عندما أشيع للنظام بأن القوات الإيرانية ستدخل مدينة حلبجة بمعونة الأكراد عندها أصدر صدام أوامره بضرب المدينة الآمنة بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة، فقتل ما لا يقل عن (5000) مواطن كردي أعزل من السلاح، بينهم مئات الأطفال والشيوخ والنساء الذين لا ذنب لهم، وتعتبر هذه الجريمة من سلسلة الجرائم التي ارتكبت بحق أبناء هذا الشعب بعربه وأكراده وسائر قومياته.

كما تبعتها سلسلة من الجرائم الخطيرة ضد الأكراد، تمثلت في هدم عدة قرى كردية ومسحها عن وجه الأرض بحجة أنها تقع على الحدود مع إيران، وقام نظام صدام بقتل الآلاف من الأكراد في عمليات تعرف بالأنفال سيئة الصيت، هذا فضلا عن استمرار سياسة التطهير العرقي بحق الأكراد الساكنين في المدن الكردية، وبخاصة من مدينة كركوك عبر اتباع نهج عنصري إجرامي في سبيل تغيير قومية الأكراد.

شهادات من قلب الفاجعة


روى أحد الناجين من هذه الجريمة قائلاً:

لقد غض المجتمع الدولي الطرف عما جرى في حلبجة؛ لأن صدام كان آنذاك يحارب إيران. لقد نجوت من القصف بالغاز بأعجوبة فعندما هاجمت الطائرات العراقية المدينة وذلك في يوم (16 آذار 1988م) وقد كانت مدينة حلبجة تزخر بالحياة والحركة، أتذكر هدير الطائرات التي ألقت قنابل الموت، والقصف الذي نفذ آنذاك أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة آلاف مدني على الفور، غالبيتهم من الأطفال والنساء. ودفن عدد كبير منهم في مقابر جماعية حول التلال المطلة على المدينة بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية.

رأيت مشاهد لن أنساها طوال العمر، فقد بدأ القصف بصوت قوي غريب لا يشبه بشيء انفجار القنابل، ثم دخل أحدهم إلى منزلنا صارخا: الغاز، الغاز، وقد صعدنا في السيارة على عجل وأغلقنا نوافذها، واعتقد أن السيارة سارت على الجثث الأبرياء، وكان بعض الأشخاص يتقيئون سائلا أخضر اللون وبشرتهم تميل إلى السواد وتصبح متورمة، في حين أن آخرين أصيبوا بهستيريا وراحوا يقهقهون قبل أن يسقطون من دون روح، ثم شممت رائحة تفاح وفقدت الوعي. وعندما استيقظت، كانت الجثث متناثرة حولي بالمئات.

 

 


 

   

رد مع اقتباس