الموضوع: عالم القنابل
عرض مشاركة واحدة

قديم 01-09-09, 05:53 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مكونات القنبلة الكهرومغناطيسية.


كما قلنا، تسمّى القنبلة الكهرومغناطيسية أيضاً بقنبلة الفقراء، نظراً لبخس تكاليف إنتاجها قياساً بتكاليف تصنيع القنابل الأخرى (400 دولار تكلفة إنتاج القنبلة الواحدة)، وهو ما سيمكن أية جهة من امتلاك هذه القنبلة، بل إن مكونات هذه القنبلة بسيطة من الناحيتين التقنية والعلمية، بحيث سيمكن إنتاج شكل مبسّط منها من قِبَل أي معمل صغير للأسلحة، وتتألّف هذه المكونات كما يلي:

1. مولّدات ضاغطة للمجال عن طريق ضخ المتفجرات Generators Explosively Pumped Compression، وهي مولدات تستطيع إنتاج طاقة كهربائية تقدر بعشرات الملايين من (الجول) خلال زمن يتراوح بين عشرات ومئات الميكروثانية في حزمة مدمجة، وينتج عن ذلك أن تصل القيمة القصوى للقدرة إلى عشرات التيروات (التيروات يساوي 12810 وات)، وتتراوح شدة التيار الناتج عن هذه المولّدات (100) ضعف التيار الناتج عن البرق أو الصاعقة.

وتتركز الفكرة الأساسية في هذه التقنية على استخدام متفجرات تقوم بضغط المجال المغناطيسي، ويتم إنشاء المجال المغناطيسي البدئي قبل بداية تشغيل المتفجرات بواسطة تيار البدء، الذي يمكن الحصول عليه من مصدر خارجي، مثل: مجموعة مكثّفات جهد عالي، أو مولّد مغنطة ديناميكية، أو أي جهاز قادر على إنتاج نبضة تيار في حدوث ملايين من الأمبيرات. ويبدأ الجهاز عمله بإشعال المتفجرات عندما يصل تيار البدء إلى أعلى قيمة له، ومن ثم ينتشر التفجير عبر المتفجرات الموجودة في حافظة تتحول إلى شكل مخروطي، مما يؤدي إلى ضغط المجال المغناطيسي المتولد، والنتيجة تكون نبضة كهربائية تصل إلى قيمتها القصوى قبل تدمير الجهاز.

2. مولّد المغنطة الديناميكية الهيدروليكية ذات الدفع من المتفجرات أو الوقود النفّاث Explosive and prepellant driven MHD Generators، ولا يزال تصميم هذه المولدات في مراحل بدائية والأبحاث العسكرية التطويرية تدور حول تطوير هذه المولدات، والفكرة الأساسية في عمل هذه المولدات تتلخص في أنه عند تحرّك موصِّل معدني في مجال مغناطيسي تتولّد قوة دافعة كهربائية، وبالتالي تيار في اتجاه عامودي على اتجاه الحركة وعلى اتجاه المجال المغناطيسي، وفي هذا النوع يكون الموصِّل المعدني هو البلازما، أي الحالة الرابعة للمادة الناتجة عن اللهب المتأيِّن للمتفجرات أوغاز الوقود النفّاث، والتي تنتشر عبر تيار المجال المغناطيسي الذي سيتم تجميعه بواسطة أقطاب كهربائية تلامس نفاث البلازما.

هذه هي مكوّنات عمل القنبلة الكهرومغناطيسية، وهي كما نرى مكونات بسيطة، ومع ذلك، هناك عوائق كثيرة مازالت قائمة أمام تصنيعها بشكل تام، منها أن المولِّدات الضاغطة للمجال لها فاعلية تقنية في توليد نبضات كهربائية عالية القدرة، ولكنها بطبيعة تكوينها لا تستطيع أن تنتج هذه النبضات بترددات أكبر من (1) ميكا سيكل-ث، وهي ترددات منخفضة مهما كانت شدتها، ومن ثم فإنها لا تتيح مهاجمة الأهداف التي تتطلب ترددات أعلى من ذلك، وهذه المشكلة يتم العمل على التخلُّص منها بواسطة تقنيات الميكرويف ذات القدرة العالية hpn من خلال مولّدات خاصة يتم العمل على إيجادها، ومنها المولد "مذبذب المهبط التخيُّلي" (Vercator)، حيث تهدف الأبحاث إلى إكساب هذا المولد شعاعاً إلكترونياً ذا تيار عالٍ لعجلة تسارعية في الحركات من خلال شبكة مصدر، وعند عبور عدد كبير من الإلكترونيات لهذا المعبر تتكون خلفه فقّاعة شحنات بتردد متناه القصر "ميكرويف"، فإذا ما تم وضع هذه الفقاعات من الشحنات في فجوة رنين يتم توليفها بعناية، يمكن استخراج طاقة الميكرويف من هذه القيمة من خلال فجوة الرنين، ونظراً لأن تردُّد الذبذبة يعتمد كلياً على مدلولات وقيم الشعاع الإلكتروني، فإنه يمكن توليف هذا الجهاز Vercator على تردّد، بحيث يساعد فجوة الرنين في تقوية الشكل المناسب للموجة.

من هذا يمكن القول إن التطوير الجاري الآن على القنبلة الكهرومغناطيسية لا يبحث في شيء غير موجود، بل في سبل التغلُّب على المصاعب الموجودة في هذا الشيء، ومنها تعظيم وزيادة فترة القدرة القصوى للإشعاع الكهرومغناطيسي للقنبلة، وذلك باستخدام أقوى المولِّدات الضاغطة للمجال، أو أقوى مذبذب للمهبط التخيُّلي، وكذلك تعظيم كفاءة اتصال القنبلة بالهدف، فنظراً لتنوُّع طبيعة الأهداف وتعقيداتها التقنية، يتم الآن دراسة كل حالة على حدة طبقاً لحزم الترددات الناتجة عن كل سلاح، كما أنه لتعظيم كفاءة اتصال القنبلة بالهدف، وخصوصاً في حالة القنابل ذات التردُّد المنخفض التي يتم فيها استخدام مولّدات ضغط المجال، فإنه يجب استخدام هوائي كبير للغاية. وعلى الرغم من أن القنابل الكهرومغناطيسية يكون لها إشعاع كهرومغناطيسي على مدى واسع من الترددات، فإن معظم الطاقة المنتجة تقع في حيز الترددات الأقل من (1) ميجا هيرتز، وبالتالي فإن الهوائيات المدمجة لا يمكن استخدامها. وأحد الخيارات المطروحة لحل هذه المشكلة هو إطلاق كرة ملفوف عليها كابل، بحيث ينحل الكابل عدة مئات من الأمتار في حين تكون أربعة هوائيات شعاعية في مستوى أرضي تخيّلي حول القنبلة، بينما يستخدم هوائي محوري لبثّ الإشعاع من المولد الضاغط للمجال.


أجيال وتطوير.


إنها مصاعب تجري الأبحاث والتجارب حول تذليلها، وحتى بدون تذليل المصاعب القائمة حالياً فإن هذه القنبلة قد صارت أمراً واقعاً، واستخدم الجيل الأول منها على سبيل التجربة وعلى نطاق محدود بواسطة صواريخ توماهوك لضرب شبكات الرادار في شمال العراق، وفي عام 1999م، ظهر الجيل الثاني من هذه القنابل تحت اسم (S.b.u-94)، وتم استخدامها بواسطة قوات الناتو في ضرب أهداف داخل يوغوسلافيا السابقة، ومن بينها شبكات الكهرباء وأنظمة الرادار وشبكات الدفاع الجوي وأنظمة الاتصالات التابعة للجيش الصربي الذي كان في ذلك الوقت من أقوى جيوش أوروبا، أما الجيل الثالث وما بعده من هذه القنبلة فهو الآن طي الكتمان الشديد والسرِّية المطلقة.

وقد رأى الخبراء العسكريون الأمريكيون أن نتائج استخدام القنبلة الكهرومغناطيسية في التجربتين لم يكن مُرضياً، ذلك أن تأثير القنبلة الواحدة كان محدوداً ولم يتجاوز الكيلومتر الواحد، وهو ما يتطلب استخدام عدة قنابل في كل مرة.
وقنابل الجيلين الأول والثاني يمكن إسقاطها من الحوّامات أو الطائرات باستخدام التقنية المستخدمة في إسقاط القنابل التقليدية نفسها، مثل تقنية الانزلاق الشراعي والتوجيه الملاحي بواسطة الأقمار الاصطناعية، وتحتل القنبلة الكهرومغناطيسية الحجم والمساحة المخصصتين للمتفجرات في الرأس الحربية.

وهناك نموذجان معروفان من القنبلة الكهرومغناطيسية:

النموذج الأمريكي E.M.B، ويعتمد مبدأ النبضات الكهرومغناطيسية، والنموذج البريطاني H.B.M، وهو أكثر شهرة من النموذج الأمريكي، وهو خاضع للأبحاث منذ عدة سنوات في مقاطعة (كنت) البريطانية من قِبَل إحدى الشركات البحثية وبتمويل من الجيش البريطاني.

تستخدم القنبلة الكهرومغناطيسية البريطانية موجات الميكروويف عالية الكثافة، وبحسب الشركة المكلَّفة بالتطوير، فقد تم في عام 2000م تصنيع نموذج يمكن إطلاقه بواسطة المدفعية الثقيلة عيار (155) ملم، أو بواسطة قواذف صواريخ. وهذه القنبلة الجديدة يتم تفجيرها عن بعد فوق الهدف لتفتح هوائياتها وتقوم بإطلاق نبضات عالية من موجات الميكروويف تصل قوتها إلى بليون وات في الجزء الواحد من الثانية، وهو ما يؤدي إلى شلّ وتدمير كل مظاهر التطور والتكنولوجيا في محيط الهدف، سواء كانت عسكرية أم مدنية.

وعلى عكس القنبلة الأمريكية، فإن القنبلة البريطانية لا يمكن استخدامها بواسطة الطائرات المقاتلة، لأنها قد تشكِّل خطورة على الطيارين أنفسهم بسبب التشويش الذي تسببه على الأجهزة الإلكترونية في الطائرات، وهو ما يؤدي إلى عدم قدرتهم على التحكُّم فيها وبالتالي سقوطها.

تنفجر القنبلة البريطانية على مرحلتين: الأولى بعد وصولها فوق الهدف، مما يؤدي إلى توليد كميات هائلة من موجات الميكروويف تنتشر في طبقات الجو العليا، وكلما انتشرت هذه الموجات اكتسبت مزيداً من القوة وسرعة الانتشار بسبب تفاعلها مع الأوكسجين والنيتروجين. ومع المرحلة الأولى من الانفجار تبدأ المرحلة الثانية، حيث تنطلق مجموعة أخرى من القنابل صغيرة الحجم لتتناثر فوق الهدف مباشرة وتحدث الأثر التدميري نفسه للقنبلة الرئيسة، وهو ما يعني القضاء على الهدف تماماً.


المشكلة الأكبر.


يعدّ المعوّق الرئيس لاستخدام القنبلة الكهرومغناطيسية حتى الآن هو احتمال تعرُّض المهاجمين أنفسهم للضرر عندما يكونون بالقرب من مكان الهجوم، وتعرف هذه الظاهرة في المصطلحات العسكرية ب (السلاح ذو الحدين)، فبسبب القِصَر الشديد لموجات القنابل الكهرومغناطيسية فمن الصعب جداً توفير الحماية ضدها، وخصوصاً أنها تستطيع المرور من أضيق فجوة، كما أن الأثر السريع جداً لهذه القنبلة لا يتيح للطائرة التي تلقيها فرصة الابتعاد عن تأثيرها بعد انفجارها، فالتأثير يحدث بعد الانفجار خلال جزء من الثانية، وسرعة وصوله للطائرة التي رمته أسرع من سرعة الطائرة نفسها مهما كانت سرعتها، وبالتالي لن تستطيع الطائرة الابتعاد.

إنها أكبر مشكلة يواجهها استعمال القنبلة الكهرومغناطيسية، ولذلك لا يمكن التفكير باستعمالها جدياً إلاّ بعد تأمين وسائل وقاية ودفاع ضدها تؤمِّن الحماية من الإشعاع الكهرومغناطيسي، وهناك الآن فكرة أساسية تشكِّل محور الأبحاث في هذا المجال، وهي مأخوذة من مبدأ حماية الطائرات المدنية من الصواعق والبرق، وإحدى هذه الأبحاث تدور حول تدريع المعدات، وذلك بإحاطة المكوّنات الحسَّاسة في رباط من مادة موصِّلة (كمعدن) تؤدي إلى تفريغ المجالات الكهربية والمغناطيسية من شحنتها، وهناك فكرة أخرى تتمثل في استخدام هوائيات تمتص الطاقة بعيداً عن المكوِّنات الحساسة وتفرغها في الأرض. وهذا يعني أنه يجب تدريع جميع الأسلحة، والمعدات، والأجهزة الإلكترونية، والحواسيب، والمحوِّلات، والسيارات، والطائرات المدنية والعسكرية، والهواتف، والمولِّدات، والمحولات الكهربائية، والرادارات ... إلخ، بمواد موصِّلة، وهو ما يعني إعادة النظر في جميع الأسلحة، والمعدات، والأجهزة الحربية والمدنية الموجودة حالياً لحمايتها قدر الإمكان، أو استخدام أعداد كبيرة وغير محددة من الهوائيات الماصّة للطاقة، وهو أمر شبه مستحيل، بالإضافة إلى الكلفة الخيالية لهذا أو بعضه.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس