عرض مشاركة واحدة

قديم 18-07-09, 07:40 PM

  رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

سياسة "ورقة التوت"

بعد شهادة "جان سينجا" الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي، جاء دور الكولونيل الأمريكي المتقاعد "فيليب كورسو"، الذي كان مديراً لأجهزة الاستخبارات الأمريكية أثناء الحرب الكورية في القيادة الشرقية، وبعد تأكيده على أنه كان يعرف بوجود عدة قوافل من أسرى الحرب الأمريكيين في الحرب الكورية، الذين جرى تحويلهم إلى الاتحاد السوفيتي السابق، حيث مورست عليهم عمليات غسل دماغ، وارتكبت في حقهم أشنع الفظاعات، أضاف: "عند عودتي إلى الولايات المتحدة جرى تعييني في مجلس تنسيق عمليات البيت الأبيض، وفي مجلس الأمن القومي، حيث كان اهتمامي بجميع المشروعات الخاصة بأسرى الحرب الأمريكيين، وقد اكتشفت عندها أن السياسة الأمريكية منعت الانتصار في كوريا، وكانت تلك السياسة معادلة لحالة شك حقيقية، وقد صرفت جهودنا من أجل استعادة أسرانا من العدو، بما في ذلك الاتحاد السوفيتي، وبعد سنوات، تحدثت عن ذلك الوضع مع وزير العدل في مكتبة، وقد شاطرني الرأي، وقد أسمينا تلك السياسة بسياسة (ورقة التوت)، وفي عام 1953م، كان هناك (500) أسير أمريكي بين مريض وجريح، على بعد (15) كيلومتراً من نقطة مبادلة السجناء، لكن لم تتم مبادلتهم أبداً".

ويضيف (فيليب كورسو) : "عندما كنت في الخدمة في القيادة الشرقية، تلقيت العديد من التقارير التي أكدت أنه جرى تحويل أسرى الحرب الأمريكيين إلى الاتحاد السوفيتي، وقد تنوعت مصادر تلك التقارير من أسرى حرب صينيين أو كوريين شماليين، وتقارير عملاء لنا، ومحاضر لوطنيين صينيين، ومن الهاربين والأسرى الأمريكيين الذين عادوا".

مخزون الأسلحة الكيميائية والبيولوجية

أعدت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تقارير حول المخزون الهائل الذي كان يمتلكه الاتحاد السوفيتي السابق في نهاية الحرب العالمية الثانية من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، وخصوصاً في أوكرانيا، ومنطقة الأورال، والجمهوريات الإسلامية آنذاك. وقد أكدت تلك التقارير أن السوفييت كانوا قد كدسوها هناك، تحسباً لاحتمال نشوب نزاع مع الصين، وقد وجدت وثائق عديدة تعود لأجهزة الاستخبارات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت تتحدث بالتفصيل عن القدرات السوفيتية في مجال التسليح البيولوجي، وكانت أهم المختبرات السوفيتية موجودة على ضفاف نهر الفولجا. ويتحدث أحد تلك التقارير عن أنه كان يتم حقن الفئران بجراثيم الطاعون، ثم يتم قذفها بصناديق تتحطم عند ملامستها الأرض، وبذلك تتحرر الفئران لتشيع المرض على نطاق واسع.

وأكدت تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على أن الصين كانت قد كدست أيضاً كميات كبيرة من الأسلحة البيولوجية، وأطلقت برامجها في هذا الميدان منذ عام 1940م، بعد أن كانت طائرة يابانية قد ألقت كميات كبيرة من الأرز والقمح المحشوة بمادة (الانثراكس) السامة على مدينة صينية، وبعد عام فقط، كانت مدينة صينية أخرى قد عرفت المصير نفسه، ولكن هذه المرة بحبوب أرز وقمح مضمَّنة بجراثيم الطاعون، وكانت أعداد الضحايا كبيرة في الحالتين.

وأثناء الحرب العالمية الثانية، لقي الآلاف من الجنود الصينيين حتفهم بسبب جراثيم متنوعة ألقتها الطائرات المعادية، لكن لم ترد الصين على ذلك بالمثل أبداً. وعندما اندلعت الحرب الكورية كانت خشية واشنطن كبيرة بعد ذلك من أن تستخدم الصين الأسلحة البيولوجية تلك المرة، مع التأكيد على أنه قد جرى اختبار جراثيم تؤدي للإصابة بأربعة أمراض من أجل استخدامها ضد كوريا الشمالية من قبل الأمريكيين، وهي أمراض الجمرة الخبيثة (الانثراكس)، والحمى المالطية (المتموجة)، و (الحمى التلرية) نسبة إلى منطقة تلار في كاليفورنيا، حيث ظهر المرض للمرة الأولى، (وداء الببغاء) الذي يمكن أن يصيب الإنسان أيضاً.
وكان تقرير قد صدر عن اللجنة العلمية الدولية للتحقيق في الوقائع الخاصة بالأسلحة الجرثومية في كوريا والصين - وهو تقرير منشور عام 1952م، ويتألف من (700) صفحة - قد وصل إلى نتيجة مفادها أن السكان الصينيين والكوريين جرى استهدافهم بالفعل بأسلحة جرثومية. كما أن ذلك التقرير تضمن قائمة بالأسلحة التي جرى استخدامها ضد كوريا الشمالية، وكان من أكثر الأسلحة استخداماً أقلام تحوي حبراً ملوثاً بالجراثيم المسببة للأمراض، وأيضاً ريش مغطَّى (بالانثراكس) (جرثومة الجمرة الخبيثة)، وبراغيث، وقمل، وذباب، تحمل كلها جراثيم الطاعون، والحمى الصفراء.

لندن على الخط

كان العالم الأمريكي (فرانك ولسون) قد قام بعدة أسفار إلى بريطانيا كي يدرس النشاطات الخاصة بالتسلح البيولوجي مع الدكتور (وليام سارغان)، المسؤول البريطاني عن ذلك القطاع في إطار جهاز الاستخبارات الانجليزية (إم آي 6). وفي أحد أسفاره - بتاريخ 9 مايو 1950م - ذهب إلى قاعدة تابعة للقوات الجوية البريطانية، التي كان يستخدمها آنذاك عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات البريطاني للانطلاق إلى أوروبا.

ويروي أحد التقارير أن أحد الباحثين البريطانيين شرح ل (ولسون) أنه كان يحاول الحصول على سم رعاف من مرارة تمساح، وأنه كان ينبغي للحيوان أن يكون حياً كي يكون السم فعالاً، لذلك فكر هذا الباحث أن يسأل مخازن شهيرة في لندن، والتي رفعت شعار: (نبيع كل شيء)، عمَّا إذا كان بإمكانها أن تستورد تمساحاً له من أفريقيا، ولم يتم تنفيذ تلك الفكرة، إذ رفضها رؤساؤه بسبب ما تحمله من مخاطر، واقترح باحث آخر في مجال الكيمياء مشروع خلط نوع من الأسمنت، كان شائع الاستخدام في البناء بالاتحاد السوفيتي بمادة تجعله يتفسخ فيما بعد، وأطلع (ولسون) في بريطانيا على العديد من السموم المستخدمة من القواقع البحرية وغيرها.

وكان (ولسون) قد وصل إلى إنجلترا في مايو 1953م، حيث حصل على ترخيص يسمح له بزيارة المناطق البريطانية والفرنسية والأمريكية في برلين الغربية، والتي كان يهم بالذهاب إليها، وقد رأى هناك - في برلين - للمرة الأولى استخدام أحد اكتشافاته على المدانين بأن يكونوا حقولاً للتجارب، وواجه (ولسون)، للمرة الأولى، حقيقة ما كان يفعله، ولم يخف أنه حضر عملية قتل المدانين بالتجارب التي كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تستخدمهالتجاربها في ألمانيا، وكان يطرح على نفسه الكثير من الأسئلة، وكان بحاجة إلى من يطمئنه حيال رغبته للحديث مع رؤسائه المباشرين عما رآه. وكان (ولسون) هو النموذج الكلاسيكي للعالم المخبر الذي يرى للتو النتيجة النهائية لعمله.

وبعد إقلاع (ولسون) مباشرة إلى الولايات المتحدة من إحدى القواعد التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية بالقرب من لندن، عمل الدكتور (سارغان) ما اعتبره واجبه، ونصح رؤساءه في الأجهزة السرية البريطانية بعدم السماح ل (ولسون) بالوصول إلى الأبحاث التي كانت تجري في مختلف المؤسسات السرية التي زارها سابقاً في بريطانيا، واعتبر (سارغان) أن (ولسون) قد أصبح شخصاً مؤهلاً للذهاب إلى وسائل الإعلام كي يكشف لها ما يجري، وأنه كان يعتبر ذلك واجباً وطنياً.

كان (سارغان) على دراية كاملة بأن التقرير الذي سوف يكتبه عن (فرانك ولسون) سوف يتم تحويله إلى رؤسائه في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وكان الأمريكيون والبريطانيون دائماً على درجة عالية من التلاحم حيال مثل هذا النوع من المشكلات.

وكان مما كتبه (سارغان) في ذلك التقرير، قوله: "إن (ولسون) كان مشوشاً بعمق مما رآه في أقبية وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في ألمانيا، وهناك عناصر مختلفة تدل على أنه لم يكن ينوي الاحتفاظ بسر ما قد رآه".

وقبل عدة أسابيع فقط من موت (فرانك ولسون) في 23 نوفمبر 1953م، كان الدكتور (ستانلي غوتليب) يركز أبحاث قسمه كلها حول مادة واحدة هي (ال. اس. دي)، وكان قد اكتشف أن جرعة صغيرة جداً من ذلك المخدر يمكن أن تعطي نتائج باهرة، إذ إن الذين يأخذونه يفقدون مفهوم الزمن والمكان الذي هم فيه، ويفقدون التمييز بين الخير والشر، أي إنهم يفقدون كوابحهم، ويكثرون من مزاعمهم، ويقولون بصوت عالٍ ما يجول في رؤوسهم، إن رجالاً أصحاء الجسد والعقل يصبحون مجانين مؤقتاً، وكان هناك رجل جرى خلط ما يشربه بقليل من هذه المادة، فتبدى له أنه يرى قوس قزح يخرج من الأرض، ووحوشاً تنبثق من الجدران، ثم سقط على الأرض وهو يصرخ ويقول: "إنني مستعد للاعتراف بأي شيء كي يتوقف ذلك".

هذه النتائج دفعت الدكتور (غوتليب) للتفكير بأنه قد ينبغي استخدام مادة (LSD)، في حالة (ولسون)، أي اعتباره (حقل تجارب)، إذ قد يمكن بذلك التعرف بسهولة أكبر على استعداداته، وقد جاء فى إحدى الوثائق أنه في مطلع نوفمبر 1953م، أخبروا (ولسون) أن عليه حضور ندوة مدتها ثلاثة أيام، حيث سيتم نقاش آخر التطورات التي وصل إليها مشروع الأسلحة السرية، وفي يوم 18 من ذلك الشهر، توجه إلى حيث سيتم عقد الندوة، وكان عدد الحضور حوالي اثني عشر شخصاً من المعنيين بالموضوع، وكان الجميع خبراء بالاغتيال.

وفي نهاية اليوم الأول، وعند العشاء أصر (غوتليب) - وهو خبير في عمليات الاغتيال - على أن يجلس (ولسون) بجانبه، وكان شديد اللطف معه، ثم عندما فرغوا من الطعام، دعاهم جميعاً لشرب كأس قبل الذهاب إلى النوم، وهكذا، عرف (غوتليب) النوع الذي يفضله (ولسون) ليعطيه في مساء اليوم التالي كأساً منه ممزوجاً بمادة (LSD)، وبعد عشرين دقيقة، أخذ (ولسون) يردد للجميع: "أنتم لستم سوى عصابة من الجواسيس، وينبغي علي أَلاَّ أوجه كلاماً لكم". ثم خرج وهو تحت تأثير المخدر وذهب إلى منزله، ولم يقل لزوجته عند وصوله سوى جملة واحدة، هي: "لقد كنت في عالم مختلف، وكنت مشوشاً جداً".

وفي اليوم التالي - وكان يوم أحد - أبدى (ولسون) مزاجاً أفضل، ودعته زوجته لحضور فيلم سينمائي، وكان عن رجل يناضل وحده ضد منظمة قوية، ولم يتفوه (ولسون) بكلمة واحدة عند العودة إلى المنزل، وذهب للنوم مباشرة، لينهض في صباح اليوم التالي مبكراً، ويغادر المنزل، وهو يقول لزوجته إن عليه الاهتمام بقرار حاسم، وعندما وصل إلى المكتب بادر رئيسه المباشر بقوله: "إما أن تطردونني أو أستقيل".

وفي أحد فنادق نيويورك، انتهت حياة (فرانك ولسون) ليلة 23 نوفمبر 1953م، وطويت القضية يومها على أساس أنه انتحر، إذ ألقى بنفسه من الطابق العاشر للفندق

المراجع:

- كتاب "الأسلحة السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية"، تأليف :(غوردون توماس).
- موقع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على شبكة الإنترنت www.cnn.com.
-www.bbcarabic.com
- www.aljazeera.nnnet

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس