الموضوع: الدبابة
عرض مشاركة واحدة

قديم 11-04-09, 01:51 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

لجأ الألمان للعديد من الإجراءات للحد من تأثير دروع الحلفاء، فقاموا بحفر الخنادق العريضة، ووجدوا عرضا بعض الذخائر المؤثرة، كما عمدوا لاستدراجها نحو عوائق رأسية، بغية التمكن من استهداف بطن الدبابة لملاحظتهم هشاشة تدريعه أمام الأسلحة الخفيفة، لكن ذلك لم يكن كافيا لتغيير مسار الحرب. كما ظهرت تصنيفات جديدة، فكانت الدبابة "الذكر" تسلح بمدافع متوسطة وثقيلة نسبيا، في حين كانت الدبابة "الأنثى" تزود بعدد كبير من الرشاشات الخفيفة بغرض حماية الأولى ومواجهة مشاة العدو كمهمة رئيسية لها. عانت هذه الدبابات البدائية من مشاكل عديدة، فلم تتجاوز سرعتها الـ 13 كم/س على الأكثر، كما كان لها اعتمادية منخفضة عموما لكثرة أعطالها الميكانيكية والفنية، وكمثال يكفي القول أنه ومن أصل 150 دبابة مارك-1 احتشدت في معركة السوم، فإنه لم تتمكن إلا 9 دبابات فقط من الإنطلاق في مرحلة الهجوم، نتيجة للمشاكل الميكانيكية.


ما بين الحربين: النشوء والإرتقاء.

خضعت الدبابات لسلسلة طويلة من التطويرات والتعديلات وخاصة خلال الثلاثينيات من القرن الماضي، وكان أكثرها تقدما تلك البريطانية، حيث ركزت المملكة المتحدة على إنشاء قوات مدرعة متفوقة، وقامت بعدد كبير من التمرينات الميدانية، لاختبار وتحسين تكتيكاتها، بينما لم تضف الولايات المتحدة الأمريكية الكثير في هذه الحقبة بسبب تفضيلها لسلاح الفرسان والذي كان يستنفذ معظم مخصصات الميزانية القليلة أصلا والمرصودة للمدرعات. كذلك كانت الحال بالنسبة لألمانيا وفرنسا، اللتين عانتا من اقتصاد مرهق بعد الحرب، عدا عن تدمير كامل ترسانة الأولى من الدروع بموجب بنود معاهدة فيرساي.

وهكذا انقسمت الدبابات إلى ثلاث فئات لدى الجيش البريطاني. وهي الدبابات الخفيفة والتي تراوحت أوزانها في حدود العشرة أطنان، ولها تسليح خفيف عادة لم يكن فعالا إلا ضد مثيلاتها واستخدمت في أدوار الإستطلاع. أما الدبابات الثقيلة فوصلت أوزانها لما يزيد عن الـ 60 طنا، وتمتعت بنسبة كبيرة من التدريع، على حساب سرعتها، حيث كانت مهمتها تأمين الإختراق الأولي لخطوط العدو وذلك بإسناد المشاة والمدفعية ضمن قوات الأسلحة المشتركة، لتندفع بعدها طوابير الدبابات المتوسطة للتغلغل، والتي روعي في تصميمها إعطائها قدرات حركية عالية ومدى عمل بعيد لتمكينها من عبور المسافات الطويلة نحو العمق المعادي لتدمير خطوط إمداداته ومراكز قيادته.

لقد كانت هذه الخطوات الأولى نحو تبلور مفهوم الحرب الخاطفة، وتقريبا تطور هذا المفهوم في دول عدة، إلا أن "هانز جودريان" قائد القوات المدرعة الألمانية يعتبر أول من وضع تلك النظريات في إطارها العملي، وحولها إلى تطبيق ميداني بنجاح هائل، والذي تأثر كثيرا بنظرية التقرب الغير مباشر للمؤرخ العسكري والمنظر البريطاني "ليدل هارت".


 

 


   

رد مع اقتباس