عرض مشاركة واحدة

قديم 19-05-09, 11:20 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المقاتل
مشرف قسم التدريب

الصورة الرمزية المقاتل

إحصائية العضو





المقاتل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مكوّنات العملية العسكرية

تتكون العملية الاستراتيجية {مستوى القوات المسلّحة غالباً} من عملية واحدة أو عمليتين، يمكن أن تكونا في اتجاه استراتيجي واحد، ولكن لكلٍ منهما نطاق هجومي، بحيث يكون مجموع مواجهة النطاقين مساوياً للمواجهة الكلية للقوات المسلحة، كما يمكن في هذه الحالة أن يكون عمق العملية الواحدة مساوياً لعمق العملية الاستراتيجية للقوات المسلحة. وقد تكون العمليات متتابعة، أي تتم الأولى لتحقيق المهمة المباشرة للقوات المسلحة، في حين تدفع الثانية لاستكمال المهمة العامة، ويطلق عليها المهمة النهائية للقوات المسلحة، والتي عادة ما تنطبق على الحدود السياسية للدولة. كما يمكن أن تُنفّذ المهمة المباشرة من خلال عمليتين تعبويتين متوازيتين، ثم تدفع قوات النسق الثاني مستندة على خط المهمة المباشرة للعمليات التعبوية، لتحقيق المهمة النهائية، وليس بالضرورة أن تكون على كل المواجهة، بمعنى أنها يمكن أن تكون على اتجاه واحد لاستكمال تدمير القوات المعادية واستعادة خط الحدود السياسية. وعادة ما تحتوي خطوط المهام المباشرة على أهداف حيوية استراتيجية، مثل: المدن السياسية، أو الإدارية، أو الاقتصادية... أو غيرها، أو موانئ بحرية هامة، أو قواعد جوية، أو مجموعة منها.

وكما أن هناك عمليات عسكرية برية، فإن هناك عمليات أفرع رئيسة للقوات المسلحة مستقلة، ويُطلق عليها المسمَّى نفسه، كأن تكون عملية جوية مستقلة، وقد تكون مدعومة بقوات بحرية أو برية صغيرة نسبياً بحسب طبيعة ومهام العملية .. وهكذا. ولعل هذا ليس غريباً، فلدينا في التاريخ أمثلة جيدة عن العمليات المستقلة للأفرع الرئيسة، فمثلاً الحرب الجوية التي سبقت عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، وهي هنا حرب لأنه قد اشترك فيها أكثر من (4000) طائرة من قواعد عدة في الخليج، ومن سطح الأسطول، ومن المحيط الهندي (دييجو جارسيا)، ومن البحر الأحمر، وشرق البحر المتوسط، ولندن، والقواعد الخاصة بملف الناتو في أوروبا؛ وكذا الضربة الجوية التي قام بها الأطلسي في كوسوفو والصرب بسبب التمييز والتطهير العرقي ضد المسلمين هناك وكذا الضربة الجوية لقوات الائتلاف ضد العراق عام 1992م لعدم التزامه بمنطقة الحظر الجوي المفروضة على طائراته، وهو المهزوم في الحرب. ومن الأمثلة على العمليات البحرية المستقلة: عملية الإنزال البحري الأمريكي على سواحل (مقاديشو) في الصومال عام 1997م، وهناك عمليات تاريخية، مثل: ضرب جزر (هاواي) عام 1941م بواسطة القوات الجوية اليابانية، حيث ألحقت اليابان بالولايات المتحدة ضربة أفقدتها السيطرة في المحيط الهادي.

وتتكون العملية العسكرية التعبوية من موقعة أو أكثر، بحسب سير العمليات ومعارك وأعمال قتال، وتتألف الموقعة من مجموعات معارك، والمعركة من مجموعة من أعمال القتال. والموقعة أكبر من المعركة، وأصغر من العملية العسكرية، وأقرب مثال لها هو عندما يقوم قائد الفيلق بدفع فرقة النسق الثاني المدعومة لتطوير هجوم فرق النسق الأول التي حققت مهامها، فإنه يطلق على قيادته للنسق الثاني بقيادة الموقعة.

ومن هذا العرض يتضح أن فِرَق النسق الأول تقوم بمعارك ضد العدو، في حين أن لواءاتها تقوم بأعمال قتال، والعملية تستغرق من (5 10) أيام، والموقعة قد تستغرق من 2 3 أيام، في حين أن المعركة للفرقة تحدد مهمتها بيوم واحد ويجدد بحسب الموقف، سواء للفرقة نفسها أو استبدالها، أما اللواء الذي يقوم بأعمال قتال، فإن مهمته تحدد بعدة ساعات، وكل هذا مرتبط بالمستويات اللوجيستية التي يحملها اللواء والفرقة .. وهكذا.
أنواع الضربات العسكرية من حيث التخطيط وعلاقتها بالعدو

الضربات الجبهية، وهي تلك الضربات التي تحددها طبيعة المسرح والأرض، ولا توجد فيها مرونة كبيرة، لتوجيهها من أحد الأجناب، أو من الجنبين معاً، وتكون فيها مواجهة العدو كلها صالحة للهجوم، وفيها ظهور متبادل فيما بينها وبين بعضها، ولعل أقرب مثال ونموذج عن تطبيق ذلك هو ما حدث في حرب أكتوبر 1973م من عبور قناة السويس إلى الشاطئ الشرقي، حيث كان لإسرائيل خطوط دفاعية متصلة وحصينة على طول المواجهة التي بلغت (160) كلم في ذاك الوقت، مما أجبر المصريين على تنفيذ الضربات جميعاً بالمواجهة على طول الجبهة، ورغم أن ذلك كان يفقد القوات المصرية عنصر المفاجأة، إلاّ أنها استطاعت من خلال خطة خداع استراتيجي تعبوي تكتيكي أن تخدع العدو عن وجود نية للحرب من جانب المصريين، أما الضربات على الجنب أو الأجناب فهي تحقِّق ميزة كبيرة للغاية في المناورة والتعاون مع القوات القائمة بالضربة الأمامية، كما أنها تحقق قدراً كبيراً من المفاجأة، وحصر إمكانات الطرف الآخر في المناورة وتوجيهها إلى مناطق قتل مدبَّرة، وهذا ما حدث تماماً من جانب أعمال الفيلق الثامن عشر بالتعاون مع الفرقة الفرنسية التي كانت تقوم بتأمين الجانب الأيسر للفيلق، فضلاً عن تعاون الفيلق (18) أمريكي مع الفيلق السابع المختلط القائم بالهجوم بالمواجهة نسبياً.


وعموماً فإن ضربات الجنب لها مسميات عديدة ومهام متنوعة وأعماق مختلفة، ولكن بشرط أن تتعاون إما فيما بينها إذا كانت الفكرة مبنية على ذلك، أو فيما بينها وبين قوات الضربة الأمامية لتحقيق أفضل النتائج وأسرعها.

وكما أنه توجد هناك ضربات مختلفة الأسماء، ففي الوقت نفسه توجد هناك ضربات مضادة، وهي الأعمال التي يقوم بها المدافِع لتدمير العدو المخترق بعد إيقافه وحصاره، وتنطبق عليها المسميات نفسها، حيث إن الإجراء الرئيس الذي يقوم به قائد الفيلق المدافع هو القيام بالضربة المضادة، ويطلق عليها هنا الموقعة الرئيسة؛ وفي حالة تحقيق نجاح كبير في هذه الموقعة أو الضربة المضادة، يمكن التحوُّل للهجوم ومطاردة العدو حتى خط الحدود السياسية، وهذه الحالة الإيجابية لا تتم إلاّ بموافقة القائد العام للقوات المسلحة، لأن فيها قدراً من المخاطرة يتطلب قراراً سيادياً واضحاً، وأهم مثال قريب عن هذا الموضوع هو عندما نجح قائد قوات التحالف في مطاردة العراقيين حتى دخلوا إلى حدودهم الجنوبية في البصرة، كان القائد الأمريكي (شوارتسكوف) يرغب في اتخاذ خط داخل الأراضي العراقية، ولكن الرئيس (بوش) الأب باعتباره قائد ومنسّق قوات الحلفاء الأعلى رفض ذلك، وخشي من دخول سياسي قد يعقِّد الأصول الدبلوماسية والشرعية للعملية، واعتبر أن ما تحقق يعتبر حلماً كبيراً، قياساً بالنتائج المبهرة وضعف الخسائر لأقل من الحدود الدنيا. وبطبيعة الحال يتخذ مثل هذا الخط داخل أراضي الطرف الآخر بهدف إما: التفاوض على أي مسألة معلقة، أو للضغط من أجل تمرير موضوع معين.

والنوع الثالث: هو الضربات المسبقة والضربات الوقائية، وكلاهما يتم شنّه على العدو قبل ما يقوم بأعماله التعرّضية ضد قواتنا، فالضربة المسبقة أو ما يُطلق عليها الاستباقية أحياناً تشن على العدو في ميدان العمليات بعد ما يجهّز نفسه تماماً للأعمال التعرّضية، بحيث يمكن للضربة المسبقة في هذه الحالة أن تحبط العملية الهجومية تماماً، أو جزئياً، أو تؤخرها، وفي جميع الأحوال، فهذا يعود بالنفع على قواتنا، وبطبيعة الحال يشكِّل لها تجميع من القوات يختلف عن تجميع القوات المهاجمة، والتجميع باختصار يعتمد اعتماداً رئيساً على الطيران، والصواريخ، وأحياناً البحرية إذا كان المكان قريباً من الساحل وبعض الوحدات المدرعة، وقد يشترك بها بعض الوحدات المُبَرّة جواً، ويطلق عليها باللغة الإنجليزية Pri-Impitive Blow. وعادة ما تركّز الضربة المسبقة على الأنساق الأولى، ومراكز القيادة والسيطرة، والأهداف الحيوية القريبة من خط الجبهة، مثل: المطارات، والموانئ، والمدن السياسية والإدارية... وغيرها، وعادة ما تتم هذه العملية أثناء الفترة أو المرحلة الافتتاحية للحرب، والمرحلة الافتتاحية تُعرَّف بأنها هي الفاصل الزمني بين بدء أعمال القتال، ودفع القوات الرئيسة لميدان العمليات ، وعادة ما يحدد للضربة المسبقة حجم التدمير المطلوب في العدو، وهي النسب التالية:

أمالضربة الوقائية، فتتم في غير أوقات الحرب بهدف إحباط نية العدو في شن الحرب مستقبلاً، أي أنه يمكن أن تتم في السلم قبل النوايا المحتملة للعدو، أي في غضون عدة أشهر أو عدة سنوات، في حين أن الضربة المسبقة تتم قبل هجومه بعدة أيام، وأفضل مثال عن الضربة الوقائية هو ضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981م بواسطة إسرائيل.

 

 


   

رد مع اقتباس