عرض مشاركة واحدة

قديم 08-12-09, 07:38 PM

  رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الوليات المتحدة الأمريكية والخليج في ظل الحرب الإيرانية العراقية:
إيران:
إن إدارة بوش مثلها مثل أية إدارة أمريكة أخرى لا تستطيع أن تغض البصر عن أهمية إيران الاستراتيجية كقوة كبرى في الخليج العربي نتيجة لموقعها الجغرافي المتميز وحدودها المشتركة مع الإتحاد السوفيتي وسيطرتها على الساحل الشمالي لمضيق هرمز وامتلاكها لعدد سكان ضخم وتوافر المواد الأولية بها. ولهذا فإن إدارة بوش لا يمكن أن تجازف برؤية الإتحاد السوفيتي مسيطراً على إيران. ونستطيع أن نلمس ذلك في الخطاب الافتتاحي الذي ألقاه الرئيس بوش حين وعد بإمكانية دراسة رفع الحظر عن الأموال الإيرانية التي جمدت منذ عام 1979 وأن أي تصرف ودي سوف يرد عليه بالمثل(1).
إن أهمية إيران بالنسبة لأية استراتيجية أمريكية في الخليج لم تغب عن إدارة الرئيس ريجان وخاصة اللوبي المعادي للإتحاد السوفيتي الذي انقسم إلى قسمين… قسم بقيادة وزير الدفاع السابق كاسبر واينبرغر Caspar Weinberger 1981 ـ 1987، ينطلق من أن إيران تحكم من قبل أشخاص متعصبين، وأن التعامل مع هؤلاء الأشخاص بشكل عقلاني تصرف واقعي. ولذا فإن التصرف الواقعي يكمن في العمل للإطاحة بالحكومة الإيرانية(2).
أما الفريق الثاني من اللوبي المعادي للإتحاد السوفيتي فإنه رأى أن عداء إيران للولايات المتحدة ليس إلا عداءً عابراً… أما عداء الجمهورية الإيرانية للإتحاد السوفيتي فإنه عداء دائم بسبب اعتناق موسكو للعقيدة الماركسية الملحدة، وأنه بالإمكان استخدام الأصولية الإسلامية كسلاح ضد الإتحاد السوفيتي. وقد نادى هذا الفريق فإمكانية العمل مع من أسموهم بالمعتدلين في النظام الإيراني لأنهم يشاركونهم الرأي حول النيات التوسعية السوفيتية في الخليج العربي. وهذا التوجه سيطر على مجلس الأمن القومي في العامين 1985 ـ 1986 وكانت نتيجته صفقة السلاح الأمريكية لإيران (إيران جيت)(3).
ومن المتوقع دون شك أن يسيطر على سياسة بوش تجاه إيران ما يمكن أن نسميه "سياسة رد الفعل". وأكثر ما تتمناه الإدارة الجديدة هو إبداء إيران لحسن النية خاصة فيما يتعلق بمسألة الرهائن وتبرئة نفسها من الارتباط بالجماعات التخريبية وخاصة المتمركزة في الشرق الأوسط. وحتى تتمكن الإدارة الجديدة من إعادة ترتيب أوراق الاستراتيجية الأمريكية في الخليج… وحتى تصل أمريكا إلى تحسين علاقاتها بإيران فإنها الآن تفتعل تجاهلها لإيران حتى لا تقوى شوكة المتطرفين في إيران… لأن هؤلاء من صالحهم الاصطدام بواشنطن لتقوية نفوذهم في الداخل وهذا لا تريده الإدارة الجديدة.
فهذه الإدارة نفسها والتي تتطلع إلى إقامة علاقات ودية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ترى في إيران الآن نفس الخطر الأول الذي يهدد مصالحها في الخليج، فلذا فإنها قررت مجابهتها في حالة محاولة إيران المساس بالمصالح الأمريكية في الخليج العربي… وما الخطوة التي اتخذتها إدارة الرئيس ريجان في حماية الناقلات الكويتية إلا دليل على ذلك.
ونحن نعتقد أن الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن مطمئنة إلى أن إيران لن تحاول في السنوات القادمة على الأقل وحتى نهاية فترة بوش أن تقوم بأعمال تخريبية أو إعادة الحرب مع العراق… لأن النظام في هذه الفترة مشغول في الداخل… وأعمدة النظام الإيراني يعرفون أن الشعب الإيراني بدأ يشك في مصداقية ثورتهم نتيجة للمعاناة الكبيرة التي يمر بها… فإذا ما أرادوا تثبيت أنفسهم فعليهم بالاهتمام والتعمير في الداخل… وانتخاب علي خامنئي مرشداً ورفسنجاني رئيساً للدولة ما هو إلا دليل على انتصار الخط البراجماتي الهادف إلى تعمير إيران من الداخل.
دول مجلس التعاون الخليجي:
ذكر لنا أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، أن أحد الأسباب الرئيسة التي تمنع الولايات المتحدة الأمريكية من القلق من إقامة العلاقات الديبلوماسية بين دول مجلس التعاون الخليجي والإتحاد السوفيتي… هو التاريخ الطويل للعلاقات الودية الذي عرفت به علاقات أمريكا بدول المجلس والمصالح المشتركة بين الطرفين. بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة ليست خائفة على نفسها وعلى حلفائها من منافسة سوفيتية… لأن موسكو لن تستطيع أن تقدم التكنولوجيا التي ترغب هذه الدول في استيرادها، وبما أن هذه الدول تملك الفائض المالي فإنها دون شك سوف تتطلع لشراء التكنولوجيا الأكثر تطوراً حتى تتمكن من تطوير بلادها بسرعة.
وكذلك ركز هذا المسؤول بوزارة الخارجية على المصالح المشتركة بين الطرفين (دول مجلس التعاون الخليجي ـ أمريكا). حيث قال إن الإستراتيجية الأمريكية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى انتهاء فترة حكم ريجان كانت تركز وبشدة على لمحافظة على الوضع القائم في الخليج Status. Ouo، والذي هو الضامن الرئيسي لتدفق النفط للولايات المتحدة وحلفائها.
وبالرغم من الضغط الذي يمارسه اللوبي الصهيوني في الكونجرس الامريكي، خاصة فيما يتعلق بمبيعات السلاح لدول مجلس التعاون وخاصة للمملكة العربية السعودية وتشديدهم على أن هذا السلاح من شأنه أن يؤثر على أمن إسرائيل… نجد أن العلاقات السعودية الأمريكية والتي يرجع تاريخها إلى اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية من قبل الشركات الأمريكية لم تتأثر… وقد أصبح واضحاً لرجال الإدارة الأمريكيين، أن إيقاف مبيعات الأسلحة لدول مجلس التعاون بسبب معارضة اللوبي الصهيوني في الكونجرس الأمريكي… لا يضر بمصالح دول المجلس لأنهم يستطيعون شراء المعدات الحربية من دول أخرى، وصفقة السلاح التي وقعت في عام 1988 بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا والتي مقدراها ثمانية وستون بليون دولار شاهد على ذلك.
وأكد كثير من رجال الإدارة الأمريكيين بعد توقيع المملكة العربية لاسعودية لهذه الصفقة… أن حظر تصدير الأسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي يحرم الأمريكان من فرص العمل وتضر بالمصالح الوطنية لأنها تحرم الدولة من بلايين الدولارات ودون شك سوف يؤثر على مركز الولايات المتحدة في هذه المنطقة الحيوية مستقبلاً.
وهناك أيضاً اختلاف واضح بين دول المجلس والولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية… ففي حين ترى دول مجلس التعاون الخليجي ضرورة ممارسة أمريكا الضغط على إسرائيل حتى تقبل قرارات الأم المتحدة.
(242 ـ 338)، نجد أمريكا من ناحيتها ترغب في رؤية دول المجلس وقد أقامت علاقات ديلوماسية مع إسرائيل كما فعلت مصر(4).
وبالرغم من هذا الاختلاف بين الطرفين (أمريكا ـ دول مجلس التعاون) إلا أن أمريكا ترى في دول مجلس التعاون رائدة للخط المعتدل الذي من شأنه أن يؤثر إيجابياً على مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، ودول مجلس التعاون ترى أن معظم أوراق قضية الشرق الأوسط في يد أمريكا.
أما بالنسبة لتوجيهات الإدارة الجديدة تجاه مجلس التعاون الخليجي، فإنها لن تتغير عن سياسة الإدارة السابقة في السنوات الأخيرة من الحرب الإيرانية العراقية… حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر بين الطرفين (أمريكا ـ دول المجلس)… حيث اقتنع الطرفان أن هزيمة العراق في الحرب من شأنها أن تضع المنطقة في خطر، لأنها سوف تزيد من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس أكثر من ذي قبل… ولذا مارست الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على إيران وأجبرتها على قبول قرار وقف إطلاق النار.
وبالرغم من رغبة الإدارة الجدية في إعادة العلاقات الديبلوماسية مع إيران إلا أنها لن تسمح (لإيران) بالتدخل وزعزعة أمن دول المنطقة. ويتفق معظم المسئولين في الإدارة الأمريكية الحالية على أن توجهات إدارة بوش لن تختلف عن السياسات السابقة في النظر إلى دول مجلس التعاون الخليج كعمود رئيسي في الاستراتيجية الأمريكية في الخليج لعقد التسعينات والتي لا يجدون كلمات تعبر عنها أفضل من تلك التي ذكرها وزير الخارجية الأمريكي شولتز Shultz في يناير من عام 1987 والتي قام فيها:
يهمنا الأمن في الخليج نتيجة لأسباب ثلاثة:
1 ـ إنه أي (الخليج العربي) مهم لصحة الاقتصاد الغربي وأية إعاقة لتدفق الإمدادات النفطية، أو السيطرة على مصادر الطاقة عن طريق قوة غير صديقة، قد تكون له نتائج مدمرة على نمط التجارة وعلى اقتصادنا.
2 ـ إن مصالحنا ستتأثر كثيراً لو أن التوسع الإيراني، استطاع تدمير دول صديقة أو تشجيع قوى معادية لأمريكا في المنطقة.
3 ـ وكجزء من استراتيجيتنا الخاصة بالشرق الأوسط، فإن هذه المنطقة يجب ألا تكون تحت سيطرة قوى معادية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها(5).
الهوامش:
1 ـ Time, August 21, 1989, P. 16.
2 ـ Hooglund Eric, “Regan’s Iran, Factions Behind US Policy In The Gulf”, Op. Cit, P. 30.
3 ـ Alxelgard, “Deception at Home and Abroad”, Op. Cit, P.8.
4 ـ Shults "US Interests in The Persian Gulf"< US Departatment of State, Current Policy No. 911, 27 January 1987.
5 ـ U.S. G.C.C. Relations : The Security Dimension . A Discussion of the Issues Ied by "Ms Sandra Charles", Director Near East and South Asia Region . Internationnal Sevurity Af- fairs, Department of Defense , at The Reception for Senatorial and Congressional vhiefs of Staff, Sponsored by the National Council on U.S. Arab Relations at the Capital washing – ton Dc. July 17 , 1987 , p. 7 .

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس