عرض مشاركة واحدة

قديم 08-12-09, 07:18 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الموقف الأمريكي من قرار حكومة ويلسون بالإنسحاب:
وجد الأمريكان أنفسهم في مأزق بعد أن قرر البريطانيون الإنسحاب من الخليج، بسبب المسؤولية الدولية التي اختطوها لأنفسهم بعد الحرب العالمية الأولى في الدفاع عن مصالح العالم الحر وكان في الخليج مصالحهم ومصالح حلفائهم الغربيين وكذلك اليابانيون، ولكنهم في نفس الوقت لا يريدون أن يتواجدوا عسكرياً في منطقة الخليج العربي. لماذا احتل الخليج العربي مكانة كبيرة في الاستراتيجية الأمريكية؟ ما هي السياسة التي سوف تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها في منطقة الخليج العربي؟ سيكون هذا القسم من البحث مركزاً على الإجابة عن هذين السؤالين.
سوف نتحدث هنا عن الاستراتيجية الأمريكية الهادفة لحماية المصالح الأمريكية في الخليج العربي، خاص بعد الانسحاب البريطاني، والتطور الذي أصاب هذه الاستراتيجية في عهد الرؤساء كارتر، ريجان، بوش، بعد نجاح الثورة الإيرانية واشتعال الحرب الإيرانية العراقية، وحرب الناقلات في الخليج العربي.
في البدء نود أن نعطي فكرة عامة عن هذه الاستراتيجية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى إعلان نيكسون لمبدأه. وسوف نحاول أن نبين أنه بالرغم من التغير في أساليب الفعل، بقيت هذه الاستراتيجية رهينة التدخل في الشؤون الداخلية لدول العالم الثالث وذلك من أجل الدفاع عن المصالح الأمريكية.
ارتكزت الاستراتيجية الأمريكية حتى عام 1970 على ما يسمى بمبدأ "العصا والجزرة" والذي يعني التوفيق بين التدخل العسكري (مبدأ ترومان ـ إيزنهاور ـ كنيدي) والمساعدات الاقتصادية (خطة مارشال)(1). وبالرغم من التغييرات التي أصابت الإدارة الأمريكية وكذلك الاساليب المستعملة، خلال هذه الفترة، إلا أن سياسة التدخل بقيت على ما هي عليه.
وأبان فترة إدارة إيزنهاور دلس، كان دلس محاصراً بفكرة الخطر الشيوعي، ولعل هذا ما دفعه إلى تبني ما يسميه الاستراتيجيون الانتقام المنتشر Massive Retaliation(2) والذي كان يعني التهديد بهجوم نووي مضاد مباشر وعالمي وذلك لثني الإتحاد السوفيتي عن أي نوع من الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية أو أحد حلفائها الرئيسيين.
وبوصول كنيدي إلى السلطة في عام 1961. اختار الجنرال تايلور Tylor مستشاراً لشؤون الأمن، وسمي فيما بعد رئيساً لاركان الحرب. وكان تايلور من المعارضين لاستراتيجية الانتقام المنتشر، لأنه يعتقد بأن هذه الاستراتيجية قد عفا عليها الزمن. وقد كتب ماكسول تايلور Maxwell Taylor في عام 1959 ما يلي:
"من الممكن أن تكون هذه الاستراتيجية قد استطاعت أن تمنع الحروب الكبيرة (حرب عالمية ثالثة)، لكنها لم تستطع المحافظة على "السلام الصغير" هذا السلام الذي يجنب المشاكل القليلة الأهمية قياساً بالكوارث الناجمة من حرب "عامة"(3). وهكذا عرض الجنرال تايلور على المسؤولين الأمريكان مبدأه القائم على الإجابة المرنة "Fixible Response".
وقد تأهب هذا المبدأ لكل أنواع الردود المحتملة، وهذه الردود كيفت لمواجهة أي نوع من التهديدات المفاجئة، من الحرب الذرية العامة إلى التدخلات والإعتداءات مثل تلك التي هددت لاوس وبرلين. وقد أدت هذه الاستراتيجية إلى زيادة التورط الأمريكي في فيتنام.
ونتيجة للمقاومة الفيتنامية المستميتة وكذلك بسبب ضغط الرأي العام الأمريكي المتزايد، اضطرت إدارة الرئيس نيكسون إلى تغيير استراتيجية "الإجابة المرنة"، وتبني استراتيجية جديدة قائمة على امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن أي تدخل عسكري. وقد صدق على هذه السياسة في الرسالة المرسلة من قبل الرئيس الأمريكي نيكسون إلى الكونجرس الأمريكي في الثامن عشر من فبراير 1970، والتي كانت تحوي المبادئ الجديدة للسياسة الخارجية الأمريكية على النحو التالي:
"تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في الدفاع وفي تطور حلفائها وأصدقائها، غير أنها لا تستطيع ولا تريد القيام بإعداد كل الخطط والبرامج، وتنفيذ كل القرارات وأخذ مسؤولية الدفاع عن كل الشعوب الحرة في العالم. سوف تقوم بتقديم المساعدات إذا ما كانت فعلاً مهمة لإحداث تغيير، وكذلك إذا ما ضمنا بأن هذه المساعدات مهمة لمصالحنا". وفي النهاية طالب الرئيس الأمريكي حلفاءه بتحمل مسؤولية أكبر في مجال الدفاع. وأكد أن المطالبة بأن تلعب الأمم الثانية دوراً أكبر، لا يعني أبداً الهروب من تحمل المسؤوليات(4).
وقد وجدت هذه السياسة في الخليج أرضاً مناسبة لتطبيقها، خاصة وإن بها رجلاً كشاه إيران المتطلع للعب دور الشرطي، إضافة إلى وجود عدد من الدول الراغبة في رؤية الولايات المتحدة وهي تلعب دوراً أكبر في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
الهوامش:
1 ـ First Annual Report to the Congress on United States Foreign Policy for the 1970’s, feb- ruary, 18, 1970, “Public Papers of the Presidents of the United States. "Richard Nixon". Containing The Public Messages, Speechs, and Statements of the President 1970”, United. States Govement Printing Office, washington, 1971, P. 118.
2 ـ Klare Michael, "Securite Nationale et Nouveau Risques de Conflit: Une Strategie de De- fense Globale Pour l’Amerique Forte" Le Monde Diplomatique, September, 1981.
3 ـ نفس المصدر السابق.
4 ـ Public Papers of the President of the United States "Richard Nixon", Containing the Public Messages. Speeches, and Statements of The President”. Op. Cit. PP. 118- 119.
انظر أيضاً:
Nixon Richard, “La Vraic Guerre”, ed. Albin Michel, Paris, 1980, PP. 225- 228

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس