عرض مشاركة واحدة

قديم 15-09-09, 01:25 PM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 


6. الدرس السادس

أسلحة البعد الثالث، هي أسلحة المستقبل .

أثبتت حرب أكتوبر 1973، على الجبهة المصرية ـ وكذلك السورية ـ أهمية وفاعلية، عناصر وأسلحة البعد الثالث، فقد تم الاستيلاء على عدة أهداف حيوية ومؤثرة بواسطة الاقتحام الجوي الرأسي، كما أحبطت كثير من التحركات للاحتياطيات في العمق، بواسطة عناصر من الصاعقة تم إبرارها جواً. كذلك كانت الضربات الصاروخية التكتيكية مؤثرة وذات فاعلية، ضد الأهداف الهامة والكبيرة الحجم. ويلاحظ أن هذه القوات تحتاج إلى إجراءات تأمين معقدة.

بعد حرب أكتوبر 1973، ونتيجة لذلك الدرس الهام، عنيت كثير من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وإسرائيل، بالتوسع في حجم تلك القوات والأسلحة، وطورتها لتصبح أكثر فاعلية، وأدخل معها عناصر جديدة كذلك، مثل الصواريخ الباليستية الموجهه، ورص الألغام الأرضية بالصواريخ التكتيكية أرض / أرض.

7. الدرس السابع

الحروب المقبلة، ستعتمد على الحرب الإلكترونية، لزيادة فاعلية أسلحتها، وإضعاف فاعلية أسلحة وقوات العدو.

سميت حرب أكتوبر 1973، من قِبَلْ العديد من المعلقون والخبراء المتابعون للحرب، بالحرب الإلكترونية الأولى، وذلك لاستخدام طرفيّ الحرب (مصر ـ إسرائيل) عناصر مدربة، وأجهزة متقدمة نسبياً (في ذلك الوقت)، لكل أنشطة الحرب الإلكترونية، شملت الاستطلاع اللاسلكي والراداري، والتنصت، والاعاقة الإلكترونية، وعناصر التوجيه، والخداع. كما لم تعد قاصرة على الأجهزة الثابتة، وإنما أصبحت كذلك متحركة، ومحمولة جواً، أو مجهز بها الطائرات بدون طيار (والتي أصبحت أكثر تقدماً، وأكثر فائدة)، ويستخدم بعضها الفضاء كأقمار التجسس، مما يعطيها أبعاداً جديدة في الاستخدام.

8. الدرس الثامن

أهمية العمليات الليلية، للتطوير، والاستيلاء على الأهداف والخطوط المناسبة ليلاً.

نجحت معظم أعمال المفارز، والإغارات، والكمائن التي نفذت ليلاً، إذ فوجئ الطرف الآخر بها، أو لم يدركها إلا بعد أن حققت مهامها. ويحتاج ذلك إلى تدريب القوات على القتال ليلاً، في صور المعركة المختلفة، وتعميم أجهزة الرؤيا والتنشين الليلية، وأجهزة المسار للمحافظة على الاتجاه.

9. الدرس التاسع

الاستخدام الأمثل، للعناصر المدرعة، والآلية، هو استغلال قدراتها كاملة، باستخدامها مجمعة، وفي أعمال هجومية، تحقق الصدمة وخفة الحركة والنيران، والتي هي أهم مميزات تلك العناصر.

استخدم الطرفين، المصريون، والإسرائيليين، قواتهم المدرعة استخداماً سيئاً في بداية الحرب فكلاهما فتت وحداته المدرعة، وكان ذلك أكثر وضوحاً في القوات الإسرائيلية، التي خصصت وحدات فرعية صغرى (فصائل وسرايا) لدعم النقاط القوية لخط بارليف، عند مهاجمتها من قبل المصريين، وهو ما أفقد تلك الوحدات الصغيرة الحجم الفاعلية المطلوبة، وظل الأمر كذلك، في الهجمات المضادة التي تنامت أحجامها حتى وصلت إلى لواءات مدرعة، تهاجم منفردة. وقد فطن القادة الإسرائيليون لذلك الخطأ، وبادروا إلى حشد قواتهم المدرعة، واستخدامها في مجموعات عمليات مدرعة كلٍ من 2 إلى 3 لواء مدرع، وتعمل المجموعات بتعاون وتنسيق فيما بينها، وأدى ذلك إلى نتائج أفضل في المراحل الأخيرة من الحرب (القتال غرب القناة).

أما القوات المصرية، فقد دعمت فرقها المشاة، بألوية مدرعة، معظمها تم سحبه من الفرقة الآلية والمدرعة (الاحتياطي العملياتي والاحتياطي الاستراتيجي) وهو ما أضعفها، عندما بدأت في تنفيذ مهامها القتالية. بالمثل، فإن قادة الفرق المشاة، استخدموا الألوية المدرعة الداعمة لهم، بالكتائب، والسرايا أحياناً، وهو ما زاد من تفتيتها، واستخدمت في كثير من الأحيان من خطوط صد، وخطوط نيرانية، مما أفقدها أهم خواصها، وأصبحت قطعة مضادة للدروع ليس إلا.

الخاتمة
أعتبر الخبراء، أن حرب أكتوبر 1973، بما حوته من أحداث، أحد أكبر الحروب الحديثة، التي طبق فيها كل نظريات العلم العسكري الحديث، وكانت نتائجها دروساً للجميع، وبعد مرور أكثر من ربع قرن، مازالت الندوات تعقد لدراسة هذه الحرب، ومعرفة خباياها، واستنباط الدروس منها، للأجيال القادمة.

مهما قيل عن حرب أكتوبر 1973، فلا شك أن قيمتها العسكرية، ستظل ثمينة للعسكريين، وستظل دروسها مثالاً يدرس في المعاهد العسكرية.

كان الأداء القتالي عالي المستوى، بدءاً من التخطيط على الأسس العلمية، وانتهاء من أداء الجندي وهو يتسلق الساتر الترابي، ويهاجم الحصن تلو الحصن، أو يدافع عما أكتسبه من أرض، شبراً، شبراً.

أظهرت حرب أكتوبر 1973 قيماً جديدة للأسلحة والفرد، وكانت الصواريخ هي الأكثر استخداماً في ميادين عديدة، وقد أفرزت نبوءات، بدأت تتحقق في العقود التالية، كما هدمت نظريات وغيرت نظريات أخرى في البحر والجو وفي الأثير، فقد كانت الحرب الإلكترونية الأولى، وحرب المدرعات الحديثة، وحرب الحصون العتيقة، شملت المواقع المائية والأراضي الصحراوية والجبلية والزراعية، فكانت حرباً شاملة.

امتدت آثار حرب أكتوبر عقوداً تالية، واتسع مجالها لتؤثر في السياسة العالمية، والإقليمية، والاقتصاد العالمي، والإقليمي وغيرت مفاهيم المجتمعات المعاصرة، في منطقة أحداثها، لتثبت مرة أخرى شموليتها.

 

 


   

رد مع اقتباس