عرض مشاركة واحدة

قديم 28-05-09, 09:42 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

لماذا لا يزال لبنان الساحة أو الدولة العازلة؟


لا يمكن البحث في الإستراتيجية الدفاعية جديا إلا إذا نظرنا وتعمقنا في دراسة الجيوبوليتيك اللبناني، فما الذي يمكن قوله على هذا الصعيد؟
يمكن القول إن لبنان يشكل نقطة تلاقي خطي الاندفاع والتمدد في وقت واحد (Axis of Expansion)، إن كان ذلك من جهة إسرائيل، أو من جهة سوريا، وهذا الأمر يعود بدوره لخصوصية جيوبوليتيك كل دولة على حدة.
وهنا لا يجب إهمال العامل الجغرافي في أي مقاربة، فللجغرافيا معناها السياسي –الموقع والحجم والطوبوغرافيا وكذا عامل الطقس، وهي تفرض مسلمات جيوبوليتيكية (Imperatives) لا يمكن تجاهلها.

وإلا فما معنى سعي الفرقاء اللبنانيين لوضع إستراتيجية تعالج أزمة لبنان -الساحة- فقط للخروج من الحتمية التاريخية التي تقول وحتى اليوم إن لبنان هو ساحة تصفية الحسابات بالواسطة؟
وإذا أخذنا الصورة العكسية، أي لبنان من ضمن الجيوبوليتيك الإسرائيلي، كما السوري. فقد يمكن التوصل إلى نفس الاستنتاج، فماذا عنهما؟

إسرائيل!!!

يحيط إسرائيل من الجنوب، والغرب كما الشرق عوازل جغرافية (Buffer Zone) قد يمكن الاعتماد عليها عاملا مساعدا للدفاع -سيناء، وادي الأردن، ومن ثم البحر-. أما فيما خص هضبة الجولان فهي عسكريا غير مناسبة للهجوم من فوق إلى تحت، هذا إذا كانت تحت السيطرة السورية.

أما غزة فهي تاريخيا من الهم المصري، خاصة أن نواة الدولة الإسرائيلية (Core) تقوم على الضفة الغربية، تضاف إليها المصادر المائية، طبريا وغيرها.
تبقى بعدها الجبهة الشمالية، أي لبنان، وهي تشكل خطرا مصيريا على إسرائيل، بمقدار ما يتواجد فيها من تهديدات. وقد علمتنا التجربة أن إسرائيل كانت تقبل على هذه الجبهة، بمستوى محدد ومسموح به من المخاطر. لكن تجاوز هذا المستوى، كان يعد خطا أحمرا إسرائيليا، لتعمد بعدها إلى خوض الحروب الحاسمة، منها اجتياح العام 1982، كما المحاولة في حرب تموز 2006.

لكن الخطر المصيري لإسرائيل هو عندما تتواجد قوة مهمة في الشمال الإسرائيلي، ويكون لها امتداد إقليمي -إيران وسوريا- أو حتى دولي -في حال دخول روسيا إلى اللعبة لإزعاج أميركا- وتكون هذه القوة منظمة موحدة، وتملك أسلحة تهدد العمق الإستراتيجي الإسرائيلي. والأخطر حينما تكون هذه القوة مقيمة في أرضها، وطنية، ولا إمكانية لترحيلها كما هو حال حزب الله بعكس منظمة التحرير، إذ إن الحزب محلي لبناني.

سوريا!!!
تملك سوريا أيضا مناطقها العازلة، إن كان من الجهة العراقية أو من الجهة التركية وحتى الإسرائيلية، ويبقى إذا محور الاندفاع السوري عبر لبنان.
وهنا قد يستنتج المعادلة التالية، "سوريا دون لبنان، هي دولة عادية في المنطقة، ومع لبنان هي دولة إقليمية ذات قدرات عالية".
ضمن هذه الثوابت، يعد لبنان الدولة العازلة دائما (Buffer State) ويدخل ضمن هذا السياق مشروع كيسنجر الذي اعتمد تقسيم لبنان مناطق نفوذ بين سوريا وإسرائيل في الحرب الأهلية الأخيرة عام 1975.

وعندما نقول دولة عازلة فهذا مفهوم موجود في قاموس العلاقات الدولية، فأفغانستان مثلا كانت دولة عازلة في اللعبة الكبرى بين روسيا وبريطانيا، وهي لا تزال تمارس الدور نفسه اليوم حتى ولو تغير اللاعبون. وهكذا لبنان كان الدولة العازلة ولا يزال، لكن الدور-المهمة تبدل بعامل الوقت.

فبعد العام 1975 كان الدور الموكول للبنان أن يكون ساحة تصفية للقضية الفلسطينية ضمن عدة أدوار أخرى بالطبع. وبعد اغتيال الرئيس الحريري، والتعثر الأميركي في العراق أصبح دور لبنان تطويق سوريا ومن ثم نزع ورقة حزب الله من اليد الإيرانية.
إذا دور لبنان يختلف باختلاف ديناميات اللعبة الدولية كما الإقليمية، ويبقى الثابت في أنه ساحة تصفية للحسابات. وعليه لا يمكن لأي إستراتيجية دفاعية أن تقوم وتنجح إذا لم تأخذ هذه المسلمات بعين الاعتبار.

كيف يجب مقاربة الإستراتيجية الدفاعية، انطلاقا

من الجيوبوليتيك أعلاه –الإطار العام؟

إن عملية بناء إستراتيجية معينة -هنا الإستراتيجية الدفاعية- إنما يكون عادة محصلة العوامل التالية:
  • لكل بلد ما جغرافية معينة ترتكز على العناصر الآتي ذكرها:
    • الموقع
    • الحجم
    • الطوبوغرافيا
    • الطقس
    • الشعب وتركيبته- مدى تجانسه أو تناقضه... إلخ.
ولهذه العوامل معنى سياسي خاص بكل بلد يسمى الجغرافيا السياسية (Political Geography)، إذ لا يمكن أن تكون سياسة لبنان الخارجيّة مثلا كما سياسة قبرص الخارجية. لماذا؟
الجواب على ذلك والاختلاف في العوامل المذكورة أعلاه التي لا بد من أن تترك آثارها على السياسات الداخلية والخارجية.
  • هذا المعنى السياسي للجغرافيا يفرض على الدولة المعينة مسلمات جيوبوليتيكية. كما يخلق لها شخصية معينة ثابتة (Character). وتنتج هذه المسلمات الجيوبوليتيكية، كما الشخصية، أنماطا معينة من السلوك وطريقة محددة في كيفية التعامل مع العالم الخارجي -خارج إطار هذه الدولة- إن كان سلما واستقرارا، أو صراعا وحربا، وهذا ما يسمى بـ"الثقافة الإستراتيجية" لبلد ما، التي هي بدورها تكون نتيجة حتمية لما تراكم من تجارب لا تحصى خلال فترات زمنية طويلة.
  • وعندما تعي دولة ما، مسلماتها الجيوبوليتيكية -على رأسها كيفية حماية أمنها القومي– تعمد هذه الدولة إلى بناء إستراتيجية الأمن القومي الخاصة بها، فقط لأن الإستراتيجية في جوهرها تقوم على ربط الأهداف بالوسائل المتوفّرة. هذا مع التذكير أن أي إستراتيجية ليست ثابتة في الزمان والمكان ولكنها ليست متغيرة بإطلاق. ألم يغير الرئيس بوش الابن إستراتيجية أميركا بعد 11 سبتمبر/ أيلول؟ لكن الأكيد أيضا أنه صاغ هذه الإستراتيجية وخاض الحروب تحت غطائها، انطلاقا من المسلمات الجيوبوليتيكية الأميركية، وضمن روحية الشخصية الأميركية الخاصة بها وبتجربتها التاريخية.
مقاربة الفرقاء اللبنانيين للإستراتيجية الدفاعية!!!

لكل فريق لبناني مقاربته الخاصة لروحية الإستراتيجية الدفاعية، فلم يكن مثلا لفريق 14 آذار، طرح واحد موحد، وضمن ورقة واحدة في جلسات الحوار، فكل عضو من هذا الفريق كانت له مقاربته الخاصة، حتى ولو كان الجوهر واحدا.
أما تركيبة فريق المعارضة -8 آذار- فهي مختلفة تماما عن 14 آذار، لأن حزب الله يشكل مركز الثقل فيها، إضافة إلى حركة أمل، حيث لا توجد خلافات بينهما.

وفيما يخص التيار الوطني الحر -الجنرال ميشال عون- فيمكن القول، وبعد أن قدم ورقته مؤخرا لطاولة الحوار، إن نظرته قد أصبحت مشابهة تقريبا لنظرتي حركة أمل وحزب الله. فماذا عن الفريقين؟نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فريق 8 آذار
  • الإستراتيجية الدفاعية في مداخلة السيد حسن نصر الله -طاولة الحوار قبل حرب تموز 2006:
    • العدو هو إسرائيل.
    • المطامع هي: الأرض زائد المياه منذ العام 1948.
    • المشروع الإسرائيلي يمتد من الفرات إلى النيل.
    • المطلوب إستراتيجية قادرة على الدفاع عن لبنان.
    • التهديدات من العدو هي:
      • التوسع الجغرافي- أهمية الأرض
      • طبيعة العدو العدوانية
      • ضرورة القفز -أي إسرائيليا- إلى الأمام دائما للهروب من مشاكل الداخل.
  • في موضوع الجيش اللبناني:
    • يرتكز السيد حسن نصر الله على العلم العسكري ليشرح ما يلي:
      • إن الخلل في موازين القوى يُصحح بخلق توازن في المقابل
      • موازنة الجيش الإسرائيلي تتطلب زيادة قدرات الجيش اللبناني مثل الجيش الإسرائيلي أو أكثر.
      • يحترم السيد نصر الله تضحيات الجيش، لكن إعداد الجيش كما يجب يحتاج إلى عدة تجهيزات دفاعية التي تكلف الدولة كثيرا، وإذا توفّر المال قد لا نجد من يبيعنا السلاح.
    • يرتكز السيد على إنجازات المقاومة وفي مقدمة ذلك أنها أمنت طرد العدو.
    • يخلص السيد إلى أنه لا يمكن للبنان تحقيق مقاومة إلا عبر:
      • وجود مقاومة شعبية.
      • على أن تنسق هذه المقاومة مع الجيش.
      • ويتيح هذا التنسيق للمقاومة الفعالية والقدرة على التحرك.
      • وهذا التنسيق لن يحمل الدولة أي مسؤولية.
إلا أن هذا الطرح قد لا يكون متجانسا مع ما قاله السيد نصر الله مؤخرا –خطاب يوم الشهيد لحزب الله- إذ أكد دعمه لطرح العماد ميشال عون فيما خص ضرورة شراء شبكة صواريخ متطورة، وكما سبق، من أين المال؟ ومن سيبيع؟
من جهة أخرى لا يطرح السيد الأبعاد المتبقية للإستراتيجية، فماذا عن البحر؟ وماذا عن العمق اللبناني؟ وهل يقوم طرحه فقط على المنطقة الحدودية الجنوبية؟
وأخيرا وليس آخرا، يعتمد طرح السيد فقط على الساحة اللبنانية، ودون تجميع عوامل قوة أخرى، كالدعم العربي والدولي، وكذلك القانون الدولي.
  • الإستراتيجية الدفاعية في ورقة العماد ميشال عون
قدمها مؤخرا وهي تقوم على المرتكزات التالية:
    • شمولية الإستراتيجية، فهي سياسية اقتصادية تربوية.
    • تشمل الإستراتيجية كل مؤسسات الدولة، وترتكز على مركزية القرار ولامركزية التنفيذ.
    • خصوصية لبنان، تفرض الوحدة الوطنية.
    • تحدد الورقة الأخطار التي تهدد لبنان وتقسمها إلى داخلية وخارجية.
      • الأخطار الداخلية: الإرهاب، السلاح الفلسطيني، المليشيات المسلحة.
      • الأخطار الخارجية: إسرائيل وأطماعها بلبنان وبمياهه، وعملها على نزع سلاح حزب الله، وفرض التوطين.
    • يجب على الإستراتيجية أن تركز على نقاط ضعف العدو.
    • يجب بناء الردع على قوتين أساسيتين، هما الجيش والمقاومة.
    • يجب تكوين جهاز دفاع جوي حديث، مع اعتماد طريقة قتال تتناسب مع قتال حرب العصابات.
    • تتألّف المقاومة من السكان، على أن تغطي هذه المقاومة كل لبنان.
    • وأخيرا تتحدث الورقة عن الإستراتيجية، كما تتحدث عن الشق العملياتي وكذلك التكتيكي.
وبهذا هناك تناقض عضوي في هذه الورقة، فهي تخلط كل المستويات، الإستراتيجي، والتكتيكي ومن ثم العملياتي.
كذلك الأمر، تتحدث الورقة عن ضرورة توفر شبكة دفاع جوي متطورة، وفي الوقت نفسه تقول بضرورة اعتماد طريقة حرب العصابات. فكيف يتم التوفيق بين القتال التقليدي وغير التقليدي؟
وكذلك الأمر تركز الورقة على قدرة العدو على إنزال قواه في كل العمق اللبناني، أفلا يتطلب هذا توفر صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، خاصة أن الإنزال يتم عبر الطوافات؟
إذا لماذا تطلب قواعد صواريخ متطورة، وهي الهدف الأسهل للطيران الإسرائيلي الأحدث في المنطقة؟

كما تتجاهل الورقة مفهوم الاقتصاد بالقوى، وتطلب تعميم التنظيم المقاوم على كل شبر من الأرض اللبنانية، فهل هذه هي المقاربة؟نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فريق 14 آذار
  • حزب القوات اللبنانية، قدمت على طاولة الحوار قبل حرب تموز 2006
    • لا تقبل القوات اللبنانية بمنطقين، منطق الدولة والمقاومة.
    • لم يمنع السلاح الاعتداءات على لبنان.
    • لم يكن هناك توازن للرعب، كما يقال، بين إسرائيل وحزب الله.
    • السلاح خطر على الدولة، وهناك أثمان تدفع من اللبنانيين جراء هذا السلاح.
    • لقد أضعف السلاح موقف لبنان دوليا، خاصة بعد قبول العالم بتطبيق القرار 425.
    • سلاح الحزب يشجع بقاء السلاح بيد المنظمات الأخرى.
    • يؤثّر السلاح على الاقتصاد اللبناني ويجلب اللاستقرار.
    • كما يتناقض مع اتفاق الهدنة وانتشار الجيش.
    • تقوم الإستراتيجية على الاقتصاد أيضا، فلقد تفكك الاتحاد السوفياتي بسبب ضعفه الاقتصادي.
    • بعد حرب يوليو/ تموز، وتبني ما نتج عنها من اتفاقات، من الضروري أن تطلب القوات تطبيق بنودها.
    • كذلك الأمر، وبعد عودة الدولة مع انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة وصدور البيان الوزاري الذي تبنى حق الدفاع عبر الجيش، الشعب والمقاومة، من الطبيعي أن يكون منطق حزب القوات مرتكزا على التحولات التي حصلت.
    • أما بالنسبة للسلاح، فتطرح الورقة ما يلي:
      • للسلاح قيمة ووجوده ثمين، لكن يجب تسليمه مقابل ثمن، وبقاؤه يشكل خطرا.
      • يجب تسليمه، مقابل سلة من الضمانات الاقتصادية.
      • يسلم السلاح بعد:
        • إرسال المجتمع الدولي قوة دولية رادعة مؤلفة من:
          • 15 ألف جندي.
          • مع قوة جوية.
          • بحريّة.
        • ومهمتها تكون الردع والمراقبة.
قد يكون تحقق بعض ما طرحته الورقة فيما خص القوات الدولية لأنها كانت قد طرحت قبل حرب تموز وصدور القرار 1701.
لكن توفر هذه القوى الدولية مع مهمة الردع قد لا يؤدي إلى حماية لبنان، فالقوات الدولية موجودة في الجنوب اللبناني منذ العام 1978 ولم يحم القرار 425 لبنان، وتم الاعتداء عليه رغم هذا القرار في الأعوام: 1983 و1993 و1996 وفي 2006.
أما مهمة الردع فهي أمر معقد جدا، فقط لأن الردع ومفاهيمه تقوم على ما يلي:
  • توفّر وسائل الردع، وهي الآن متوفرة.
  • عزم الرادع على استعمال وسائله في حال فشل الردع، فهل ستحارب القوات الدولية القوات الإسرائيلية؟ وهل ترضى الدول المشاركة في اليونيفيل ذلك من المفهوم السياسي؟
  • ضرورة اقتناع المردوع -هنا إسرائيل- أن الرادع جدي في استعمال وسائله. فهل إسرائيل مقتنعة بأن قوات اليونيفيل ستقاتلها؟نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  • الإستراتيجية الدفاعية في ورقة اللقاء الديمقراطي-وليد جنبلاط
    • الجنوب هو المدخل للاعتداءات الإسرائيلية.
    • إن تركيبة لبنان تحتم وضع قراري السلم والحرب بيد الدولة.
    • إن أسس الإستراتيجية تقوم على ما يلي:
      • دراسة دقيقة للمخاطر المحتملة ضمن وثيقة الوفاق الوطني.
      • الدفاع عن لبنان عبر المؤسسة العسكرية.
      • عدم اعتماد لبنان ساحة قتال وصراع.
      • يجب أن تركز الإستراتيجية على خيارين واحد سياسي وآخر عسكري.
      • في الخيار السياسي:
        • الاعتماد على الطائف واتفاق الهدنة.
        • ضمانات دولية مع تعزيز قوات الطوارئ
        • عدم جعل لبنان ساحة سياسية للصراعات.
        • تطبيق مقررات الحوار الوطني فيما يتعلق بحدود شبعا مع سوريا ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.
      • في الخيار العسكري:
      • الدفاع مسؤولية الدولة.
      • لا شرعية خارج إطار الجيش اللبناني.
      • إعادة هيكلة الجيش.
      • دمج المقاومة أو إلحاقها بالجيش على مرحلتين:
        • أولا إلحاق أو دمج العديد من عناصر المقاومة بالجيش.
        • ثانيا، إلحاق أو دمج الصواريخ بسلاح الجيش.
هذا وتتجاهل الورقة الواقع الذي خلقته المقاومة، وهي التي بلغت الثلاثين من عمرها، فالدمج والإلحاق هو من الأمور المستحيلة في الواقع السياسيّ اليوم في لبنان. كذلك الأمر، لا تطرح الورقة آلية الدمج والإلحاق-المدى الزمني.
كما لا تأخذ الورقة التحولات الجذرية في المنطقة ومن ذلك -صعود إيران- كما في لبنان، خاصة أن أدوار اللاعبين من خارج إطار الدولة قد أصبحت أساسية من العراق حتى غزة مرورا بلبنان.
  • الإستراتيجية الدفاعية في ورقة حزب الكتائب اللبنانيّة-أثناء جلسة الحوار قبل حرب تموز 2006.
    • هناك مخاطر متأتية من جهات أخرى غير إسرائيل.
    • كان القبول بالمقاومة عندما كانت الدولة غائبة.
    • ترى الورقة أن تطبيق الإستراتيجية يجب أن يكون عقب الانتهاء من الحوار.
    • تسأل الورقة عن التناقض بين سرية المقاومة، والتنسيق مع الجيش-كيف سيتمّ التنسيق؟
    • إن تطبيق ما عرضه السيد نصر الله سيؤخر قيام الدولة.
    • القرار الداخلي لا يكفي، وهذا يقتضي ضرورة حشد الدعم الخارجي، خاصة من العرب.
    • ترتكز المنظومة الداعمة للدفاع عن لبنان على العناصر التالية:
      • اتفاق الهدنة الموقع مع إسرائيل عام 1949.
      • ضرورة تطوير هذا الاتفاق بعد التحولات المهمة التي جرت في لبنان وفي المنطقة عبر الدبلوماسيّة الحارة.
      • الالتزام باتفاق الطائف.
      • الحصول على دعم مجلس الأمن.
ويكرر رئيس حزب الكتائب أمين الجميل فيما خص الإستراتيجية الدفاعية، والصراع العربي– الإسرائيلي، مقولة "الحياد الإيجابي".
ويتهم البعض هذا الطرح بأنه يعيد لبنان إلى ما طرحه بيار الجميل الأب، الذي يقول إن "قوة لبنان في ضعفه".
على كل، إن هذا الطرح يكون مثاليا للبنان، فقط لأنه يبعده عن كل الصراعات، كما يخلق حلا سحريا فوريا لموضوع الإستراتيجية الدفاعية، لكنه من جهة ثانية يتطلب الأمور التالية:
  • أن يوافق عليه كل اللبنانيين، وهو أمر غير متوفر.
  • أن يوافق عليه كل الأطراف الذين يستعملون لبنان ساحة، وهذا غير متوفر، ولن يتوفر حتى بعد أن طرحت إسرائيل مؤخرا على لبنان توقيع اتفاقية عدم اعتداء.
أما تيار المستقبل فلم يطرح حتى الآن أي ورقة تتعلق بالإستراتيجية الدفاعية

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس