عرض مشاركة واحدة

قديم 28-05-09, 09:33 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الإستراتيجية الدفاعية اللبنانية من منظار محلي وإقليمي



 

الإستراتيجية الدفاعية اللبنانية من منظار محلي وإقليمي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إلياس حنا

ملخص عام

البحث في الإستراتيجية الدفاعيّة للبنان لا يمكن أن يتم إلا من منظار إقليمي، وآخر دولي أوسع ، ولا يمكن ذلك إلا بدراسة الجيوبوليتيك اللبنانيّ، حيث لا يتم إهمال العامل الجغرافي، فللجغرافيا معناها السياسي الذي لا يمكن إغفاله.

فلبنان كان ولا يزال ساحة تصفية للحسابات، وهو يشكل نقطة تلاقي خطي الاندفاع والتمدد في الوقت ذاته من جهة إسرائيل أو من جهة سوريا.

بالنسبة لإسرائيل فإن الجبهة الشمالية –أي لبنان- هي التي تشكل خطرا مصيريا عليها، خصوصا بوجود قوة مسلحة في هذه الجبهة تتمتع بامتداد إقليمي إيراني-سوري ، وحتى دولي في حال تدخل روسيا كما هو حال حزب الله.

أما فيما يتعلق بسوريا فيعد لبنان الدولة العازلة لها، فسوريا دون لبنان دولة عادية في المنطقة، ومع لبنان هي دولة إقليمية ذات قدرات عالية.
والجغرافيا السياسية للبنان تفرض عليه ثقافة إستراتيجية، ومسلمات جيوبوليتيكية على رأسها كيفية حماية أمنه القومي، وبالتالي بناء إستراتيجية الأمن القومي الخاص به.

انقسم الفرقاء اللبنانيون حول طاولة الحوار قبل حرب يوليو/ تموز 2006 إزاء المحاور الإقليمية، ومن ثم الدولية، ولكل فريق مقاربته الخاصة لروحية الإستراتيجية الدفاعية وهي المواقف التي يمكن أن نلخصها على النحو الآتي:
  • ففريق المعارضة -8 آذار- لخص موقفه زعيم حزب الله حسن نصر الله بقوله إن لبنان لا يمكن أن يقاوم العدو –إسرائيل- إلا بمقاومة شعبية تنسق مع الجيش بما يعطيها فعالية وقدرة على التحرك، وأيد نصر الله طرح العماد ميشال عون بضرورة شراء شبكة صواريخ متطورة، كما أكد الأخير على مركزية القرار ولامركزية التنفيذ، وأن الجيش والمقاومة هما قوتا ردع العدو.
  • وفيما يخص فريق 14 آذار -باستثناء تيار المستقبل الذي لم يقدم ورقة تتعلق بالإستراتيجية الدفاعية حتى الآن فإنه يمكن تلخيصه على النحو الآتي ذكره:
    • لا يقبل حزب القوات اللبنانية بمنطق الدولة والمقاومة، ويطالب بتسليم سلاح حزب الله مقابل ضمانات اقتصادية، وإرسال المجتمع الدولي قوة دولية رادعة.
    • يرى اللقاء الديمقراطي ممثلا في وليد جنبلاط أن الدفاع عن لبنان يكون عبر المؤسسات العسكرية فقط، ويطرح دمج أو إلحاق عناصر المقاومة وصواريخها بالجيش.
    • أما حزب الكتائب اللبنانية فيكرر رئيسها أمين جميل طرح مقولة "الحياد الإيجابي" فيما يخص الإستراتيجية الدفاعية والصراع العربي الإسرائيلي، ويقول بعدم كفاية القرار الداخلي، وضرورة حشد الدعم الخارجي.

أما بالنسبة للدول العربية فإن لكلّ منها مقاربتها ومصالحها الخاصة تجاه هذه الإستراتيجية، وبسبب أهميّة لبنان لهذه القوى (لبنان الساحة)، فإنه يتمّ النظر إلى شكل ومضمون هذه الإستراتيجية، بمقدار ما تخدم مصالح هذه القوى.
    • فإيران لديها مشروعها الإقليمي، وهي تدعم حزب الله، وهو إلى جانب ذلك مرتبط بها أيديولوجيّا، ويشكّل أهمّ قوّة لديها على تماس مباشر مع إسرائيل، إضافة إلى الخلاف السياسي بين إيران وأميركا.
    • أما سوريا فهي تعتبر نقطة الوصل بين إيران وحزب الله في لبنان، وهي ممرّ الأسلحة والعمق الآمن له، وهو فضلا عن ذلك يشكل العمق الاستراتيجيّ لها في المنطقة.
    • أما باقي الدول العربيّة – مصر والسعوديّة على رأسها- فقد تركّز الحديث بعد حرب تمّوز على الاعتراف بالمقاومة شريطة لبننتها، وعلى أن تتولّى الدولة ومؤسساتها الأمنيّة مسؤوليّة الدفاع عن لبنان.
وإذا اعتبرنا الإستراتيجية الدفاعيّة اللبنانيّة مرتبطة بالإقليم، فإن هذا الإقليم مرتبط بدوره بما قد يأتي به الرئيس الأميركي المُنتخب باراك أوباما من إستراتيجيات جديدة للمنطقة، إذ تظل أميركا هي القوّة الموجهة الوحيدة في المنطقة.


وهناك مقاربتين محتملتين لسياسة الرئيس أوباما الخارجيّة، التي هي بدروها ستؤثّر على الإستراتيجية الدفاعيّة اللبنانيّة، وهما: حلّ من فوق، وحلّ من تحت.

  • الحل من فوق يتمثل في ذهاب أوباما مباشرة إلى روسيا، وفي هذه الحالة يمكن توقّع عزل إيران دوليّا وعبر مجلس الأمن، وهذا يعني أن دورها سيضعف في الإقليم، وفي لبنان بالتحديد.
  • أما الحل من تحت فهو بذهاب أوباما مباشرة إلى إيران لمساومتها في القضايا الخلافية، لأنه وعد بالانسحاب من العراق.
وفي المقاربة الأولى ستضعف سوريا، وفي الثانية ستصبح معزولة، ومع كلتا المقاربتين ستذهب سوريا بوتيرة أسرع إلى الصلح مع إسرائيل.

ويمكن القول أخيرا في ظلّ عدم وضوح الصورة الإقليمية والدوليّة إن أيّة إستراتيجية مرتقبة للبنان، وفي كل المقاربات الممكنة يجب أن تكون مقبولة من كلّ الفرقاء في لبنان، ومناسبة للبنان، كما يجب أن تكون ممكنة التطبيق على الأرض.

لا يمكن النظر إلى الإستراتيجية الدفاعية في لبنان إلا من منظار إقليمي، وكذلك بالطبع ضمن المنظار الدولي الأوسع. فوضع لبنان الحالي، وما حتم فتح باب النقاش حول سلاح حزب الله هو بامتياز دولي وإقليمي، وإلا فما معنى القرارات الدولية الصادرة حول لبنان، مثل القرار 1559 والقرار 1701؟

وما معنى تكليف تيري رود لارسون مبعوث الأمم المتحدة إلى لبنان متابعة تطور ومراحل تطبيق هذين القرارين؟
وعلى الجهة الأخرى، ما معنى تبني الرئيس بشار الأسد "المقاومة وسيلة لتحرير الأرض"؟ وما معنى انتقاد بعض الدول العربية لخطف حزب الله الجنود الإسرائيليين عشية حرب تموز 2006؟ وما معنى تبني إيران لحزب الله؟

لكل ذلك كان من الطبيعي أن ينقسم الفرقاء حول طاولة الحوار إزاء المحاور الإقليمية، ومن ثم الدولية. مع الأخذ بعين الاعتبار بالطبع أنه وفي البعد الدولي، وحتى الآن، لا يوجد لاعب يوازي في ثقله الولايات المتحدة الأميركية. فهي تعد القوة الموجهة (Driving Force) وحتى إشعار آخر سواء في لبنان أو في عموم المنطقة.

 

 


 

ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

التعديل الأخير تم بواسطة ثعلب الصحراء ; 28-05-09 الساعة 09:37 PM.

   

رد مع اقتباس