عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 10:40 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي نظرية الجيش الذكي الصغير



 


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنتيجة تأثير المتغيرات التي شهدها العالم في العقد الأخير من القرن العشرين، وتحت تأثير العولمة والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تحاول كل القوى علاجها والحد من انهيارها، ومع الأخذ في الاعتبار ضرورة ملاءمة القوات العسكرية مع متطلبات الصراع ضد التهديدات، الكامنة في كل مكان، والقابلة للانفجار بأشكال غير متوقعة، ومع تزايد رفض الرأي العام للخسائر البشرية الناجمة عن الحروب،وبالإضافة إلى التقدم الكبير في مجال تكنولوجيا التسليح، كل ذلك أدى إلى وضعت العديد من الدول مجموعة من البرامج الرامية إلى إعادة تنظيم وتجهيز جيوشها، بحيث تغدو قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية في القرن الحادي والعشرين.

وتوجهت الجهود نحو تخفيض عدد القوات المسلحة بشكل عام، وتزويدها بأجيال جديدة من الأسلحة والمعدات، لتحقيق المرونة، وخفة الحركة، والحشد النيراني، وإمكانية نقلها جوا، وقدرتها على الكشف ونقل المعلومات، في الزمن الحقيقي، إلى كافة أنساق القتال. وذلك من خلال تبنى فكرة الجيش الذكي الصغير.


وتعتمد فكرة الجيش الذكي الصغير في أحد شقيها على تسليح هذا الجيش بأحدث النظم، خاصة أننا في العصر المتميز بثورة المعلومات والاتصال، والابتكارات التكنولوجية، القادرة على الإسهام في شؤون الحرب، وعلى تصنيع أسلحة "ذكية" Smart.

هذه النظم، التي تمثلت في الطائرات الخفية، والصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، وأنظمة القيادة والسيطرة الآلية، والأقمار الصناعية، ونظام تحديد المواقع على مستوى الكرة الأرضية Global Positioning System: GPS، وطائرات الإنذار المبكر، والسفن الحربية "ايجيس"، بالإضافة إلى استخدام الإمكانات العسكرية لنظم إدارة المعلومات، ونظم الإخفاء والخداع، ونظم الحرب الإلكترونية، ومستشعرات فائقة الحساسية، ونظم تسليح قوات جوية متقدمة.

أما الشق الثاني في فكرة الجيش الذكي الصغير فيتمثل في تخفيض أعداد القوات المسلحة، حيث إن وجود قوة صغيرة، على درجة استعداد عالية، وذات روح معنوية مرتفعة، تكون دائما أفضل من قوة أكبر حجما، ولا تتمتع بهذه الخصائص، حتى توافرت لهذه القوة الكبيرة أفضل التكنولوجيات والأسلحة.

وكلما زاد التقدم التكنولوجي العسكري، ظهر فكر عسكري جديد، حيث كانت الحاجة تدعو دائما لتطوير الأسلحة والعتاد الحربي، لتلبية متطلبات العمليات، وجد العسكريون أنفسهم أمام إمكانيات جديدة في مسرح الحرب، فينعكس ذلك على تطوير العقائد القتالية، سعيا لتحقيق الهدف من الصراع المسلح، بأقل خسائر بشرية ممكنة.

وانتشرت المساعي الرامية إلى تطوير وسائل نقل المواد المتفجرة، سواء من على سطح الأرض، بواسطة المدفعية والصواريخ، أو من الجو بواسطة الطائرات المختلفة، أو من الغواصات. وتطورت وسائل التدمير، وجرى الاهتمام بتكنولوجيا التوجيه لزيادة المدى ودقة الإصابة، اعتمادا على التطور في مجال الحاسبات الآلية، والتي تتميز بقدرات عالية لمعالجات البيانات، فظهرت منظومات التسليح الآلية المتكاملة، الفائقة الدقة، والشديدة "الذكاء"، والقوية التأثير.

لذا فإن استخدام الوسائل النيرانية، بعيدة المدى، والطائرات الموجهة من دون طيار، والقوات المحمولة جواً، والقادرة على خوض قتال في أماكن بعيدة، وكذلك القوات الخاصة، سوف تمنح الجيش الذكي الصغير في المستقبل قدرة حقيقية على خوض المعارك العميقة. وسوف يؤدى كل هذا التقدم إلى تحقيق تفوق نسبى في القوات، مما سيؤدى إلى تدمير العدو، قبل وصوله إلى بؤرة القتال.
الجيش الذكي الصغير في الفكر العسكري العالمي

أولاً: خلفية تاريخية

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، عكف المفكرون العسكريون، في كل أنحاء العالم، على دراسة خبرات هذه الحرب، والأسلحة الرئيسية المستخدمة خلالها، لتحديد اتجاهات تطوير القوات المسلحة، وطبيعة أي حرب مقبلة.

وسرعان ما ظهرت نظريات وآراء جديدة منها، نظرية "الجيش الذكي الصغير"، التي نادى بها، على سبيل المثال، كل من الجنرال فولر وليدل هارت، في بريطانيا، وسيكت، في ألمانيا، وديجول، في فرنسا. وجاءت هذه النظرية نتيجة لتقويم دور المعدات والأسلحة الجديدة المتطورة تكنولوجيا ـ في حينها ـ وخاصة الدبابات.

ثانياً: دعوة "فولر"

نادى الجنرال "فولر" ـ رئيس أركان قوات التاج البريطاني ـ في كتابه "دور الدبابات في الحرب العظمى 1914 ـ 1918م " بأن نجاح الحلفاء في الحرب العالمية الأولى يعود إلى الدبابة. وأنه يجب على الغرب أن يبنى جيوشا مدرعة وميكانيكية، تتميز بصغر حجم القوات البشرية، ولكنها كبيرة التأثير.

كما رأى "فولر" أن نسبة كبيرة من النجاح في الحرب سيتوقف على السلاح، بينما باقي العناصر الأخرى، من استخدام، وقيادة، وشجاعة، وانضباط، وإمداد بالاحتياجات، تمثل نسبة أقل من النجاح.

ولقد أيد ديجول أفكار "فولر"، واعتبر أن سر انهيار فرنسا، في بداية الحرب العالمية الثانية، يرجع إلى سوء تقديرها لنظرية الجيش الذكي الصغير، هذه النظرية التي ترى أن الدبابة، بإمكاناتها، بوصفها قوة نيران، وبقدرتها على إحداث الصدمة، سوف تلعب الدور الحاسم في الحرب الحديثة من حيث تحقيق الاختراق السريع في دفاعات الخصم والقدرة على القتال في العمق.

ثالثاً: الثورة التكنولوجية العسكرية الأولى

منذ ظهور الحروب البدائية، وأسلحة القتال تنقسم إلى فئتين هما: الفئة الأولى، التي تتمثل في أسلحة الصدمة، مثل السيف والرمح والسونكي، وهى تستخدم للقتال القريب، ثم الفئة الثانية، وهى القذائف، والتي تعمل على تدمير العدو من بعد، مثل السهم، والطلقة، والقنبلة شديدة الانفجار، والتي تطلق من مختلف الوسائل.

ولذلك كانت الثورة التكنولوجية العسكرية الأولى تكمن في ظهور القوس، الذي يطلق من 8 ـ 12 سهما، وبمدى يصل ما بين 200 ـ 400 ياردة، ليظهر قتال العمق، ومرونة الأداء. وزادت كثافة التشكيلات ومعدات القتال، مع المرونة في توزيعها على مسرح العمليات، وجرت المساعي لتوفير الحماية للقوة البشرية، من خلال الدروع الفردية، والبذلة الحديدية الكاملة.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رابعاً: الثورة التكنولوجية العسكرية الثانية

تمثلت في ظهور البارود، ليبدأ عصر جديد، تسود فيه الأسلحة النارية، بمختلف أنواعها، وتعم المدفعية مختلف جيوش العالم، ويظل استخدامها مستمرا، حتى الآن. وتزايدت قوة الأسلحة، وسهولة استخدامها، ولذا تفوقت المدفعية على الخيالة، وأخذت مكانها بوصفها مطرقة للمعركة، تدمر قوات العدو في العمق، وتقطع طرق انسحاب قواته الأمامية، وتهيئ أفضل السبل لقوات المشاة الصديقة المهاجمة من الأمام، للقضاء على العدو وفرض الإرادة عليه.

وكان لتأثير التطور التكنولوجي، الذي أحدثته الثورة الصناعية في أوروبا، أن أجبرت العسكريين، المتمسكين بالقديم، إلى البحث عن أساليب جديدة لإدارة الحروب والمعارك، فقد توفرت وسائل لنقل المدفعية والقوات، وسرعة أعمال الإمداد، والسهولة النسبية في المناورة على أجناب ومؤخرة الخصم، وظهرت الدبابة، ورغم هذا ظلت المدفعية على احتكارها لقوة النيران في الميدان.

وبتطور الطيران، صار بوسع الجيوش زيادة سرعة إيقاع المعارك، وفيما بين الحربين العالميتين، ظهرت القوات المنقولة أو المسقطة جوا،مما أدى إلى زيادة خفة الحركة للقوات.

ونظراً لأن القاذفة الإستراتيجية قد ظهرت في هذه الآونة فكان يتم استخدامها بوصفها أحد وسائل إيصال الذخائر لمدى بعيد، فلم تكن هناك ثمة غرابة في أن المفكرين العسكريين قد سعوا لاستبدالها بحاملة ذخائر لا يقودها بشر، وقادرة على إحداث القدر نفسه من الدمار.

فظهرت القنبلة الطائرة الألمانية، لأول مرة في سماء بريطانيا، والتي تعمل بمحرك نفاث بسيط، وبسرعة 350 ميل/ ساعة، وتطلق من على مسافة 320 كم، وليصبح ذلك إعلانا بظهور عصر الصواريخ الباليستية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خامساً: الثورة التكنولوجية العسكرية الثالثة

تمثلت في ظهور السلاح النووي يوم 6 أغسطس 1945م، عندما ألقت الولايات المتحدة الأمريكية أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، ليتم إصابة عشرات الآلاف بين قتيل وجريح، ولتدخل الترسانة النووية التاريخ، وتسعى كل دول العالم لدخول النادي النووي.

سادساً: الثورة التكنولوجية العسكرية الرابعة

تمثلت في ظهور الترانزيستورTransistor، ليبدأ السباق السريع في مجال الإلكترونيات، ولتصبح بعدا رئيسيا ثابتا في تطوير كل سلاح أو معدة عسكرية، ولتسمح ببناء الأقمار الصناعية، وتصنيع أجهزة الحاسب الحديثة.

ثم بدأ سباق الفضاء بإطلاق السوفيت لأول قمر صناعي "سبوتنيك" Sputnik يوم 4 نوفمبر 1957، ويعقبهم الأمريكيون بإطلاق القمر "إكسبلورر ـ 1" Explorer-1 في 31 يناير 1958. ورغم البداية المتواضعة في استخدام هذه الأقمار، بغرض الإنذار، إلا أنه سرعان ما اتسع استخدامها في مجال الاستخبارات، والمعلومات، والتجسس، والاتصالات، والتصوير.

سابعاً: أسباب بناء الجيش الذكي الصغير في الفكر العسكري الأمريكي

تشغل فكرة الجيش الذكي الصغير بال العسكريين الأمريكيين بدرجة كبيرة. فمنذ انتهاء الحرب الباردة والولايات المتحدة الأمريكية تسعى حثيثا لوضع تصور واضح محدد لإستراتيجيتها
العسكرية للقرن الحادي والعشرين بما يتلاءم مع متغيرات البيئة الخارجية والداخلية، ويضمن تحقيق المصالح الحيوية الإستراتيجية للولايات المتحدة سواء الآنية أو المستقبلية.

وتهدف هذه الإستراتيجية إلى إدارة الصراعات المسلحة على المستوى العالمي بأسلوب الفعل وليس رد الفعل، وذلك بامتلاك المبادأة والحفاظ عليها، واعتناق إستراتيجية الردع ضد القوى الإقليمية المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية كافة ، مع الاستعداد للحرب والنصر، إذا تطلب الأمر ذلك، واستمرار التمسك بإستراتيجية الهيمنة وفرض الإرادة على البيئة الأمنية العالمية من خلال امتلاك جيش جديد للقرن الحادي والعشرين، بدأت تظهر ملامحه الأساسية.

ثامناً: الإستراتيجية العسكرية الأمريكية للقرن الحادي والعشرين

تعتبر الإستراتيجية العسكرية من أهم مجالات نشاط القيادة العسكرية، حيث تطرح الفكر العسكري اللازم لتطبيق الخطوط العامة التي حددتها السياسة العسكرية، سواء خلال فترات السلم، أو أثناء حالات الصراع المسلح.

وهو أمر ينعكس بالضرورة على كيفية بناء قدرات القوات المسلحة الأمريكية وإمكانياتها بمختلف عناصرها وتخصصاتها، وأيضا على تحديد الأهداف والمهام الإستراتيجية لها، والتي بتنفيذها يتم إحداث تغييرات جذرية في الموقف السياسي العسكري، وتؤثر على تطور الصراع كله، وتقود في النهاية إلى فرض الإرادة على الخصم.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تاسعاً: عناصر الإستراتيجية الشاملة للولايات المتحدة الأمريكية

تتضمن الإستراتيجية الشاملة للولايات المتحدة العديد من العناصر التي تبنى عليها الإستراتيجية العسكرية الأمريكية للقرن الحادي والعشرين. وتشمل هذه العناصر:

1. الاستخدام الأمثل للقوة العسكرية، من حيث المهمة، والحجم، ونوعية القوات.

2. التحديد الواضح للمصالح الحيوية في كافة المجالات.

3. وضع معايير محددة لطبيعة التدخل الأمريكي وأبعاده باستخدام قوى الدولة كافة.

4. توفير أقصى حماية أمنية لمنطقة أوروبا.

5. الحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها العسكري في منطقة الشرق الأوسط.

6. استمرار الدور الأمريكي لضبط التوازن في منطقة الباسفيك.

7. تنمية الاستثمارات في المجال الدفاعي والعسكري.

8. الحفاظ على الدور القيادي العالمي للولايات المتحدة.

9. مواجهة انتشار التسلح النووي والصاروخي وأسلحة الدمار الشامل.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عاشراً: الدور الجديد للقوة العسكرية الأمريكية

في ظل عدم وضوح التهديدات الأمنية للولايات المتحدة بعد انخفاض حدة التهديدات والصراعات التي كانت تواجه بوضوح المصالح المهمة والإستراتيجية للولايات المتحدة خلال حقبة الحرب الباردة، حدد الهدف الإستراتيجي في المستقبل بضرورة خلق بيئة إستراتيجية أمنية للولايات المتحدة، تسمح لها بتحقيق مصالحها المختلفة، بأقصى قدر من المكاسب، وأقل خسائر ممكنة، وذلك من خلال السيطرة على البيئة الأمنية الكونية، بجيش وقوات مسلحة جديدة أطلق عليها "جيش القرن الحادي والعشرين".

وذلك بهدف تحقيق الآتي:

1. ضمان الحفاظ على قدرات الردع، وهزيمة العدو، والدفاع الوقائي.

2. إنشاء وحدات السلام، وتنفيذ عمليات الإغاثة الإنسانية، من دون أو بأقل خسائر مادية وبشرية.

3. الاستمرار في تنفيذ عمليات الطوارئ المختلفة حول العالم.

4. بناء قوات مسلحة أصغر، وأكفأ، وقادرة على الفتح، والانتقال السريع، والعمل مستقلة على امتداد مسرح العمليات الكوني، وتعمل من دون دعم إداري لمدة 120 يوما.

5. إعداد قادة وضباط المستقبل لمدى الثلاثين عاما القادمة، وبحث الحقائق الجيوبولتيكية المحتملة، والسلوك الإنساني، وتطوير الفن العسكري، واستيعاب التكنولوجيا الحديثة وأعمال القيادة والسيطرة.

6. الاستفادة إلى أقصى حد من الثورة في الشؤون العسكرية لتوفير الرؤية المشتركة لأفرع القوات المسلحة الأمريكية كافة، والتي تشمل إنتاج الأسلحة غير القاتلة، وتكنولوجيا التصغير، وثورة المعلومات، وأنظمة التسليح الذكية، واستخدام المركبات الآلية التي تعمل من دون بشر، وزيادة فعالية وتأثير البعد النفسي والسيكولوجي على العدو، بصورة حاسمة، تكون ذات تأثير أقوى من التدمير القاتل، وتقليل الاعتماد على البشر، ويكون ذلك بحلول عام 2010م.

7. تحقيق التوازن بين ضرورة حماية المصالح الحيوية الأمريكية وتأمينها وبين قدرة الدفاع عنها، باستخدام القوى الشاملة للدولة.

8. تحقيق التوازن في بناء القوات المسلحة، ودرجة استعدادها، مع تقليل التكلفة.

9. تحقيق التوازن بين القوات العاملة وبين قوات الاحتياط.

10. توفير أقصى قدر من الإمكانيات التي تضمن هيمنة القوات الأمريكية على كل مسارح الحرب.

حادي عشر: قدرات جديدة للقوات المسلحة الأمريكية من خلال الجيش الذكي الصغير

من خلال الجيش الذكي الصغير تحاول القوات المسلحة الأمريكية الحصول على قدرات جديدة في مجالات: التوجيه، والتحكم، والاتصالات، وأنظمة المعلومات، والاستخبارات، والاستطلاع.

 

 


 

   

رد مع اقتباس