عرض مشاركة واحدة

قديم 07-10-09, 02:25 PM

  رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

د. الاستطلاع الصوتي
تنقسم أجهزة الاستطلاع الصوتية إلى عدة أنواع؛ منها ما هو مخصص لاستطلاع تحركات الأهداف الأرضية المعادية، وهو ما يعرف باسم "المستشعرات السيزمية"، ومنها ما هو مخصص لتسجيل تحركات الأهداف براً، وجواً، وبحراً، وهو ما يعرف باسم "المستشعرات الصوتية".


(1) المستشعرات السيزمية Seismic Sensors
وهي تعتمد على استقبال الهزات الأرضية الناتجة عن تحرك الأفراد والمركبات على الأرض بوساطة سماعات سيزمية Geophones، تزرع في الأرض، فتحول هذه الاهتزازات إلى نبضات، وتنقلها إلى المستقبل، ويمكن لهذه المستشعرات أن تميز بين الأهداف المختلفة من واقع الموجات السيزمية المختلفة الناتجة عن هذه الاهتزازات.
يتكون جهاز الاستشعار السيزمي عادة من 4-5 سماعات سيزمية، يتم دفنها على عمق 37.5-45 سم من سطح الأرض بفواصل تتراوح بين 20 و30 متر بين السماعات، ويصل مدى الاستشعار للسماعة الواحدة إلى مسافة 30 مترا بالنسبة للأفراد، وحتى مسافة تتراوح بين 100 و150 متراً بالنسبة للمركبات، وبذلك يمكن للجهاز تغطية مساحة تتراوح بين ألفي متر وأربعة آلاف وخمسمائة متر مربع 20×100 أو 30×150.
توصل سماعات الجهاز إلى وحدة تحكم كشف مشتركة، تُدفن على عمق يتراوح بين 30 و75 سم تحت سطح الأرض وهذه الوحدة، هي التي تتولى إرسال المعلومات، التي تدل على وجود تحركات في منطقة تغطية جهاز الاستشعار.
وهناك عدة أنواع من هذه الأجهزة؛ فمنها ما يمكن وضعه بوساطة الأفراد يدوياً، ومنها ما يُقصف من الطائرات العمودية؛ كما أن هناك أنواع يمكن استعادتها واستخدامها مرة أخرى، وأنواع يبطل استخدامها لمجرد انتهاء عمر البطارية التي تشغلها.

(2) المستشعرات الصوتية Acoustic Sensors
تستخدم لتسجيل تحركات الأهداف مثل الأفراد، والمركبات، والطائرات العمودية التي تطير على ارتفاعات منخفضة، وتستطيع تحديد نوع الهدف، ويتراوح مداها بين 30 و100متر للأفراد، ويصل إلى 100 متر للمركبات والدبابات، وعادة تستخدم هذه الأجهزة، جزءاً مكملاً لأجهزة استشعار الهزات الأرضية السيزمية، ويتم ضبطها على أساس وصول ثلاثة إنذارات متتالية من أجهزة الاستشعار السيزمية، فتلتقط هذه الأجهزة الأصوات الناتجة عن الهدف المتحرك في مجال تغطية حقل المستشعرات لمدة تتراوح بين ثانية واحدة و15 ثانية، وترسله عن طريق وحدة التحكم إلى مركز المتابعة الموجود في الخلف، ويتوقف مدى هذه الأجهزة، على مدى قدرة السمع البشرية للأصوات الناتجة عن الهدف نفسها، ومن مكان الجهاز نفسه.
هناك نوع من هذه الأجهزة يستخدم لاكتشاف صوت محركات الأهداف الموجودة تحت سطح الماء، وخاصة الغواصات Sonorous، ويستخدم في المناطق المحتملة لفتح غواصات العدو على مداخل القواعد، والمراسي البحرية الصديقة، كما يمكن استخدامه لمراقبة خروج غواصات العدو من قواعدها، أو من نقاط تمركزها.
تنشر هذه الأجهزة على شكل عوامات صغيرة، بوساطة الطائرات العمودية المضادة للغواصات المعادية وتحديد مسارها.
من أمثلة هذه المستشعرات الجهاز AAU-DT-383-GSQ الذي يمكنه العمل لمدة ستين يوماً، وهناك بعض الأنواع التي تعمل حتى 1900 ساعة ـ 80 يوما ـ بوساطة البطارية من نوع BA-1546 .

هـ. استطلاع الحاسبات الآلية
أثبتت الأحداث، خلال السنوات الماضية، أنه في ظل التقدم التكنولوجي في المجال الإلكتروني؛ أصبح من اليسير اختراق أي نظام إلكتروني اعتماداً على التقنية العالية في مجالات الاستطلاع الإلكتروني للنظم والوسائل الإلكترونية؛ سواء المستخدمة في المجال المدني أو العسكري؛ إذ تُعد الحاسبات الآلية مجالاً خصباً للحصول على المعلومات بما تتمتع به من القدرة الفائقة على تجميع، المعلومات وتصنيفها وتحليلها وتداولها، فضلاً على سرعة نشرها في دقائق، بل في ثوانٍ معدودة على عدة مستويات، وفي أكثر من اتجاه في وقت واحد.
انطلاقاً من هذا المفهوم، فقد تعددت طرق استطلاع الحاسبات الآلية وأساليبه، وإن كان معظمها، إن لم يكن جميعها، تعتمد بالأساس على كيفية التنصّت على وسائل الاتصال المختلفة لشبكات الحاسبات "خطية، لاسلكية، ميكروويف... إلخ"، ويمكن أن نوجز أهمها فيما يلي:

(1) زرع حاسب آلي في شبكة الحاسبات
بتوصيل حاسب آلي عن طريق شبكة الاتصالات التي تربط مجموعة الحاسبات الآلية ببعضها؛ سواء كانت شبكة خطية أو لاسلكية ليظهر هذا الحاسب الدخيل، وكأنه مشترك ضمن مجموعة شبكة هذه الحاسبات، وبالتالي، يمكن لهذا الحاسب الحصول على كافة المعلومات المتداولة على هذه الشبكة بين الحاسبات، فضلاً عن إمكانية نقلها فورياً لأي جهة. ولكن يجب أن يكون معلوماً أن هذا الأسلوب قد يتطلب تجهيزات إلكترونية، ذات تقنية عالية؛ ليمكن التداخل على نظام شبكة الحاسبات الآلية دون أن يشعر أي مشترك في الشبكة بأن هناك حاسباً دخيلاً يتنصّت عليها.

(2) زرع أجهزة مراقبة إلكترونية بطريقة خَفيّة Bugs
بوضع هذه الأجهزة داخل صالات الحاسبات، وهي آلة تصوير تليفزيوني مزودة بمكبر صوت "ميكروفون"، ونوع آخر منها مستشعر للذبذبات التي تصدر عن شاشات عرض الحاسبات، وكلاهما يوصل بدائرة إرسال إلكترونية، تزرع في مكان خفي داخل المركز، بما يمكنها من مراقبة كل ما يدور على شاشات الحاسبات، ونقل معلوماتها، لحظة بلحظة، إلى مركز تحكم عن بعد؛ إما لاسلكياً أو خطياً، وإن كان دائماً ما ينفذ نقلها من طريق كابل خطي من الألياف الضوئية يوضع بطريقة خفية في هذه الصالات كذلك، ويتصل هذا الكابل بجهاز لاسلكي خارجي ينقل المعلومات التي تصل إليه مباشرة إلى مركز تحكم من بعد، يسيطر على عملية التنصت. وبالطبع، يفضل هذا الأسلوب في عملية نقل المعلومات المتحصل عليها حتى لا يشعر العاملون على أجهزة الحاسبات داخل هذه الصالات، أن هناك أي إشعاع كهرومغناطيسي، يؤثر على عمل الحاسبات التي غالباً ما تتطلب مواصفات تشغيلها عزلاً تاماً عن مصادر الإشعاع الكهرومغناطيسي المباشر.
ومن الأنواع الأخرى لاستطلاع الحاسبات الآلية، النوع الذي يُعرف باسم "الاختراق المباشر المدبر"، وهو يعني الدخول المباشر على نظم الحاسبات الآلية باستغلال أية ثغرة أمنية في نظام عملها؛ بهدف الحصول على معلومات، أو بيانات سرية ذات أهمية خاصة. والخطورة التي تكمن في هذا النوع من أنواع استطلاع الحاسبات الإلكترونية أن الذي ينفذ هذا العمل لا يسهل اكتشافه؛ لأنه كمن يفتح درج مكتب، ويطلع إلى ما فيه من ملفات ووثائق، ثم يعيدها كما هي حتى لا تكتشف أن هناك عملية سطو قد تمت.
إن الإهمال والجهل الناتجين من عدم تدريب العاملين في مجال الحاسبات الآلية، يمكن أن يؤديا إلى تسريب معلومات الحاسبات الآلية؛ سواء نتيجة لسوء استعمال الحاسبات، أو الجهل بأسلوب تأمين هذه المعلومات وحفظها وتداولها.

 

 


   

رد مع اقتباس