عرض مشاركة واحدة

قديم 11-11-09, 04:25 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

الترسانة النووية الإسرائيلية

تستند القدرات الإسرائيلية في مجال أسلحة الدمار الشامل إلى قاعدة تقنية بدأت عملية تشكيلها منذ عام 1948م، وفي عام 1953م شكّلت لجنة الطاقة النووية. وعقدت إسرائيل في عام 1955م اتفاقاً مع الولايات المتحدة الأمريكية لبناء مفاعل (ناحال سوريك)، وهو مفاعل مُعدّ للأبحاث النووية بقوة خمسة ميغاواط، وخاضع لتفتيش وكالة الطاقة النووية في (فيينا). وكانت إسرائيل في عام 1954م تفاوض فرنسا سراً بشأن تعاون نووي أشمل، ونتج من تلك المفاوضات اتفاق لتزويد إسرائيل بمفاعل (ديمونا)، الذي بدأ تشغيله في أواخر عام 1963م، ولم يجر إخضاعه حتى الآن للتفتيش الدولي، وكانت قوة هذا المفاعل (24) ميغاواط، وهو ما كان يمكنه من إنتاج كميات من مادة البلوتونيوم تكفي لصنع رأس نووي واحد سنوياً، على أن معلومات أخرى أفادت أن قوة مفاعل (ديمونا) (40) ميغاواط، أي يمكنه من إنتاج كميات من مادة البلوتونيوم تكفي لصنع رأسين أو ثلاثة رؤوس نووية سنوياً، وفي عام 1974م، كشفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (cia) أن إسرائيل قادرة على تصنيع الرؤوس النووية، وفي عام 1986م أوضح (مردخاي فعنونو) الفني الإسرائيلي الذي كان يعمل في مفاعل (ديمونا) أن البرنامج العسكري النووي الإسرائيلي هو أشمل وأعقد مما كان يُعرف سابقاً، حيث بنيت المختبرات ومحطة فصل البلوتونيوم عن الشوائب، وبناء مركز التجميع في طبقات تحت الأرض(5).

وتتكون عناصر القوة النووية الإسرائيلية من الآتي:
1. الرؤوس النووية التي يتراوح عددها ما بين (55 200) قنبلة ذات رأس نووي، وتشير التقديرات أنها من أعيرة تتراوح ما بين كيلو طن إلى (20) كيلو طن، مع اختلاف النوعية (ذري هيدروجيني نيترون)، ويأتي هذا الخلاف ارتباطاً بالغموض الذي يحيط بالبرنامج النووي الإسرائيلي.

2. يتوافر لإسرائيل منظومة متكاملة من وسائل الإطلاق يمكن استخدامها لتوصيل السلاح النووي إلى أهدافه، مثل: طائرات القتال (إف 15)، و (إف 16)، و (الفانتوم 2000)، والصواريخ (أريحا) من طراز (2 ، 3)، والصواريخ القصيرة (لانس)، والتي يحمل كل منها رأساً نووياً عيار (1) كيلو طن، والمدفعية من عيار (203مم، و 155 مم).

وفيما يلي إبراز لقدرات المفاعلات النووية الإسرائيلية: مفاعل (ديمونا) تبلغ قدرته (150) ميغاواط، فيما تبلغ قدرة المفاعل (ناحال سوريك) (8) ميغاواط، وقدرة المفاعل (ريشون لتسيون) (10) ميغاواط، وقدرة المفاعل (التخنيون) (250) كيلوواط، وقدرة المفاعل (نبي رؤوبين) (5) ميغاواط(6).

وتنتشر القوة النووية الإسرائيلية في ثمانية مواقع هي:
1. (ديمونا): الذي يوجد فيه مختبرات لعزل البلوتونيوم.
2. (ناحال سوريك): الذي يضم مختبرات يجري فيها تخطيط الأسلحة النووية.
3. (بئر يعقوب): وهو موقع يتم فيه إنتاج صواريخ (أريحا 2) و (حيتس).
4. (الجناح 20): الواقع في موقع (يوديفات) التابع لشركة (رافائيل)، ويتم فيه تركيب القذائف النووية، بينما يتم في أقسام أخرى من الموقع إنتاج الصاروخ (بوباي).
5. (موقع عيلبون): الذي تحتفظ إسرائيل فيه بأسلحة نووية تكتيكية.
6. (كفار زخريا): حيث تخزّن فيه الصواريخ النووية في نحو (50) غرفة عسكرية.
7. (قاعدة البالمحيم): في جبال القدس التي جرت فيها أغلب تجارب إطلاق الصاروخ (أريحا).
8. (تل نوف): وهو قاعدة جوية توجد فيها طائرات (الفانتوم) (إف 16)، التي تمت ملاءمتها لحمل القذائف النووية(7).

وتشير مصادر أمريكية إلى تقديرات مختلفة حول القدرات النووية الإسرائيلية؛ ففي عام 1999م أكَّدت وثيقة سرية لوزارة الطاقة الأمريكية نشرتها نشرة (علماء الذرة)، عدد أيلول-سبتمبر تشرين-أكتوبر 1999م، أن إسرائيل تحتل المرتبة السادسة بين الدول النووية في العالم، إذ إنها تمتلك ما بين (300) كيلوجرام، و (500) كيلوجرام من اليورانيوم المخصب، مما يعني أنها قادرة على صنع (250) قنبلة ذرية على الأقل، فالقنبلة الواحدة تتطلب كيلو جرامين إلى أربعة كيلوجرامات من اليورانيوم المشع(8).

وكشفت مقالة نشرت على موقع الإنترنت التابع لمركز منع ترويج الأسلحة النووية التابع لسلاح الجو الأمريكي في عام 2002م أن لدى إسرائيل أكثر من (400) قطعة سلاح نووي، بعضها قنابل هيدروجينية. ويذكر كاتب المقالة وهو العقيد المتقاعد(نزهار) الذي شغل مناصب قيادية مختلفة في الجيش الأمريكي، وخدم في حرب فيتنام أن إسرائيل امتلكت عام 1967م نحو (15) قنبلة نووية، وما بين (15) إلى (20) قنبلة عام 1976م، و (200) قنبلة عام 1980م، وأكثر من (400) قطعة سلاح نووي وهيدروجيني في عام 1997م(9).

وفي هذا المجال، ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن إسرائيل قد اختبرت صواريخ (كروز) القادرة على حمل رؤوس نووية انطلاقاً من غواصة قبالة سواحل (سيريلانكا) في شهر آيار-مايو 2000م، وأن صواريخ (كروز) أصابت أهدافاً على بعد حوالي (1500) كيلومتر، وبذلك تصبح إسرائيل ثالث دولة في العالم، بعد الولايات المتحدة وروسيا، قادرة على إطلاق صواريخ (كروز) نووية من الغواصات. وأعاد المراقبون العسكريون إلى الأذهان في ضوء هذا التطور أن إسرائيل تمتلك المقدرة على إنتاج الأسلحة النووية من عام 1966م، ويعتقد المراقبون الغربيون أن لديها الآن حوالي (20) قنبلة نووية، وتتضمن هذه القنابل رؤوساً حربية زنة مائتي كيلوجرام يحتوي كل منها على ستة كيلوجرامات من البلوتونيوم يمكن وضعها على صواريخ كروز(10).

وتفيد المعلومات أن إسرائيل تمتلك القنبلة النيترونية المسماة ب (القنبلة النظيفة) أو (الحضارية)، وهذه القنبلة الأصغر حجماً وتعقيداً من القنبلة النووية هي في الواقع قنبلة هيدروجينية صغيرة تزن بضع عشرات من الكيلوغرامات، وعلى الأكثر (200) كيلوجرام، وقد صممت بحيث تعمل على تحرير نيترونات على شكل جسيمات معتدلة الشحنة الكهربائية، وذات طاقة شديدة جداً، وتتسبب هذه النيترونات بقتل الأفراد في المنطقة التي يتم فيها إلقاء القنبلة النيترونية التي لمحدوديتها يطلق عليها اسم (القنبلة النظيفة)، وأيضاً لكونها لا تهدد بالخطر المناطق المحيطة عن طريق الإشعاعات. وبإمكان مقاتلي القوة العسكرية الذين يستخدمونها أن يدخلوا إلى المنطقة المعرّضة للإصابة ويسيطروا عليها، وقد زعم (صموئيل كوهين) وهو يهودي أمريكي صاحب فكرة إنتاج القنبلة النيترونية في مقابلة مع المجلة الأسبوعية التي تصدرها الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة الأمريكية: "إن من يبقى على قيد الحياة بعد الإصابة من جراء إسقاط القنبلة النيترونية من المحتمل أن يعاني فقط من القيء والإسهال والدوار والحرارة والحمى، وهذه الظواهر يعاني منها البشر نتيجة الأمراض العادية، وهذه الظواهر عابرة، وإن احتمال الإصابة بالسرطان في أعقاب إلقاء قنبلة النيترون هو في حدود دنيا تصل إلى إصابة واحدة بين كل ألف مصاب بتأثير القنبلة"(11).

 

 


   

رد مع اقتباس