عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:39 PM

  رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (40) ـ السادات أبلغ السوفيات أن العرب لا يريدون رؤية دولة شيوعية في الشرق الأوسط
موسكو لم تشر إلى إقالة علي صبري لكن العداء للشيوعية سيطر على المباحثات
لندن: حسن ساتي
أرهق الرئيس المصري الراحل انور السادات الغرب كثيرا بزيارته المفاجئة للاتحاد السوفياتي في ظرف عصيب توترت فيه العلاقات بين القاهرة وموسكو على خلفية الحملة التي قادها ضد (مراكز القوى) في مصر وطالت اصدقاء لموسكو، وعلى خلفية دور القاهرة في اجهاض انقلاب السودان الشيوعي في 19 يوليو (تموز) وعودة الحليف جعفر نميري للحكم بعد ثلاثة ايام.

الوثائق التالية وعلى مدى الحلقتين التاليتين ايضا، تكشف ابعاد تلك الزيارة، وكيف كبد السادات فيها بريطانيا واميركا وحلف شمال الاطلسي، عناء لاستقصاء نتائج زيارة اراد لها السادات ان تقوي من موقفة في الصراع العربي ـ الاسرائيلي، فتجاوب معه السوفيات على حياء، ولكن بعد ان شغلوه بالاجابة عن تساؤلاتهم حول العداء للشيوعية والعداء للسوفياتية.
* الحوار في اتجاهين
* وثيقة رقم: 7
* التاريخ: 22 اكتوبر 1971
* الى: ام. شي. ادارة الشرق الادنى، وزارة الخارجية.
* الموضوع: زيارة السادات لموسكو.
1 ـ الآتي عبارة عن تعليقات مبدئية استطعنا الحصول عليها من اعضاء السفارة المصرية هنا حول زيارة السادات الاسبوع الماضي. السفير التقى د. غالب يوم 18 اكتوبر لفترة قصيرة. وارفق لكم نسخة من وقائع اجتماعهما. د. غالب وصف بالضرورة زيارة السادات بانها ناجحة. وهناك شكوك حول توجه السوفيات الميال لضبط النفس تجاه المساعدات العسكرية وما اذا كان ذلك يمثل نوعا من عدم الاتفاق بين السوفيات والمصريين حول حتمية استخدام القوة. وقد اشار غالب بتكرار الى امداد اسرائيل بطائرات الفانتوم، كتبرير لزيادة مصر لقدراتها العسكرية. في المقابل، يبدو تفسير غالب لاشارات السادات لاستخدام القوة كما لو أن الامر لا يعدو كونه ضرورة تمليها السياسة الداخلية. كما بدا غالب مهتما بالتركيز على ان الحكومة المصرية مستعدة للتحلي بالصبر والاستمرار في العمل نحو تسوية سياسية.
2 ـ ابراهيم علام، السكرتير الثاني في السفارة المصرية زار السفارة يوم 20 اكتوبر وقدم الصورة التالية للزيارة: ركز علام كثيرا على ان السادات عاد للقاهرة وهو راض جدا عن زيارته القصيرة لموسكو.. المحادثات، التي حضرها برجينيف، وكوسيجين وبودغورني، بدأت في اليوم التالي لوصول السادات، اي يوم 12 اكتوبر. قدم السادات ورياض في الجلسة الصباحية، على التوالي، صورة للاوضاع في مصر حاليا وفي الامم المتحدة على خلفية ما يدور في الشرق الاوسط. وبعد الغداء الذي اجرى خلاله السادات وبودغورني محادثاتهما (وردت في برقية موسكو رقم 1562، النصوص مرفقة الآن)، تواصلت المحادثات مساء وفيها قدم الروس هذه المرة اسئلتهم وابدوا اهتماما كبيرا بالمشاكل التي اثارتها الاحداث في السودان والتقارير القائلة بأن شيوعيين مصريين تم اعتقالهم مؤخرا. السادات اوضح لهم ان المصريين غير معنيين بالشيوعية كآيديولوجية، ولكنهم معنيون بصورة اساسية بحماية امن دولتهم، وبالتالي، وحين يجدون ان الشيوعيين العرب يعملون ضد ذلك، فالمصريون يتخذون اجراءاتهم ضدهم. واعاد السادات تأكيد دعمه للرئيس نميري، وركز على ان العرب لا يريدون رؤية دولة شيوعية تخرج عليهم في الشرق الاوسط. وابدى السادات رغبة في الوصول لعلاقات صداقة مع الاتحاد السوفياتي.
3 ـ علام اكد ان ردود فعل السادات تجاه الاحداث في السودان واعتقالات الشيوعيين وترت العلاقات بين الاتحاد السوفياتي ومصر في الاشهر الاخيرة، ويعتقد، اي علام، انه وكنتيجة لايضاحات السادات في هذه الزيارة، فان الكثير قد تحقق على طريق تنقية الاجواء، ولذلك فان العلاقات الثنائية عادت الى ما قبل الحالة التي فرضتها احداث السودان.
ولم ينكر علام ان تلك الاحداث اثرت على تدفق السلاح السوفياتي لمصر، وهي قضية مهمة (من المهم ملاحظة ان هذا النقاش حول مشاكل العداء للشيوعية وللاتحاد السوفياتي جاء بعد الغداء الذي ركز فيه بودغورني على المخاطر الكامنة في هذين التوجهين). علام وصف التعامل مع مسألة العداء للشيوعية، والتي ظهرت اخيرا في البيان المشترك (ارسلت منه نسخة لمعظم العواصم)، بانه اكثر اعتدالا من نفس التعاطي مع المسألة والذي صدر به بيان في نهاية زيارة بونوماريف للقاهرة في نهاية يوليو الماضي.
4 ـ بعدها جاءت جلسة المناقشات الطويلة والختامية في 20 اكتوبر وقد استمرت لنحو 6 ساعات. لن نستدرج علام نحو اي تفاصيل حول طبيعة هذه المناقشات لانه لم يكن حاضرا لتلك المحادثات، ولكنه يرجح ان السادات تلقى ما يرضيه في المجالات العسكرية. قرار بقاء الفريق صادق وزير الحربية لثلاثة ايام اخرى بعد الزيارة تم اتخاذه خلال تلك المحادثات. يبدو ان صادق وغريشكو سيبحثان التفاصيل.
5 ـ واصل الروس التعبير عن دعمهم لتسوية سياسية في الشرق الاوسط، ولكنهم لم يظهروا للسادات عدم الرغبة في استخدام القوة. من الواضح انهم لا يملكون اي افكار جديدة حول كيفية الوصول لتسوية سياسية. علام علق بالقول بأن الروس، وحتى قبل زيارة السادات، عبروا عن تفضيلهم لمنبر القوى الاربع واستخدام مهمة يارينغ. وفي نفس الوقت، فهم، اي الروس، على استعداد لان يتركوا السادات يواصل دفع حواره مع الاميركيين، وليس لهم اي اعتراضات على مناقشات في الجمعية العامة للامم المتحدة في نوفمبر. وعلى العموم فعلام لم يقدم انطباعا بان الروس قد توصلوا لأي افكار محددة، لا حول ما يمكن ان يقوم به المصريون من هذه النقطة، ولا على صعيد الطرق والوسائل التي يمكن بها للروس ان يلعبوا دورا اكثر ايجابية. ولذلك، يمكن للمرء ان ينقاد الى تخمين يقول انه واذا ما كان للمصريين ان يصابوا بالاحباط من زيارة السادات لموسكو، فان ذلك قد يعكس جزئيا فشلهم في دفع الروس ليلعبوا دورا اكثر حيوية في الوقت الحالي.
6 ـ سألت عن ابرز العبارات في حديث السادات والتي رجحت لعبارة (القوة والقوة وحدها). علام يقول ان كلمة القوة تعني القوة فقط، ولكنه اعترف بأن فقرات تالية توحي بمقاييس اخرى معنى التهديد. السادات رغب في ان يقولها بوضوح بأن المصريين لن يخافوا من استخدام القوة اذا دعت الضرورة، ولكن اشاراته في الفقرات السابقة في خطاب للتسوية السياسية اوضحت بجلاء ان استخدام القوة يتم فقط بعد فشل جميع الاحتمالات على صعيد الجبهة السياسية.
7 ـ لا نبدو واثقين من الحصول على صورة واضحة لما دار حول المناقشات الاكثر اهمية. وكما هي العادة فسنعلم بأي مناقشات دارت وأي وعود تم اتخاذها، ومتى ستتحقق. وعلى اية حال، وبقراءة ما بين السطور، فالثابت ان السادات زار الاتحاد السوفياتي بعد فترة من التوتر. والمصريون هنا يؤكدون ان كل شيء عاد الى مجراه. والمدهش للمرء هنا هو سيطرة العداء للشيوعية والعداء للاتحاد السوفياتي على عقول السوفيات، في وقت لا تمت فيه اي من المسألتين بأي شكل لتسوية في الصراع العربي ـ الاسرائيلي. بل، وفي مكان ذلك، فهذه توجهات منهم تهدد مصالح السوفيات في الشرق الاوسط على المدى الطويل. فالروس، وكما نعلم، اهتزوا في مايو (ايار) بعمليات التطهير التي قادها السادات، ومن بعد بالاحداث في السودان، وبالاصرار المصري الواضح على دفع الاتهامات ضد علي صبري ومجموعته. علام قال ان الروس لم يشيروا مباشرة الى علي صبري، ولكنهم قالوها واضحة بأن ذلك من شاكلة الظواهر المصرية الداخلية التي يجدون فيها ما يخيف. 8 ـ على الصعيد العسكري، ورغم ان المرء لا يستطيع ان يقطع ما اذا كان العون السوفياتي سيكون دفاعيا ام هجوميا، فالقرار بترك صادق ليومين ونصف يوم بعد مغادرة السادات، يوحي في ضوء ذلك، (وبما ان هناك الان قدرا من الثقة قد عاد للعلاقات الثنائية) بان الروس مستعدون لتقديم وعود ملموسة. نحن نتفق مع برقية القاهرة رقم 1338 بوجود دليل ضئيل في الخطابات والبيان المشترك حول دعم السوفيات سواء لمبادرة السادات او لاستخدام القوة، واذا كان لها ان تنجح، فمن الممكن ان تجلب منافع عاجلة للاميركيين اكثر من جلبها للروس. (الاشارة للمبادرة تعني هنا اقتراح السادات بفتح الملاحة في قناة السويس، الاضافة من «الشرق الأوسط»). اما بالنسبة لاستخدام القوة، فقد شعرنا باستمرار ان على الروس ان يخافوا من اي محاولات من اي من الجانبين لضرب المركب وزيادة احتمالات المواجهة بين القوى العظمى. لا يبدو هناك سبب واضح لاسباب شعور الروس بانهم قادرون على تصور انفجار على جبهة قناة السويس. والمدهش للمرء في المقابل، وحتى في ضوء المعلومات القليلة التي استطعنا الحصول عليها، يكمن في قلق السوفيات وضعهم في الشرق الاوسط وعجزهم الظاهر في ايجاد وسائل تمكنهم من استعادة زمام المبادرة. وايا كانت الوعود التي قطعوها للسادات، فانها ستكون بالتالي او بالضرورة ذات طبيعة تميل (للتحفظ)، وموجهة لتقوية قبضته على الشأن العسكري، وبالتالي اعطائه الاستقرار الداخلي المطلوب ليؤجل مرة اخرى يوم القرار. * ان. اتش. ليفنجستون ـ السفارة البريطانية ـ موسكو
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

 


   

رد مع اقتباس