عرض مشاركة واحدة

قديم 27-10-09, 05:57 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

أولا : الاستراتيجية النووية الأمريكية ..
ـ استراتيجية الاحتواء .. وكانت في الفترة 1945 1953م ومبدأ الاحتواء (الذي وضعه الرئيس الأمريكي .. ترومان) وبنى على انفراد (واشنطن) بامتلاك السلاح النووى لكن هذه الاستراتيجية لم تعمر طويلاً . فقد كسر السوفييت طوق الاحتكار الأمريكي للقوة النووية ففجروا قنبلتهم الذرية في 23-9-1949 وقنبلتهم الهيدروجينية ثانياً 13-8-1953 الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في أسس ومفاهيم استراتيجيتهم المعتمدة .


ـ استراتيجية الرد الشامل .. ويعد (جون فوستر دالاس) وزير الخارجية مهندسها الأساسى ، وتقضي بالاستجابة إلى مبدأ الرد الشامل ، وتقضى بالرد على العدوان السوفييتي بكل ما هو موجود من السلاح النووي وعلى مختلف الأصعدة والمجالات والمستويات وهو ما يستلزم التفوق الكمي والكيفي في السلاح النووي بوجه العدو من جهة ، والقدرة على تحمل الضربة الأولى من جهة ثانية . وكان هدف هذه الاستراتيجية هو حمل الخصم على الاستسلام . وقد فشلت هذه الاستراتيجية بدورها ، فقد أطلق السوفييت عام 1957 م أول صاروخ باليستي يحمل قمراً صناعياً إلى مدار حول الأرض وهذا يعنى قدرة السوفييت على استخدام الصواريخ الباليستية لحمل رؤوس نووية إلى أي مكان في العالم ، وتفوق القوة الاستراتيجية السوفييتية العابرة للقارات أو قدرة الروس على توجيه الضربة الأولى دون عقاب .

ـ استراتيجية الرد المرن ..
وقد أتت هذه الاستراتيجية لتعبر عن اقتناع الغرب بتكافؤ القوى ، وبتعطل حسبة التكلفة العائد بعد أن وصل تطور الأسلحة النووية والهيدروجينية وكم الأسلحة التى يمتلكها الطرفين إلى القدرة على تدمير الأرض بكاملها عدة مرات ، كان هذا فى رئاسة (دوايت إيزنهاور) ورئيس الأركان الأمريكي (ماكسويل تايلور) ثم طورها كل من الرئيس الأمريكي (جون كيندي) ، ووزير دفاعه (روبرت مكنمارا) . والرد المرن وفق الرؤية الأمريكية لا يعنى الرد المماثل . فقد يكون الرد على الهجوم دفاعاً نووياً تكتيكياً أو عملاً نووياً محدوداً . وقد استهدفت القيادة الأمريكية وقيادة حلف الأطلسي من ذلك ، تفادى تطور النزاعات المحدودة إلى حروب شاملة ، وأن يحافظ الردع النووع على مصداقيته فى ظل القدرات النووية المهلكة للطرفين . وبهذا اتضح إن الأساس في استراتيجية (الرد المرن) هو وجود خيارات متعددة يمكن اعتماد أحدها.

ـ استراتيجية الرد المتدرج .. وهي تتضمن بعض خصائص الرد المرن ، وبعض خصائص الرد الشامل . وتقضي هذه الاستراتيجية ببدء الأعمال القتالية وتنفيذها تصاعديا ، من البسيط إلى المعقد ، وحيث يجرى التوسع في استخدام السلاح النووي تدريجياً ، ويرافق ذلك توسع في مناطق العمليات أو الأهداف المعادية حتى تحقيق الهدف السياسي للحرب . وقد اعتمدت هذه الاستراتيجية منذ مطلع السبعينيات رغم تفوق السوفييت على الأمريكان في مجال عدد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والحاملة للرؤوس النووية . مما دفع أيضاً إلى ظهور نظرية (الكفاية الدفاعية) ونظرية (الرعب النووي المتبادل) من جهة أخرى ، ومذهب (شليزنجر) لتصعيد العقاب وتكثيفه من جهة ثالثة .

ـ استراتيجية حرب النجوم .. التي أطلقها الرئيس الأمريكي (ريجان) في عام 1983 م تحت عنوان (مبادرة الدفاع الاستراتيجي) أمام الكونجرس الأمريكي وفيما بعد وافقت أوروبا عليها وسمحت بنشر صواريخ (بيرشينج) و (كروز) 572 صاروخاً.

ثانيا : الاستراتيجية النووية السوفييتية ..
تبني الاتحاد السوفييتى استراتيجيات نووية لمجابهة خطر التدمير النووي ودرئه أصلاً ، وحاول الوصول مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاقيات تؤكد مصداقية الردع النووي .. ومن جهة ثالثة حاول تحقيق ما اصطلح على تسميته (بالاستقرار الاستراتيجي للعالم كله نتيجة لغياب التهديد باستخدام السلاح النووي . وبرز في الفكر العسكري الاستراتيجي السوفييتي أنه من أجل تحقيق (الردع النووي) لا بد من الانخراط في سباق التسلح .

ورغم إعجاب السوفييت باستراتيجية (الردع النووي) وتبنيهم لجزء هام منها ، إلا أنهم تجاوزوا الأهداف التي توخاها الفكر الاستراتيجي العسكري الأمريكي منها . وهكذا طور السوفييت ترساناتهم النووية كما نعرف وخلقوا حالة من الردع النووي بوجه الأمريكان والحلفاء الأمر الذي دفع هؤلاء إلى طاولة المفاوضات معهم والاعتراف لهم عبر (سالت 1) و (سالت 2) بالتوازن والتعادل وعند تحليل السوفييت لمذهب (الرد المرن) الذي اعتمدته الاستراتيجية النووية الأمريكية خلال فترة الستينيات ، اعتمدوا هم أيضاً هذا المذهب العسكري ولكن بأسلوب مغاير فجاء التصعيد فى الخطط الاستراتيجية السوفيتية على ثلاثة مراحل :

المرحلة الأولى: الدفاع المباشر ويتضمن العمليات العسكرية التي تستخدم فيها الأسلحة النووية وفقاً لمبدأ الدفاع الأمامي فقط .
المرحلة الثانية: وفيها يتم الاستخدام الجزئي للأسلحة النووية ، خاصة التي تطال الأنساق الثانية والاحتياطيات من القوات المهاجمة ، وكذلك بعض المواقع والمنشآت العسكرية والمدنية (الإدارية) الهامة .

المرحلة الثالثة: الرد النووي الشامل ، وتستخدم خلاله معظم الأسلحة النووية متوسطة المدى وبعيدة المدى ، ومتعددة الأهداف والمهام وبهدف حمل الخصم على الاستسلام وفرض إرادة النصر عليه .
والفارق الواضح بين (استراتيجية الدفاع النووي) و (استراتيجية الردع النووي) ، أن الأولى تهدف إلى كسب الحرب ، والثانية تهدف إلى منع الحرب . ويعنى هذا أن (الردع النووي) لا يستدعي بالضرورة التوازن النووي .. ولكن معيار الردع النووي يتوقف على عاملين ..القدرة على تدمير المراكز السكانية والاقتصادية والمدنية الهامة ، والقدرة على امتصاص الضربة المعادية (النووية) الأولى ، وحماية المراكز البشرية والانتاجية والمدنية والعسكرية الهامة وخاصة وسائط الردع النووي ، وبالتالي امتلاك القدرة على الرد .

إن التفوق النووي على هذا الأساس لا يخدم أي هدف استراتيجي للطرف المتفوق وهذا بدوره يعنى أن وجود الردع النووي لا يلغي دور الدفاع النووي . كما أن وجود أسلحة الدفاع النووي وإمكاناته لا يلغي دور الردع النووي .

الجيوب النووية ...
منذ أن امتلك الاتحاد السوفيتى الأسلحة والوسائط النووية ، نشأت حالة جديدة سواء عبر الناتو ، أو فى سياسة الكتلة الشرقية ، يمكن تسميتها " بالجيوب النووية " ، وتعنى تسريب تكنولوجيا السلاح النووى إلى قوى إقليمية حليفة لهذا المعسكر أو ذاك فى مواقع حيوية للمعسكر الخصم ، وقد تأكد هذا التوجه بدخول العملاق الصينى فى عضوية " النادى النووى " ، وقد بدأ هذا التوجه لمواجهة نشر السلاح النووى فى أوروبا وفق رؤية الناتو الدفاعية ، ونشأ ما يمكن تسميته بالأحلاف النووية غير الرسمية ، ويأتى فى هذا الإطار السلاح النووى الصهيونى ، والهندى ، والباكستانى ، والكورى ، وقبلهم جميعا البريطانى والفرنسى .. وإن ميزهما أنهما بقدر ما جاءا تعبيرا أيضا عن نزوع أوروبى خجول للاستقلال عن المظلة النووية الأمريكية ، لم يحظ حتى الآن بالإرادة السياسية اللازمة لتحقيقه ، كما لم يصادف الاستعداد لدى الرأى العام لتحمل تكلفة هذا الاستقلال . وتجدر الإشارة هنا إلى أن دول أوروبا الشرقية حديثة الانضمام للناتو تمثل اختراقا أمريكيا لكل مفاهيم الأمن الأوروبى المستقل ، ولتطلعات الفرنسيين والألمان لبناء قوة أوروبية قادرة على انتزاع استقلالية القرار السياسي الأوروبى ، وقد عكست حالة الدمار التى حرص الأمريكيون على أن تصل إلى مداها لدول أوروبا الرئيسة " بريطانيا وفرنسا وألمانيا " نفسها على أوضاع العلاقة بين شطرى الأطلنطى ، وتركت القارة العجوز مهمة التصدى للخطر السوفييتى لقوات وأسلحة القائد الجديد للعالم الغربى ـ أمريكا ـ فى إطار صيغة حلف شمال الأطلسى ، فنشرت أمريكا 480 رأسا نوويا موزعة على قواعد حلف الناتو فى بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا والمملكة المتحدة .ضمن ما تحتفظ به من رؤوس نووية " 1300 رأس نووى " ، وما تزال روسيا على الجانب الآخر تحتفظ بثلاثة آلاف من الرؤوس النووية . والملاحظ أن فرنسا ومنذ اللحظة الأولى كانت ترى الخلاف القادم مع الحليفة أمريكا ، فسعت إلى بناء قوتها النووية المستقلة والتى وصلت الآن إلى الحد الذى يسمح للجنرال هنرى بينتيجا رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية أن يقول " أن الردع النووى الفرنسى يساهم بشكل مباشر فى توفير الأمن لمختلف شركاء فرنسا الأوروبيين مؤكدا أن فرنسا تستطيع اليوم استخدام أسلحتها النووية ضد أى دولة فى العالم تهدد مصالح فرنسا الحيوية ، كما أن شيراك يتبنى بقوة تعزيز الردع النووى الفرنسى وقد ازداد الرئيس الفرنسى تمسكا بموقفه بعد الحرب على العراق خاصة بعد أن هددت بعض الصحف الأميركية المؤيدة للمحافظين الجدد فرنسا بالاحتلال ، نظرا لمعارضتها للحرب الاميركية على العراق . وقد اعترف رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفرنسية الجنرال هنرى بينتيجا بأن هناك اختلافا فى مفهوم استخدام أسلحة الردع النووى بين فرنسا والولايات المتحدة مشيرا إلى أن فرنسا تعتبر أن الأسلحة النووية لا تستخدم إلا فى حالة فشل الأسلحة التقليدية فى تحقيق الردع خلافا لأميركا التى تتبنى منذ الحرب الباردة مفهوم استخدام الأسلحة النووية التكتيكية فى المعارك . وقال الجنرال بينتيجا تعليقا على القرار الأخير الذى اتخذه وزير الدفاع الاميركى دونالد رامسفيلد بشأن إعادة تنشيط برنامج تصنيع القنابل النووية الصغيرة أن الأميركيين لديهم مفهوم عن الردع النووى منذ الحرب الباردة مختلف عن المفهوم الذى تتبناه فرنسا. وأضاف الجنرال بينتيجا فى حديث لصحيفة (لوموند) الفرنسية أن الأميركيين لم يعتبروا فى أى وقت من الأوقات أن الأسلحة النووية تعد بمثابة أسلحة تختلف فى نوعيتها عن الأسلحة التقليدية .

وكشف الجنرال بينتيجا عن أن فرنسا تخصص للردع النووى نحو 8 فى المئة من اجمالى ميزانية وزارة الدفاع الفرنسية .
وحذر الجنرال بينتيجا من أن فرنسا لو قامت بتخفيض معدلات الانفاق فى المجال النووى فإن ذلك يعنى أنها تنزل الضرر بمصداقية الردع النووى الفرنسى . واعتبر أن أفضل رد على مخاطر انتشار الأسلحة هو الردع النووى مؤكدا أن فرنسا لا ترغب فى توسيع عضوية نادى الدول النووية الخمس (أميركا وروسيا و فرنسا وبريطانيا والصين) وقال انه لو اتسع نادى الدول النووية فإن ذلك سيمثل مشكلة أمنية شاملة .

بريطانيا هى الأخرى لا تقف بلا حراك فرغم امتلاكها لترسانتها النووية الخاصة الكبيرة ، بالإضافة لرؤوس الناتو النووية على أراضيها فإنها تعمل على تطوير ترسانتها النووية بدرجة تكفى لتهديد البشرية جمعاء ، وليس عدو ما محتمل ، فقد ذكرت صحيفة صانداي تايمز البريطانية أن بريطانيا تقوم سرا بتطوير سلاح نووي جديد بالتعاون مع الولايات المتحدة , ونقلت الصحيفة عن مصدر " بريطاني رفيع المستوى " ، قوله إن أعمال صنع هذا الصاروخ الجديد قد بدأت منذ إعادة انتخاب رئيس الوزراء توني بلير في مايو 2005 .

وتثار الكثير من الأسئلة حول طبيعة العبوات التي ستحل محل الجيل الحالي من صواريخ تريدنت الباليستيه ، والتى تتكتم الحكومة البريطانية بشأنها .. ولكنها أعربت أنها ستكون أكثر تقدما من دراسات مماثلة أجريت في الوقت نفسه في الولايات المتحدة . وتجرى البحوث حول السلاح الجديد في مركز " مؤسسة الأسلحة النووية في الدرماستون في بركشاير ( جنوب ) .

وقال المصدر للصحيفة " سنصنع سلاحاً لن نتمكن أبدا من إختباره ميدانيا ، لكننا واثقون جداً من أنه سينجح إذا ما استخدمناه .وتشير بعض التقارير إلى أن التطوير الجديد لهذا السلاح يهدف إلى ضرب عمق الأرض .

أما الدول التى تمتلك التقنية النووية بالمستوى اللازم لصناعة السلاح النووى ، وتمتلك الخامات الضرورية لهذه الصناعة فهى كثيرة ، وإن كان معظمها فى أوروبا ، ولكنها حتى الآن فيما يبدو تفضل الشراء ففى الأيام القليلة الماضية شهدت وزارة الدفاع الهولندية تحركات غير عادية تهدف إلى دعم قوة الجيش وتسليحه بمعدات حديثة خاصة القوات الجوية والبحرية .

وتضمنت هذه التحركات سعى وزارة الدفاع إلى عقد صفقة لشراء 4 صواريخ عابرة القارات ، وهي الصواريخ طويلة المدى يمكن تحميلها برؤوس نووية ، وسيتم وفقاً للخطة زرع هذه الصواريخ على 4 فرقاطات بحرية سيتم نشرها على الحدود الساحلية وداخل المياه الإقليمية لصد أي هجمات صاروخية ولضرب أي أهداف دولية تمثل خطراً على هولندا .

وفي هذا الإطار سيتم الاستغناء عن الصواريخ قصيرة المدى بالبحرية الهولندية . وإحالة هذه الصواريخ إلى الفرق الأخرى من القوات الجوية والأرضية .

وقد أثار هذا التطوير المفاجئ للأسلحة والسعي لامتلاك صواريخ عابرة القارات تساؤلات خطيرة ، خاصة في هذا الوقت الذي تعلن فيه الحكومة سياسة التقشف . مما دفع بعض الخبراء العسكريين للقول إن هذه التحركات لا تتم إلا بناء على معلومات دولية باقتراب نشوب حرب كبرى يمكن أن تشارك فيها هولندا أو تكون ضمن الدول التي ستواجه خطرها .

الجيوب النووية تزداد ، وقد يكون هاجس تسرب الأسلحة النووية ، ليس فقط إلى الدول ، ولكن إلى بعض المنظمات فى أعقاب الفوضى التى سادت فى بلدان الاتحاد السوفييتى عند تفككه احتمالا معقولا ، وجميع المؤشرات تفيد تجميد كل جهود المراحل السابقة للحد من ، أو نزع أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووى وما بعد النووى.. خاصة فى ظل مستويات التسلح النووى الحالية والتى قد تكون أرقامها أقل كثيرا من الحقيقة وهى ارقام قدمت عام 2002 من قبل الدول ذو الكفاءة النووية نفسها و يعتبر البعض هذه الأرقام ارقاما لايمكن الأعتماد عليها لأنها لم تقدم من جهات عالمية محايدة.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس