عرض مشاركة واحدة

قديم 31-03-09, 07:27 PM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 


هذا التحوُّل من التجسس الفني إلى التجسس البشري ربما يصبح ضرورياً لو أن انتشار التهديدات بعد الحرب الباردة يتحقق خارج إطار المجال المعلوماتي العالمي المتنامي بسرعة كبيرة. وفي فبراير 1996م، وأثناء إلقاء تقرير أمام مجموعة من الأكاديميين البريطانيين، سُئل أحد ضباط المخابرات البريطانية عن التوقعات الخاصة بانخفاض أهمية التجسس الإشاري، لكنه للدهشة الكبيرة أنكر ذلك، ثم أضاف لو أن تغيراً قد حدث فهو في اتجاه زيادة الأهمية، والسبب من وجهة نظره أن كثيراً من الإرهابيين وأباطرة المخدرات يستخدمون التليفونات المحمولة، والأقمار الاصطناعية للحديث فيما بينهم أكثر من ذي قبل.

والدرس هنا أن الفرص المتزايدة لاستخدام الطرق الفنية بسبب اتساع البنية المعلوماتية قد مكّنت من التغلّب على صعوبات تحديد مكان التهديدات والتعامل معها، ربما شحبت أهمية التجسس البصري إلاّ أن دوره قد استبدل بأعمال التجسس والقرصنة على وسائل الاتصالات التي تتوسع بسرعة كبيرة. وخلال العقد الأخير من الحرب الباردة، سلّم العميل الفرنسي (فارويل) إلى إدارة الخدمة السريّة الوطنية وثائق تُبيِّن أن أكثر من 4،2% من جهد المخابرات السوفيتية قد وجّه إلى اختراق نظم المعلومات المضادة، وذلك في مجتمع يقل فيه عدد أجهزة الكمبيوتر والمشغِّلين المهرة نسبة إلى عدد السكان مقارنة بالغرب، وخلال فترة كان فيها اتساع المجال المعلوماتي محدوداً عمّا هو عليه الآن، تنتج الطرق الفنية للتجسس كماً ضخماً من المعلومات المتنوعة، ومن الصعب أن نطلب من المصادر البشرية أن تنتج بالمعدلات الكمية نفسها، لذلك فمن المتوقع أن تحتفظ الطرق الفنية بنصيب الأسد في إنتاج المعلومات الخام للمخابرات خلال المستقبل المنظور.

 

 


   

رد مع اقتباس