عرض مشاركة واحدة

قديم 07-08-09, 07:06 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البواسل
مشرف قسم العقيدة / والإستراتيجية العسكرية

الصورة الرمزية البواسل

إحصائية العضو





البواسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي ســــير العمليات في حرب 1956 م



 

سير العمليات في حرب 1956 م


0 عـام . كان المحرك الرئيسي وراء الحرب هو رئيس الوزراء البريطاني انتوني ايدن حيث كان هدفه الأساسي من الحرب هو القضاء على الرئيس جمال عبد الناصر ونظامه ، والذي كان يعتبر العدو الأول الذي يقف في وجه التغلغل الاستعماري في البلاد العربية ، وذلك بمساعدة فرنسا وإسرائيل واتخذ ايدن قراره بالحرب في اليوم التالي لإعلان الرئيس جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس يوم الخميس 26 تموز 1956 ، وان دور إسرائيل في الحرب هو غزو سيناء لخلق مبرر لفرنسا وبريطانيا أمام الرأي العام العالمي لضرب مصر من أجل ضمان حرية الملاحة في قناة السويس ، والسبب المخفي هو نظام الرئيس جمال عبد الناصر .

. الحملة الإسرائيلية على شبه جزيرة سيناء( قاديش) (1). لقد قامت إسرائيل بتعبئة قواتها من أجل الحرب ، وقامت بحشد قواتها الرئيسية في النقب إلى الغرب من مدينة العقبة ، وأهم المعارك التي دارت على جبهة سيناء ما يلي:
أ. معركة ممرات متلا. لقد قامت القوات الإسرائيلية بإنزال كتيبة مظليين في ممرات متلا (400 مظلي )(2) في الساعة 1700 من مساء يوم 29 تشرين الأول ، وفي الصباح الباكر من نفس اليوم تحركت قوة برية ضخمة على طريق الكونتيلا ـ ثمد ـ نخل للالتقاء مع قوات المظليين في ممرات متلا بقيادة شارون وفتح طريق الإمداد لهم ، لقد استطاعت القوات الإسرائيلية أن تحقق المفاجأة التامة على القوات المصرية خلال الـ 24 ساعة الأولى من القتال حيث لم يظهر أي رد فعل للقوات المصرية ، وفي أثناء الليل وصلت إمدادات من العتاد وأسلحة م/د والطعام تحملها الطائرات الفرنسية للقوات الإسرائيلية ، لقد كانت القوات الموجودة فـي الكونتيلا حـوالي30 جندي مصري ( حرس حدود ) حيث انسحبت هذه القوة بعد معركة بسيطة إلى قواتها الرئيسية ، ثم تقدمت القوات الإسرائيلية إلى الثمد حيث كان الموقع محصن وتحيط به الأسلاك الشائكة والألغام ، وكانت تتألف القوات المصرية من سريتي مشاة فقط ، وقد تمكنت القوات الإسرائيلية من احتلاله عند فجر يوم 30 تشرين الأول ، ثم استمر زحف القوات الإسرائيلية إلى موقع نخل في الساعة 1700 من بعد الظهر ، وكانت القوات المصرية المتواجدة فيه مؤلفة من كتيبة حدود واحدة ، وتمكن العدو من احتلاله ثم تابع زحفه نحو ممرات المتلا التي وصلها ليلة 30 /31 تشرين الأول وبذلك اتصلت بكتيبة المظليين التي هبطت في اليوم السابق ، أما رد الفعل المصري فقد جاء في صباح يوم 30 تشرين الأول عندما تحرك لواء المشاة الثاني من غرب القناة لمهاجمة المظليين وطردهم من الممرات مسنودا بنيران مكثفة من سلاح الجو المصري على القوات الإسرائيلية ، مما أدى إلى تدمير عدد من آلياتها ، ولكن القوات الإسرائيلية وصلت الممرات وتمركزت في الكهوف وبذلك أصبحت تغلقه من جهة الشرق ، حيث يبلغ طول ممرات متلا حوالي 20 كلم ، وبذلك تمنع مرور الإمدادات والتعزيزات المصرية إلى المواقع الرئيسية الأمامية ، ثم دفعت القوات الإسرائيلية بقواتها داخل ممرات متلا والتي كانت مؤلفة من سريتين محمولتين على ناقلات مدرعة مسنودة بالمدفعية لتحتل طرفه الغربي ، كانت القوات المصرية ما زالت تحتل طرفه الغربي ، حيث دار قتال عنيف وتعرضت القوات الإسرائيلية لنيران كثيفة من الطيران والقوات المصرية ، ودار قتال عنيف داخل الكهوف واستمر حتى منتصف الليل مما اضطر الكتيبة المصرية إلى الانسحاب إلى غرب القناة.

ب. معركة أبو عجيلة . كانت الفرقة الثالثة المصرية تتمركز في منطقة العريش ويوجد لها مواقع أمامية في تلال أبو عجيلة وأم قطف والقسيمة ، والمسيطرة على الطرق الرئيسية القادمة من الحدود الإسرائيلية عبر وسط سيناء إلى مدينة الإسماعيلية ، وكانت هذه التلال عبارة عن قلاع دفاعية حصينة استعمل فيها الخنادق والأسلاك الشائكة وحقول الألغام ووجود الأسلحة الثقيلة الحديثة من الدبابات والمدفعية ، ولكنه تم تخفيف حجم هذه القوات بسبب الغزو البريطاني الفرنسي ، وأصبحت مهمة الدفاع عن هذه المناطق مسندا إلى كتيبتين حرس حدود وسرية مشاة وسرية محمولة على سيارات الجيب وتحت إمرة اللواء السادس المتمركز في رفح ، وتعتبر هذه المنطقة مهمة جدا حيث انه باحتلالها من قبل العدو تصبح الطرق مفتوحة أمامه حتى مدينة الإسماعيلية ومنطقة القناة ، ولهذا حشد العدو قوات ضخمة لاحتلالها بأسرع وقت ممكن ، وكانت تتألف القوات من فرقة كاملة (لوائي مشاة ولواء دروع) وبإسنادهما كتيبة مدفعية وكتيبة هندسة ، وقد بدأ الهجوم الإسرائيلي فجر يوم 30 تشرين أول ، وبعد الظهر تم احتلال موقع القسيمة ثم بدأ العدو باستطلاع موقع أبو عجيلة المحصن ، وتمكن العدو من الالتفاف حوله عن طريق ممر دايكه ، وكانت القوات المصرية قد قامت بنسف الجسر المقام على الوادي ولكن استطاعت القوات الإسرائيلية عن طريق هندسة اللواء المدرع من عبور الوادي وبمجموعة قتال والوصول إلى خلف موقع أبو عجيلة الطريق العام ، وقامت القوات الإسرائيلية باحتلال المنطقة الواقعة بين أبو عجيلة وأم قطف للسيطرة على المنطقتين ، ثم بدا الهجوم الرئيسي على أبو عجيلة صباح يوم 31 تشرين أول ، وقد دارت معركة عنيفة بين الطرفين وقعت خلالها خسائر كبيرة في الطرفين ، وبهذه الأثناء تقدم لواء دروع مصري من بير قفقفا باتجاه أبو عجيلة للتدخل في المعركة ، ولكن تم تدمير العديد من دباباته بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية وبذلك تم إخراجه من المعركة واحتلال موقع أبو عجيلة ، ولم يبقى من القوات المصرية سوى أم قطف والذي أصبح معزولا ومحاصرا من جميع الجهات ، ووضع العدو الإسرائيلي اللواء المدرع العاشر لاحتلال أم قطف ، فدارت معركة عنيفة خسر فيها المصريون أعدادا كبيرة من الجنود على مدى يومين من القتال ، واستطاعت القوات المصرية من الانسحاب ليلا وبالقوة إلى المعسكرات الرئيسية في رفح ، وكان سبب خسارة المعركة هو سحب معظم القوات المصرية المدافعة عن سيناء إلى غرب القناة قبل بدأ الهجوم لمواجهة الغزو البريطاني الفرنسي ، حيث كانت مصر في ذلك الوقت تتعرض إلى قصف شديد من قوات الحلفاء ، ودمرت معظم القواعد الجوية والطائرات وأصبحت القوات البرية بدون إسناد جوي .

جـ. معركة رفح . كانت القوات المخصصة للدفاع عن رفح تتكون من لواء المشاة السادس وبإسناده سرية دبابات وكتيبة مدفعية ومجموعة مدافع ضد الدروع ومدافع ضد الطائرات ، وكانت الدفاعات الرئيسية ترتكز بشكل دائري حول مدينة رفح من الجنوب وحول ملتقى طريق رفح ـ العريش ، وطريق رفح ـ مستعمرة نتزانا ، وتم وضع حقول الغام ومواقع دفاعية حول المدينة نفسها ، ولقد حشد العدو قواته قبل ليلة 30 تشرين الأول للهجوم على رفح ، وكانت تتألف من اللواء المدرع 27 ولواء المشاة الأول والأسلحة المساندة كاملة بقيادة العقيد حاييم بارليف ، فتقدمت كتيبة مشاة إسرائيلية نحو حقول الألغام المقابلة للدفاعات الجنوبية وسيطرت على طرفها بينما تمكنت كتيبة أخرى محمولة على ناقلات مجزرة ومعها سرية هندسة من فتح طريق عبر حقول الألغام ، فقامت القوات المصرية بصب نيرانها الكثيفة على القوات الإسرائيلية ، وتفجرت بعض الألغام في آليات العدو مما أدى إلى إغلاق الممر الذي تم فتحه مما اضطر القوات إلى التثبت في مواقعها طوال الليل وخسر العدو الكثير من آلياته ، إلا انه استطاع من التقدم بشكل بطيء نحو الطريق المؤدية من رفح إلى العريش ، وفي الساعة الخامسة صباحا من يوم 1 تشرين الثاني شنت قوات العدو هجوما من الشمال والوسط والجنوب على المواقع الدفاعية المسيطرة على مفترق الطرق واحتلتها ، وبالتالي الاتصال مع اللواء المدرع الإسرائيلي القادم من الشمال ، ثم واصل اللواء المدرع زحفه باتجاه مدينة العريش وتمركز خارجها طيلة الليل ، وكانت قد صدرت الأوامر إلى الفرقة الثالثة المصرية والتي أصبحت تتمركز في العريش بالانسحاب إلى غرب القناة بأسرع وقت ممكن وبالتالي انسحبت القوات ليلا فدخلت القوات الإسرائيلية مدينة العريش صباح يوم 2 تشرين الثاني ولم تجد فيها أي قوات مصرية .

د. معركة غزة . بعد سقوط رفح والعريش وانسحاب القوات المصرية المتبقية إلى غرب القناة لم يعد بإمكان القوات المدافعة عن غزة الصمود فيها طويلا بسبب أنها أصبحت معزولة تماما ومطوقة من جميع الجهات ، ولا يمكن أن يصلها أي إمدادات أو تعزيزات ، كانت القوات المدافعة عن قطاع غزة تتكون من الفرقة الثامنة وتتألف من اللواء الفلسطيني 86 والمتمركز في خان يونس ولواء الحرس المصري 26 المتمركز في غزة ، وفي الساعة السادسة من صباح يوم 2 تشرين الثاني تقدمت قوات العدو المهاجمة نحو مدينة غزة مـن الجنوب واصطدمت مع الموقع الدفاعي المحصن في تل المنطار واحتلته ، وتقدمت حتى وصلت إلى شمال مدينة غزة عند بلدة بيت حانون ، وعند الظهيرة وبواسطة مندوبين من لجنة الهدنة التابعة للأمم المتحدة قرر حاكم غزة العام الاستسلام واستسلمت معه القوات المصرية في المدينة ، وبعد ظهر نفس اليوم تابع اللواء الإسرائيلي الذي دخل غزة مسيره نحو بلدة خان يونس حيث رفض اللواء الفلسطيني المتمركز فيها الاستسلام ، واستمر القتال بينهما طيلة الليل وحتى صباح اليوم التالي ، وبوصول تعزيزات لقوات العدو استطاع التغلب على القوات الفلسطينية المدافعة واحتلها مع الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر.

هـ. معركة شرم الشيخ . بدأت معركة شرم الشيخ في نفس اليوم الذي بدأت فيه الحرب يوم 29 تشرين الأول ، وكانت متزامنة مع حركة مجموعة لواء المظليين التي عبرت صباح نفس اليوم من النقب إلى الكونتيلا باتجاه نخل ، حيث تحركت سرية استطلاع يتبعها لواء(-) من النقب إلى الكونتيلا إلى ثمد ثم تابعت سيرها عبر الأودية السحيقة والتلال الصعبة المحاذية لساحل البحر الأحمر ، وكانت تعتبر هذه الطريق مستحيلة من قبل ، واحتاجت القوات الإسرائيلية إلى خمسة أيام بلياليها حتى استطاعت أن تصل إلى هدفها، وكانت هذه القوات مدعومة بوحدات هندسية لإزالة العقبات من الطريق، وكذلك قامت إسرائيل بعملية أخرى كانت أمرا مستحيلا من قبل ، حيث قامت بنقل عدد من القوارب المحملة في شاحنات ضخمة خاصة عبر الطريق البرية إلى ايلات ثم إنزالها في البحر عند الميناء في الوقت الذي لم يكن لإسرائيل أي قطعة بحرية في ميناء ايلات وذلك من أجل نقل وحدة من الدبابات لتنظم إلى اللواء المتحرك نحو شرم الشيخ ، ومن ثم تزويده بما يلزم من الذخيرة والمؤن بسبب إن الطريق الذي سلكه اللواء كان صعبا جدا من حيث التزويد ، وقامت هذه القوارب بحمل الدبابات وأبحرت بها جنوبا والتقت مع اللواء المتحرك عند واحة ذهب الواقعة على الساحل شمال شرم الشيخ، وهناك أنزلت الدبابات من القوارب والتحقت باللواء في يوم 3 تشرين الثاني ، وكان موقع شرم الشيخ محصن جدا وبالتالي كانت القوات الإسرائيلية بحاجة إلى قوة مدرعة للتغلب عليه ، كان حجم القوات المصرية المتمركزة في شرم الشيخ كتيبتين تسندهما أعداد كبيرة من قطع المدفعية ، وعند وصول القوات الإسرائيلية إلى واحـة ذهب اصطدمت بقوات من الهجانة المصرية ودار قتال بينهما أوقع بعض الخسائر في القوات الإسرائيلية ثم انسحبت إلى شرم الشيخ ، ثم اصطدمت قوات العدو بدورية مصرية تحرس حقل الغام وذلك عند مرورها في وادي كيد الضيق والذي لا يزيد عرضه عن ثلاثة أمتار ، ثم انسحبت الدورية وهذه كانت نقطة ضعف في الدفاعات المصرية والتي يفترض إن تكون القوات المدافعة في وادي كيد أكبر حجما ، وذلك لإيقاف زحف اللواء الإسرائيلي وتدمير آلياته باستغلال طبيعة الأرض ، لقد كانت تعتبر منطقة شرم الشيخ كمنطقة تزويد خلفية للقوات المصرية ولا يوجد بها قوات مدرعة وإنما كانت تحرسها قوات مشاة فقط ، ولم تكن قادرة على صد هجوم متوازن من المشاة والدروع وهذا كان خطيئة كبرى وسبب سقوط الموقع بسهولة ، ولم يكن بمقدور سلاح الجو المصري تقديم أي مساعدة للموقع بسبب الدمار الكامل الذي حل به ، لقد بدأ هجوم العدو على شرم الشيخ بعد ظهر يوم 4 تشرين الثاني وقد لاقى مقاومة عنيفة من قبل القوات المصرية والمدافع المضادة للدروع واستمرت المعركة طيلة الليل ، وفي الساعة الثانية والنصف من صباح يوم 5 تشرين الثاني شن العدو هجوما جديدا واستطاع احتلال الموقع في الساعة العاشرة صباحا ، وانسحبت بعض القوات المصرية عن طريق البحر بالقوارب والباقي وقع في الأسر ، وبسقوط شرم الشيخ أصبحت سيناء بكاملها تحت الاحتلال الإسرائيلي .

(1) حروبنا مع إسرائيل للواء الركن المتقاعد صادق الشرع ، من ص 402 - 416 .
(2) لماذا تراجع العرب ، الأستاذ الدكتور أحمد التل ، ص 321 .

 

 


 

البواسل

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

   

رد مع اقتباس