..[ البســـالة ]..

..[ البســـالة ].. (https://www.albasalh.com/vb/index.php)
-   قســـــم الكـتب العســــكريــة والسياســــــــية (https://www.albasalh.com/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   خداع الذات (https://www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=1657)

المقاتل 27-07-09 07:53 PM

خداع الذات
 
خداع الذات

http://majalla.aim4test.nl/Media/4/1...dCover1524.jpg
حقيقة ما حدث داخل البيت الأبيض في عهد بوش وثقافة الخداع التي غرقت فيها واشنطن


سكوت مكليلان
الشؤون العامة 2009


كتب سكوت يقول: "هذا الكتاب يسلط الضوء على جانب من التاريخ عايشته بنفسي أثناء سنوات عملي في البيت الأبيض ويعرض شخصيات كثيرة -وأنا من بينهم- ذات نوايا حسنة لكن يعوزها الكثير. لم يكن هدفي من تأليف الكتاب تصفية حسابات أو تعزيز دوري الشخصي، كل ما هنالك أنني أردت تسجيل ما أعرفه وما تعلمته".

كان سكوت مكليلان من بين المستشارين الموثوقين لدى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش وظل كذلك أثناء أكثر فترات التاريخ الأمريكي تحدياً. فقد إنضم مكليلان إلى فريق بوش في عام 1999، الأمر الذي يجعله أكثر من قضوا وقتاً في خدمة بوش. شغل سكوت منصب سكرتير صحافة البيت الأبيض من عام 2003 إلى 2006. وقبل ذلك كان سكرتيراً صحفياً متجولاً خلال الحملة الإنتخابية لبوش وتشيني في عام 2000.

وقد قرر مكليلان تأليف هذا الكتاب نظراً لرغبته في عرض حقيقة ما كان يحدث على العالم بأسره. فقد أراد المؤلف كتابة القصة الحقيقية لما وراء الكواليس السياسية وما كان يدور في أذهان صانعي القرار بإدارة بوش خلال واحدة من أكثر فترات التاريخ الأمريكي إثارة للنزاع والجدل.

كتب مكليلان يقول: "لقد قمت بتمرير معلومات كاذبة بغير علم، وقد شاركني في ذلك خمسة من أبرز المسئولين في الإدارة الأمريكية وهم روف وليبي ونائب الرئيس ورئيس أركان الرئيس الأمريكي بل والرئيس الأمريكي نفسه". ويتضح لنا جلياً من خلال صفحات الكتاب مدى الإحباط الذي يشعر به المؤلف من عمله في الإدارة الأمريكية. فقد ذكر في كتابه مراراً مدى خيبة الأمل التي شعر بها في عهد الرئيس بوش.

إنه يعتقد أن بوش قد لعب اللعبة السياسية وانتهج طريقة "الدعاية الدائمة" التي أتاحت له التلاعب بالحقائق وتقديم المكاسب السياسية على المصلحة الوطنية. ويرى المؤلف أن بوش لم يكن نزيهاً بل إنه إنخرط في خداع الذات مقنعاً نفسه بما هو ملائم من الناحية السياسية بغض النظر عن إلتزام الصدق من عدمه.

وأضاف سكوت قائلاً: "لقد كان قرار بوش بخوض حرب في العراق السبب المباشر في إنحراف الإدارة الأمريكية عن طريقها". وأكد سكوت على إعتقاده بأن حرب العراق كانت بالفعل سبباً في سقوط بوش، كما أعرب المؤلف أنه يؤمن إيماناً قوياً بأن العراق كانت حرباً من اختياره ولم تكن حرباً فرضتها الضرورة قائلاً: "أرى أن الحرب يتم شنها عندما تدعو الضرورة لذلك، لكنني لم أرَ ضرورة في حرب العراق".

ولم يكتفِ مكليلان بإلقاء اللوم على بوش بل إنه حمل مستشاريه جانباً كبيراً من المسئولية. فهو يرى أن الرئيس السابق كان محاطاً بمجموعة سيئة من المستشارين أمثال تشيني وباول وكونداليزا ريس. ويعطي المؤلف لمن يدفعهم الفضول للتعرف أكثر على بوش الإنسان لمحةً عن شخصيته، ويذكر في كتابه أن بوش رجل يتمتع بمهارة سياسية كبيرة لكنه قائد غريزي بمعنى أنه يعتمد على شعوره الداخلي وليس على الحكم العقلاني.

وفيما يتصل بوظيفته، يعترف مكليلان بأنه يعلم الآن جيداً أنه كان ينشر معلومات كاذبة. فقد كان يثق في الرئيس وكان ينقل إلى الناس من غير نقاش ما كان يعتقد أنه يمثل الحقيقة. ومن بين تلك المرات، ما حدث في يوليو 2005 عندما إكتشف عدم صحة ما أخبرت به الصحافة قبل ذلك بعامين من أن كارل روف ولويس ليبي لم يكن لهما يد في تسريب معلومات محظورة عن فاليري بلام زوجة ويلسون. ووصف المؤلف هذا الحدث بأنه كان بمثابة لحظة فاصلة في حياته المهنية ومن بين أكثر التجارب إيلاماً في حياته.

وخلال صفحات الكتاب، يشدد المؤلف على فهمه لثقافة الخداع. ويرى مكليلان أن الخداع أمر شائع في السياسة، لكن الخداع في واشنطن واضح لدرجة تجعله يؤثر بشكل كبير على السياسة العامة وهو الأمر الذي يجده مقلقاً ويعتقد أنه ينبغي ألا يكون شائعاً أو مقبولاً بأي حال من الأحوال.

ويصف مكليلان البيئة في واشنطن بأنها مدمرة وسامة الرؤساء. ويقول المؤلف إن الصراعات الحزبية والتكتم من بين الأشياء التي تميز ثقافة الخداع التي إنتهجها البيت الأبيض وأنه حان الوقت كي تتغير هذه الثقافة. وقد خصص المؤلف الفصل الأخير من الكتاب لإقتراح التغييرات التي من شأنها أن تقلل من تأثير ثقافة الخداع وتهيئ جواً أفضل في واشنطن.

وفي واشنطن، ثمة مواقف متناقضة بخصوص إذا كان سكوت مكليلان رجلاً شجاعاً أم خائناً؛ فالبعض يرى (خاصةً إدارة بوش وأتباعه الأوفياء) أن مكليلان خائن لأنه أفشى معلومات سرية تتعلق بعمله في إدارة بوش. ويشكك آخرون في ذلك، حيث يعتقدون أن ضميره كان الدافع الحقيقي وراء تأليفه لهذا الكتاب. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لم يدفعه ضميره هذا ليعلن عن إعتراضه أو يقدم إستقالته في حينه؟ غير أن البعض يصور مكليلان على أنه بطل لأمانته وصدقه في مكان عز فيه الصادقون.



الساعة الآن 11:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir