..[ البســـالة ]..

..[ البســـالة ].. (https://www.albasalh.com/vb/index.php)
-   قســــــــم الأســـــلــحة البحريـــــة (https://www.albasalh.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   صاروخ إيران النووي المرعب المضاد للسفن (https://www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=215)

القسام 02-03-09 12:01 PM

صاروخ إيران النووي المرعب المضاد للسفن
 
( يقول مارك جافني في هذا المقال: "لم يتم استخدام صاروخ سنبيرن في ميدان القتال أبداً، في حدود ما أعلم، وهذا ما يمكن أن يوضح عدم اتساع نطاق الاعتراف بإمكانياته المخيفة. وأوضح أن بحثه هذا أيضا لم ينتشر على نطاق واسع في العالم العربي، )فهل القراء في منطقة الحضارة العربية والإسلامية بحاجة إلى معرفة المزيد من الحقائق لكي يرفضوا بقوة استمرار الممارسات الأمريكية والإسرائيلية الإرهابية؟ ألا تكفي تلك الممارسات وحدها لتشكيل موقف رسمي وشعبي موحد ضد الإرهاب الأمريكي الإسرائيلي الموحد؟). ( مجيد البرغوثي).

الجزء الأول

في يوليو الماضي(1)، أطلقوا على العملية اسم نبض الصيف: حشد متزامن لجميع القوات البحرية للولايات المتحدة في العالم، بشكل غير مسبوق. ووفقاً للبحرية، كان ذلك أول تدريب على "خطة استجابة الأسطول" التي كان الغرض منها تمكين الأسطول من الاستجابة السريعة لأزمة عالمية. أرادت البحرية إظهار مدى جاهزية قوتها المتنامية. ويعني ذلك قدرتها على التحريك السريع لقوة الاشتباك إلى أي بقعة ساخنة في العالم. ولم يحدث في تاريخ البحرية الأمريكية أن اشترك مثل هذا العدد الكبير جداً من حاملات المجموعات القتالية في عملية واحدة، فحتى الأسطول الأمريكي المحتشد في الخليج وشرقي المتوسط إبان عاصفة الصحراء في عام 1991 وفي الغزو الأخير للعراق، لم يتجاوز عدده ست مجموعات مقاتلة. ولكن في يوليو وأغسطس الماضيين، كانت سبع مجموعات تتحرك، وتتكون كل مجموعة قتالية من حاملة طائرات من طراز "نيمتز" مع ملحقاتها المكملة لها والمؤلفة من 7-8 سفن إسناد، و70 طائرة أو أكثر. وحدث معظم النشاط، وفقا لتقارير متنوعة، في المحيط الهادي، حيث شارك الأسطول في مناورات مشتركة مع البحرية التايوانية.

ولكن، لماذا الزج بمثل هذه القوى البحرية الكبيرة معا في نفس الوقت؟ وأي أزمة عالمية محتملة يمكن أن تتطلب مجموعات قتالية أكثر من تلك التي تمت تعبئتها إبان الغزو الأخير للعراق؟ في الأعوام الماضية حين كانت الولايات المتحدة ترى أنه من المناسب " إظهار العَلم" أو استعراض عضلات بحريتها، كانت تكفي مجموعة قتالية واحدة أو اثنتان. فلماذا هذا الاستعراض للقوة؟ كانت عناوين الأخبار عن المناورات المشتركة في بحر الصين الجنوبي تقول: "صليل السيوف يستفز الصين. و"الاستعراض الضخم للقوة يثير قلق الصينيين". لكن الحقيقة كانت مختلفة تماما، فقد كان لها، كما سنرى، امتدادات خطيرة تتعلق بالوجود العسكري الأمريكي المستمر في الخليج، لان عملية نبض الصيف عكست قرارا اتخذته وزارة الدفاع (البنتاجون) على مستوى عال، بان هناك حاجة إلى استعراض غير مسبوق للقوة لمواجهة ما ينظر إليه على انه تهديد متزايد من جانب الصين تحديدا، بسبب أحدث المدمرات التي تملكها بكين، وهي من طراز "سوفرميني" التي تم الحصول عليها من روسيا.

ذلك هراء! ربما تعتقد ذلك. أنه أمر مستحيل. فكيف يمكن أن يهدد عدد قليل من المدمرات الصينية قليلة الأهمية أسطول الولايات المتحدة في المحيط الهادي؟ هنا تتكثـف القصة. إن عملية نبض الصيف بلغت حد الاعتراف الضمني، والأمر واضح لأي متابع مهتم، بان الولايات المتحدة أصيبت بخسوف في ناحية هامة من نواحي التقنية العسكرية، وان تفوقا نوعيا يتم استغلاله من قبل الآخرين، لان تلك المدمرات عادية جدا لو لم تكن في الواقع، منصات لإطلاق صواريخ روسية مضادة للسفن والبوارج من طراز أم 3 -82 مُسكِت، ( تصنيف الناتو: أس إس – إن – 22 سنبيرن )، وهذا سلاح لا تملك البحرية الأمريكية رادعا له حاليا. وأنا هنا لا أوحي بان وضع الولايات المتحدة كقوة عالمية عظمى وحيدة قد تم تجاوزه، بل أقول ببساطة إن توازناً عالمياً جديداً في القوى بدأ يظهر، وقد تُحقق فيه دول أخرى منفردة، حسب المناسبة، (ميزة غير متكافئة) على الولايات المتحدة. وهذا في رأيي، يوضح الحجم الهائل لعملية نبض الصيف. إن استعراض الولايات المتحدة لقوتها الهائلة في الصيف الماضي كانت محسوبة لتوصيل رسالة ما.

صاروخ سنبيرن

لقد صدمت حين علمت الحقائق عن هذه الصورايخ الروسية المضادة للسفن. المشكلة أن الكثيرين منا يعانون من تصورين خاطئين. ينبع الأول من افتراضنا أن روسيا ضعيفة عسكريا، نتيجة انهيار نظام الاتحاد السوفيتي القديم. وهذا صحيح بالفعل، لكنه لا يعكس كل التعقيدات. فبالرغم من أن الأسطول البحري الروسي يتعرض للصدأ باستمرار في الميناء، وان الجيش الروسي يعاني من الفوضى، إلا أن روسيا متفوقة علينا في نواح رئيسية محددة. وهذا القول أصدق ما يكون في المجال الحيوي المتمثل في الصورايخ المضادة للسفن والبوارج، حيث يسبق الروس الأمريكيين في هذا المجال بمدة زمنية قدرها عشر سنوات. أما التصور الخاطئ الثاني فهو ارتياحنا الذاتي بشكل عام إزاء استخدام الصواريخ، وقد يعزى ذلك إلى الأداء السيئ لصواريخ سكود التي أطلقها صدام حسين إبان حرب الخليج الأولى: وهذا وهم خطير سأحاول أن أعالجه هنا.

قبل عدة سنوات، توقف المخططون السوفييت عن محاولة اللحاق بالبحرية الأمريكية سفينة لسفينة، ومدفعا لمدفع ودولارا لدولار. فالسوفييت ببساطة لم يستطيعوا منافسة المستويات العالية للإنفاق الأمريكي، واللازمة لإنشاء وصيانة أسطول بحري ضخم. لقد تبنوا بدهاء أسلوباً بديلاً يستند إلى الدفاع الاستراتيجي. بحثوا عن نقاط الضعف، وفتشوا عن أساليب غير مكلفة لاستغلال نقاط الضعف. ونجح السوفييت: في تطوير صواريخ مضادة للسفن تفوق سرعة الصوت، وأحدها، وهو سنبيرن إس إس –إن – سنبيرن، يوصف بأنه أخطر صاروخ مدمر في العالم اليوم.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واجهت المؤسسة العسكرية القديمة أوقات عصيبة. ولكن في أواخر عقد التسعينيات، تنبهت موسكو إلى الإمكانية غير المستغلة لتقنيتها في مجال الصواريخ من أجل الحصول على العملة الصعبة التي كانت بحاجة ماسة لها. فاتخذ قرار بإحياء برامج منتقاة، وخلال وقت قصير جداً، أصبحت تقنية الصواريخ الروسية سلعة تصدير رائجة جداً. واليوم، تمثل الصواريخ الروسية صناعة متطورة تدر سيولة نقدية مطلوبة لروسيا، وتعود بالبلايين من خلال المبيعات للهند والصين، وفيتنام وكوبا وأيضا إلى إيران. وفي المستقبل القريب، ستشكل هذه التقنية المتقدمة تحديات خطيرة للولايات المتحدة، حتى أن البعض حذر بأن أكبر سفن البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات الضخمة أصبحت الآن مصائد عائمة للموت، ويجب تحصينها لهذا السبب.

لم يتم استخدام صاروخ سنبيرن في ميدان القتال أبداً، في حدود ما أعلم، وهذا ما يمكن أن يوضح عدم اتساع نطاق الاعتراف بإمكانياته المخيفة. أما الصواريخ الأخرى المضادة للسفن فقد استخدمت، بالطبع في عدة مناسبات، وبنتائج تدميرية. فإبان حرب جزر الفولكلاندز، أغرقت صواريخ اكسوسيت فرنسية الصنع، التي أطلقتها المقاتلات الأرجنتينية، سفينة بريطانية (اتش. إم. إس. شيفيلد) وسفينة أخرى. وفي عام 1987، أثناء الحرب العراقية الإيرانية، شطرت البارجة "ستارك" إلى نصفين تقريبا بواسطة زوج من صواريخ اكسوسيت أثناء قيامها بأعمال الدورية في الخليج. وفي تلك المناسبة رصد الرادار الأمريكي "ايجيز" الطائرة العراقية القادمة ( وهي ميراج فرنسية الصنع) وتتبع مسارها إلى مدى50 ميلا. ثم "شـاهد" الرادار الطائرة العراقية وهي تستدير وتعود إلى قاعدتها. لكنه لم يرصد الطيار وهو يطلق أسلحته. جاءت الصواريخ تسعى بمحاذاة سطح البحر تحت مستوى رؤية الرادار، ولم تشاهَد بالعين البشرية إلا قبل لحظات فقط من ارتطامها بالبارجة ستارك، فعطلتها وقتلت 37 من بحارتها الأمريكيين.

إن الهجوم المفاجئ، عام 1987، ضد البارجة ستارك يمثل المخاطر التي تشكلها الصواريخ المضادة للسفن. والمخاطر تكون أكبر بكثير في حالة الصاروخ سنبيرن، فمواصفاته تجعل صاروخ اكسوسيت – الذي تقل سرعتة عن سرعة الصوت- في الحضيض. إن صاروخ سنبيرن ليس أكبر وأسرع فحسب، بل إن له مدى أوسع ويتضمن نظام توجيه أكثر تفوقا. والذين شهدوا اختبارات أدائه أصيبوا جميعا بالذهول. ويقول أحد التقارير إن وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني حين زار موسكو في أكتوبر 2001، طلب إطلاقا تجريبيا لصاروخ سنبيرن، وكان الروس سعداء بترتيب ذلك الأمر. وقد أعجب شمخاني به لدرجة انه طلب في حينه شراء عدد غير معلوم من تلك الصواريخ.

يستطيع صاروخ سنبيرن إيصال حمولة نووية قدرها 200 كيلو طن، أو رأس تقليدية وزنها 750 باوند إلى مسافة 100 ميل، أي ضعفي مدى صاروخ اكسوسيت. ويجمع صاروخ سنبيرن بين سرعة قدرها 2.1 ماك ( أي ضعفي سرعة الصوت) بنمط طيران يجعله محاذيا لجسم السفينة، ويقوم بمناورات نهائية عنيفة لخداع دفاعات العدو. وقد تم تصميم الصاروخ خصيصا ليهزم النظام الدفاعي لرادار "ايجيز" الأمريكي. وإذا تمكنت إحدى دفاعات نظام "فالانكس" للبحرية الأمريكية بطريقة ما من رصد صاروخ سنبيرن القادم فلن يكون أمامها سوى ثوان لحساب قوة النيران المطلوبة لمواجهته، وهي مدة غير كافية لتدمير الصاروخ المهاجم. إن نظام الدفاع الأمريكي المسمى "فالانكس" يستخدم مدفعاً بست فوهات تطلق 3000 ( ثلاثة آلاف) رشقه من قذائف اليورانيوم المنضب في الدقيقة الواحدة، ولكن يجب أن تتوفر للمدفع إحداثيات دقيقة لتدمير الصاروخ في الوقت المناسب.

إن سرعة صاروخ سنبيرن التي تفوق سرعة الصوت وحجم حمولته، مجتمعين، يولدان طاقة حرارية هائلة ذات آثر مدمر للسفينة وبحارتها. إن صاروخاً واحداً من هذه الصواريخ يستطيع إغراق سفينة حربية ضخمة، ومع ذلك فان تكلفته تقل كثيرا عن تكلفة طائرة حربية. ورغم أن البحرية الأمريكية تقوم بإنهاء العمل بنظام دفاع "فالانكس" القديم، إلا أن النظام الذي سيحل محله والمعروف باسم "صاروخ الحركة الدوارة" (رام) لم يختبر أبداً ضد الصاروخ الذي يبدو انه سيواجهه يوماً ما في ميدان القتال.
__________________

الباسل 04-03-09 04:49 PM

نشكرك أخي القسام على المشاركة الطيبة والمعلومات المفيدة


الساعة الآن 03:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir