..[ البســـالة ]..

..[ البســـالة ].. (https://www.albasalh.com/vb/index.php)
-   قســـم الثقافة الـعــامــــة (https://www.albasalh.com/vb/forumdisplay.php?f=60)
-   -   "العلم السعودي" راية لم تنكس منذ 3 قرون (https://www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=5969)

الباسل 20-11-18 10:03 PM

"العلم السعودي" راية لم تنكس منذ 3 قرون
 
"العلم السعودي" راية لم تنكس منذ 3 قرون

ينفرد علم المملكة العربية السعودية بمزايا تختلف عن بقية أعلام بلدان العالم، وله رمزية واعتبار وتقدير في نفوس السعوديين الذين تهفو قلوبهم وترنو عيونهم بالحب صوب راية التوحيد أينما شاهدوها في أي مكان بالمعمورة.
وهذا الارتباط الوجداني متوارث بين الأجيال منذ اللحظة الأولى التي رفرفت فيها راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على قوافل الإبل لتوحيد هذه البلاد لتنتقل الراية خفاقة إلى أكبر مشاريع الخير والنماء وتعبر عن العزة والهوية في المحافل الدولية، وما بين تلك الصور مر العلم السعودي بمراحل حتى وصل إلى شكله الحديث.

عن ذلك تحدثت الدكتورة جملا المري، عضوة هيئة التدريس في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل عن مراحل تطور علم السعودية، وقالت لـ"العربية.نت": "علم المملكة علم متوارث مرت به بعض التطورات منذ عهد الدولة السعودية الأولى حتى عهد دولتنا الحديثة، وقد رفعت أول راية في العهد السعودي الأول في عام 1157هـ / 1744 ضد كل من عادى أهل التوحيد"، وأضافت: "كان العلم عبارة عن قطعة من القماش خضراء اللون مشغولة من الخز والإبريسم مكتوب عليها (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وكانت معقودة على سارية بسيطة".
وبينت المري أن الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى كان يعقد الراية لأحد أبنائه أو يتولاها هو بنفسه، فقد كانوا إذا هموا بالاستعداد للغزو يبعثون برسلهم إلى رؤساء القبائل ويحددون لهم يوماً ومكاناً معلوماً على ماء معين وتتقدمهما الراية، فتنصب على ذلك المورد، ولا يتخلف أحد من رؤساء القبائل.
وعن العلم في الدولة السعودية الثانية أوضحت الدكتورة جملا المري، المتخصصة في التاريخ أن قادة آل سعود استمروا برفع الراية بهذا الشكل في عهد الدولة السعودية الثانية، وتابعت حديثها: " في عهد الإمام تركي بن عبدالله جد الأسرة المالكة، ومؤسس الدولة السعودية الثانية إذا أراد الغزو يقوم بإخراج الراية ونصبها قريباً من باب القصر قبل خروجه بيوم أو يومين أو ثلاثة، وكان الإمام تركي يأمر بحمل الراية أمامه في الغزو، وقد حذا ابنه فيصل حذوه في نظام إخراج الراية".

الملك عبدالعزيز طور العلم


وفيما إذا كان قد تغير العلم في شكله القديم عن الجديد أفادت المري أن الراية استمرت على شكلها القديم حتى بداية عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي شهد تغيراً في الشكل، حيث أصبح الجزء الذي يلي السارية أبيض، وفيها جزء أخضر وكانت مربعة تتوسطها عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ويعلوها سيفان متقاطعان.
واستطردت في وصفها: "بعد انضمام الحجاز إلى بقية أجزاء البلاد أصبح لون العلم أخضر، مصنوعا من الحرير به جزء قليل أبيض يلي السارية وبرأس السارية قرص من النحاس تعلوه حربة، وأصبح العلم مستطيلا رأسيا تتوسطه شهادة التوحيد بخط جميل كتب باللون الأبيض".
كما أشارت المري إلى أن شكل العلم تطور، بحيث أصبح عرضه يساوي ثلثي طوله بلون أخضر يمتد من السارية إلى نهاية العلم، تتوسطه الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) مكتوبة بخط الثلث العربي، وتمت إضافة سيف مسلول، ويتجه السيف من اليمين إلى اليسار لتأمين نطق الشهادة على الوجه الصحيح، ورسمت الشهادة والسيف باللون الأبيض وسط مساحته على حد وصفها، وكشفت أنه في يوم ١/١٢/ ١٣٥٧ هـ الموافق ٣/١٣/ ١٩٣٨م صدر نظام العلم بشكل رسمي بالأمر السامي رقم ٧/٤/١ ونشر في جريدة أم القرى الجريدة الرسمية للبلاد.

رمزية العلم


وحول رمزية العلم السعودي والخصوصية التي تميزه دون غيره من الأعلام قالت الدكتورة جملا المري: "العلم ليس مجرد لغة صامتة، أو قطعة من قماش في أعلى سارية من الخشب، بل يمثل رمزاً عظيماً للأمة، والعقيدة، والوطن، حيث اختار آل سعود اللون الأخضر لأعلامهم رمزاً للتعبير عن وفرة الخيرات الربانية في هذه الأرض الخصبة المنتجة، فخيرات الوطن وصلت كل أطراف البلاد وأقصى أنحاء العالم"، وتابعت: "أما كلمة الشهادة فهي تعبير عن وحدانية الله والتأكيد على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم النبيين".
كما أوضحت أن السيف يشير إلى إظهار القوة، حيث كانت الدولة في أولى مراحل تكوينها، وأن دلالة الرمز بالسيف تشير إلى العدل وأخلاق الفروسية التي يتصف بها الإنسان العربي آنذاك، ويرمز والحديث للمري أيضا إلى الدفاع عن مضمون الشهادتين وعن أمة التوحيد ووطن المسلمين.

العلم الذي لا ينكس


واعتبرت أيضاً أن عدم تنكيس العلم في المناسبات الحزينة أو سواها أيضاً لا يحني لكبار الضيوف عند استعراض حرس الشرف كما هو معروف في كثير من الدول ميزة ينفرد بها عن باقي أعلام العالم نظراً لوجود الشهادتين.
وقالت: "كما يحظر ملامسته للأرض والماء والدخول به في الأماكن غير الطاهرة أو الجلوس عليه، إضافة إلى الحظر من وضع العلم السعودي على القمصان حفاظا على كلمة التوحيد"، وأضافت: "ويرفع العلم الوطني داخل المملكة العربية السعودية ما بين شروق الشمس وغروبها في أيام الجمع والأعياد والمناسبات الوطنية وعلى جميع مباني الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة".
إلى ذلك أكدت في سياق حديثها أنه في عهد الملك فيصل رحمه الله صدر الأمر الملكي رقم م/ ٣ في ٢/١/ ١٣٩٣هـ (١٩٧٣) الخاص بنظام العلم السعودي، وجاء من ضمن فقراته استحداث علم الملك الخاص، وهو يطابق العلم الوطني في أوصافه ومطرز عليه بخيوط مذهبة شعار الدولة المتمثل في سيفين متقاطعين يعلوهما نخلة في الركن الأيمن أسفل العلم الوطني مما يلي السارية محاذياً، أو دون مقبض السيف.
وختمت جملا المري حديثها موضحة أن العلم السعودي عاش في كل المراحل شامخاً وعالياً كما تعيش المملكة العربية السعودية مرفوعة الرأس قوية الإرادة بعزم وإدارة قائدها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما.


الساعة الآن 07:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir