..[ البســـالة ]..

..[ البســـالة ].. (https://www.albasalh.com/vb/index.php)
-   قســـــــم الهندســـــــة العســـــكرية (https://www.albasalh.com/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   حرب من أجل نزع السلاح (https://www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=1753)

منتجمري 15-08-09 07:40 PM

حرب من أجل نزع السلاح
 
حرب من أجل نزع السلاح







المدير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يواجه تحديات قديمة


د.ريتشارد ويتز


سوف يحتاج الرئيس الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى معالجة قضية الأسلحة النووية لإسرائيل، بالإضافة إلى طموحات إيران النووية لكي ينشىء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وقالت مصر والمملكة العربية السعودية وغيرها من الحكومات أن احتواء طموحات إيران النووية سيكون أسهل إذا تخلت جميع دول الشرق الأوسط عن الأسلحة النووية بشكل واضح.


يواجه يوكيو أمانو، المدير المنتخب حديثاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تحدياً كبيراً في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى الخلاف القديم حول أنشطة إيران النووية، فقد شهدت الأشهر الأخيرة طرح مصر والمملكة العربية السعودية وحتى الولايات المتحدة لموضوع برنامج إسرائيل للأسلحة النووية مرة أخرى.

وقد دعا زعماء الشرق الأوسط إسرائيل إلى القضاء على أسلحتها النووية المشتبه فيها أو إثبات أنها لا تمتلك مثل هذه الأسلحة. ولكي يحققوا هاتين الغايتين، طالبوا بأن تنضم إسرائيل إلى معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية.

وفي المقابل، عرضت العديد من الحكومات التوقيع على معاهدة لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أنواع أسلحة الدمار الشامل (وتشمل الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية).
وتسمح معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية لخمس دول فقط بالإحتفاظ بأسلحة نووية لفترة إنتقالية غير محددة وهى الدول التي امتلكت أسلحة نووية حين دخول المعاهدة حيز النفاذ في عام 1970، وهى بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، بينما تقوم بخفض ترساناتها النووية وإزالتها في نهاية المطاف.

ويوافق جميع الأطراف الآخرون في المعاهدة على السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة البرامج النووية وحماية موادها النووية للتحقق من أنها لا تملك برامج أسلحة نووية سرية.
ويختلف سلوك إسرائيل عن الدول النووية الخمس التي صدقت على معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية، أو عن سلوك الهند وباكستان، واللتان لم توقعا على المعاهدة أيضاً. وخلافاً لهذه البلدان، لم تؤكد إسرائيل أو تنفي علناً وضعها النووي أو تكشف عن امتلاكها للسلاح النووي عن طريق اختبارها لسلاح نووي علناً.


ويعتقد الإسرائيليون أن سياسة الغموض النووي هذه تعطيهم مزايا الردع للحيازة النووية دون إثارة الدول المجاورة دون داع وتحفيزها للسعي وراء امتلاك أسلحة نووية.
وقد رفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الدوام التصديق على معاهدة حظر الإنتشار النووي لأن إسرائيل سوف تحتاج إلى الإعلان عن ترسانتها النووية والتخلي عنها لتلبية متطلبات المعاهدة.
ورغم أن مسئولين أمريكيين سعوا لضمان إلتزام إسرائيل بمعاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية خلال فترة الستينات، إلا أنهم منذ ذلك الوقت لم يبرزوا وضع إسرائيل الشاذ أو يتحدوا سياستها الخاصة بالغموض النووي.


ويعتقد بعض المراقبين أن إسرائيل وصلت لإتفاق سرى أو بحكم الواقع مع الولايات المتحدة. ووفقاً لشروط هذا الإتفاق، لن تختبر إسرائيل أجهزة نووية أو تُعلن نفسها دولة نووية أو تستخدم وضعها النووي لتحقيق مكاسب دبلوماسية.
وفي المقابل، وافقت واشنطن على وقف ضغطها على إسرائيل للإنضمام إلى معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية وإتباع سياسة "لا تسأل، لا تقل" فيما يتعلق بأسلحة إسرائيل النووية.

وفي وقت سابق هذا العام، بدا لفترة قصيرة وكأن الولايات المتحدة قد تخلت عن هذه السياسة. وفي عرض قدمته أمام الإجتماع التحضيري لمعاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية في شهر مايو، قالت روز جوتيمولر، وهى مسئولة بارزة بوزارة الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة سوف تحترم "القرار المتعلق بالشرق الأوسط" والذي اعتمده مؤتمر استعراض معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية عام 1995. وقد دعا المؤتمر إلى بدء مفاوضات تهدف إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

وقد تسبب بيان جوتيمولر - بجانب إشارتها الصريحة إلى حاجة إسرائيل للإنضمام إلى معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية عندما دعت إلى الإلتزام العالمي بالمعاهدة - في إثارة بعض القلق في إسرائيل وبيّن أقوى مؤيديها الخارجيين.
ورأى بعض المعلقين أن البيانات علامة أخرى على أن إدارة أوباما تبنت سياسات أقل دعماً تجاه إسرائيل بصفة عامة، وأشاروا إلى الإنتقاد الأمريكي لسياسات إسرائيل الإستيطانية، ورفض الحكومة الإسرائيلية الجديدة لتأييد إطار الدولتين والذي تدعمه إدارة أوباما.

وذكر محللون آخرون أن الإدارة تسعى لتعزيز موقفها لمنع الإنتشار النووي تجاه إيران ودول أخرى والذي تعرض للتجاهل لأنه يبدو مزدوج المعايير فيما يتعلق بالسياسات الأميركية تجاه إسرائيل.
من هذا المنظور، قد تكتسب جهود البيت الأبيض لحمل إيران على الإنضمام إلى معاهدة عدم الإنتشار النووي المزيد من الدعم إذا اعترضت واشنطن بسرعة على البرنامج النووي لإسرائيل أيضاً.
والتفسيران لا يتعارضان حيث قد ترى إدارة أوباما أن تحقيق تقدم في تسوية سلمية بين إسرائيل وفلسطين قد يساعد على تعزيز الدعم العربي لكبح طموحات إيران النووية.

وقال مسئولون في مصر والسعودية أن الولايات المتحدة قد يمكنها احتواء طموحات إيران النووية بسهولة أكبر إذا حققت الهدف العالمي المتمثل في الوصول لشرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل. ويزعم بعض القادة العرب في العلن أنهم أكثر قلقاً إزاء البرنامج النووي لإسرائيل من إيران.

وقد رفض ممثلوا إسرائيل على الفور فكرة الإنضمام إلى معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية. وانتقدوا المعاهدة بشدة بدعوى أنها غير فعالة لأنها لم تمنع الهند وباكستان وكوريا الشمالية من الحصول على الأسلحة النووية، كما أنها لم توقف سعى إيران المتواصل لإكتساب القدرة النووية.

ويخشى الخبراء الإسرائيليون أن تكون جوتيمولر قد ساعدت ببساطة إيران على تحويل الإنتباه عن أنشطتها النووية المشبوهة بتسليطها الضوء على البرنامج النووي الإسرائيلي.
كما اشتكوا من أن المسئولين الأميركيين لم يطلعوهم مسبقاً على تصريحات جوتيمولر، وأن مساعدة وزيرة الخارجية لم تذكر إيران عندما دعت الجميع للإمتثال لمعاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية.

وفي كل الأحوال، فإن ممثلين عن إدارة أوباما قد نفوا لاحقاً أن تكون جوتيمولر قد إنحرفت عن السياسات الأميركية السابقة بشأن هذا الموضوع. كما ذكر مصدر مسئول في البيت الأبيض أن تطبيق معاهدة منع إنتشار الأسلحة النووية على الصعيد العالمي "لا يزال هدفاً بعيد المدى"، ملمحاً إلى أن إدراج إسرائيل كان طموحاً وليس هدفاً دبلوماسياً ملحاً.

ونقلت وسائل الإعلام عن مسئول أميركي آخر قوله أن مسألة نزع السلاح النووي الإسرائيلي ينبغي تأجيلها ريثما تتحول منطقة الشرق الأوسط إلى بيئة أقل خطراً على الأمن الإقليمي مما هي عليه الآن بكثير، وهو الأمر الذي يتضمن تخلى إيران عن قدرتها على تخصيب اليورانيوم وغيرها من التكنولوجيات النووية الحساسة.


وقد شاركت جوتيمولر في عام 2005 في إعداد دراسة تحمل عنوان "الإمتثال العالمي: إستراتيجية للأمن النووي". وقد إقترحت هذه الدراسة أن يتم في إطار التوصل إلى تسوية سلام شاملة في الشرق الأوسط تخلى إسرائيل عن برنامجها للأسلحة النووية، وأن تعمل الدول العربية على القضاء على ما تملكه من أسلحة كيميائية أو بيولوجية، وأن تتوقف إيران عن محاولة الحصول على تكنولوجيا نووية حساسة، مثل القدرة على تخصيب اليورانيوم. ويظل هدف التوصل إلى تسوية شاملة بشأن قضايا المنطقة البارزة المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل هدفاً عظيم الأهمية حتى اليوم. ولكن المشكلة التي تواجه المدير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية وحكومات الدول الأعضاء هي كيفية التوصل لمثل هذه التسوية.


د.ريتشارد ويتز - مدير وزميل مركز التحليل السياسي والعسكري بمعهد هدسون في واشنطن العاصمة.

البارزانى 04-09-09 03:12 PM

تسلم يداك يا اخي منتجمري


الساعة الآن 06:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir